واشنطن بوست تحلل زيارة ترامب "الغريبة" للسعودية
كتبت- رنا أسامة:
سلّطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على قمة واشنطن والرياض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
وقالت الصحيفة، في تقرير عبر موقعها الرقمي اليوم السبت، إنه من غير المُرجّح أن تقود القمة السعودية-الأمريكية إلى مزيد من الاحتكاك بين البيت الأبيض والرياض، مع مواصلة ترامب تقديم الدعم للحرب السعودية الدامية في اليمن.
كما رجّحت أن تُهمّش الإدارة الأمريكية الانتهاكات التي تملأ سجل حقوق الإنسان في السعودية، وأن يتجنّب ترامب الكشف- علنًا- عن الدور الذي يلعبه الدُعاة المتطرفون وبعض الجمعيات الخيرية الإسلامية في السعودية، لإثارة التطرف والحركات الجهادية في أماكن أخرى.
وأكّدت واشنطن بوست على أن زيارة ترامب للسعودية لن تتعّدى كونها "زيارة عمل" اعتيادية لأي رئيس أمريكي، وهو أمر رُبما يصب في صالح كافة الأشخاص المعنيين.
وتوقّعت الصحيفة أن يُلقي ترامب خطابًا حول الإسلام، وإن كان لا يزال من الصعب التكهّن بفحوى الخطاب الذي كتبه مستشار البيت الأبيض ستيفن ميلر، ذات الأيديولوجية المُعادية للإسلام.
كما أثارت احتمالية أن يستغل ترامب القمة السعودية الأمريكية، للتراجع عن تعليقاته شديدة اللهجة حول التطرّف الإسلامي، والدعوة بدلًا من ذلك إلى توحيد الأديان، أو رُبما سيتمادى في توجيه انتقادات "خرقاء" مُثيرة للجدل وغير مرغوب فيها، بحسب الصحيفة.
بيد أن خبراء مكافحة الإرهاب في واشنطن قلقين حيال خطاب ترامب، خاصة وأن أغلبية الشباب السعودي ينظرون للرئيس الأمريكي باعتباره "مُعاديًا للإسلام"، وفقًا لاستطلاع رأي أُجري مؤخرًا، ومن ثمّ فمن الصعب أن تنجح "الخطابة" في إحداث تغييرًا في مواقفهم.
وفي هذا الشأن، قال ويليام ماكانتس، زميل بارز في مركز سياسة الشرق الأوسط "آمل أن لا يحدث هذا السيناريو، لأنه محفوف بمخاطر بلاغية بالنسبة للرئيس." وذلك خلال كلمة ألقاها في مؤتمر عقده مركز دراسة الإسلام والديمقراطية في واشنطن يوم الخميس.
من جهة أخرى، قالت الصحيفة إنه "من غير المألوف مُطلقًا" أن يحضر الرئيس الأمريكي فعالية يتواجد بها زعيم مطلوب بموجب قرار أصدرته المحكمة الجنائية الدولية على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم حرب، في إشارة إلى الرئيس السوداني عمر حسن البشير، وهو ما دفع الولايات المتحدة لإدراج السودان في قوائم الدول الراعية للإرهاب.
ويأتي هذا بعد دعوة السعودية للبشير لحضور القمة العربية الإسلامية الأمريكية المُقررّ عقدها في الرياض غدًا، فيما نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول رفيع في الخارجية الأمريكية أن واشنطن ترفض دعوة الرئيس السوداني لحضور القمة. واعتذر البشير عن حضور القمة "لأسباب شخصية" لحسب وكالة الأنباء السودانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصميم ترامب على أن تكون السعودية محطة انطلاق أولى جولاته الخارجية كرئيس لأمريكا، بدا "مثيرًا للغرابة"، منذ البداية؛ لاسيّما وأنها أحد أقدس الأماكن الدينية، لدين يعتبره ترامب "مُعاديًا لهم"- وهو الإسلام- فضلًا على زعمه بأن المملكة كانت ستفقد كيانها لولا ارتدائها عباءة "الحماية الأمريكية".
ومع هذا غادر الرئيس الأمريكي واشنطن أمس الجمعة، وحمل نفسه متوجّهًا إلى السعودية، تاركًا وراءه فضيحة متصاعدة تتعلق بتعامله مع التحقيق في صلات جمعات بين فريق حملته الانتخابية مع روسيا.
غير أنه وبحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، يبدو ترامب غير سعيد بهذه الجولة، حتى أنه أخبر أحد مُساعديه بأنه يتمنّى خفض أيام الجولة- المُقرر أن تستغرق 9 أيام- إلى النصف. وسيتخلّلها اجتماعات مع قادة في السعودية واسرائيل والفاتيكان وإيطاليا وبلجيكا، متوقّعة أن تكشف الوجه "الثرثار عديم الخبرة" للرئيس الأمريكي.
وفي الوقت الذي يؤوي فيه ترامب وفريقه بعض التحفّظات إلى القيادة السعودية، تبدو الأخيرة حريصة على إعادة ضبط العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد التوترات التي طالت العلاقات بين الجانبين تحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وتظهر معالم حرص المملكة على تحسين علاقتها بأمريكا في عدد من الصفقات المربحة، المُقرر توقيعها خلال القمة السعودية- الأمريكية، بما في ذلك صفقة لبيع الأسلحة الضخمة، إلى جانب الإعلان عن صيغ جديدة لـ "شراكة استراتيجية" بين البلدين. بخلاف القمة العربية الإسلامية الأمريكية المنتظر غدًا الأحد.
ويأمل السعوديون أن تنجح القمتين الخليجية الأمريكية، والعربية الإسلامية الأمريكية في إعادة التأكيد على الدور القيادي للمملكة كفاعل رئيسي في الشرق الأوسط، فيما يتشكّكون حيال إمكانية وقوف واشنطن بجانب المملكة في موقفها من إيران، ذلك الموقف الذي لطالما مثّل نقطة الخلاف الكُبرى بين البلدين تحت إدارة باراك أوباما.
فيديو قد يعجبك: