إعلان

افتتاحية نيويورك تايمز: ترامب يهين التاريخ

11:50 م الأربعاء 31 مايو 2017

ترامب

كتب- محمد الصباغ:

صدرّت هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في افتتاحيتها اليوم الأربعاء، عنوان "إهانة ترامب للتاريخ"، وقالت إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تشير لتغيّر الأوضاع في القارة العجوز، قاصدة اعتماد أوروبا على الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالأمور الدفاعية العسكرية، وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي له دور محوري فيما وصلت إليه الأمور.

وقالت ميركل، في قمة الدول السبع الصناعية الكبرى، الأحد الماضي، إن "الأوقات التي نستطيع فيها الاعتماد بشكل كلي على الآخرين انتهت،" ونتيجة ذلك أن "الأوروبيين يجب أن يكون مصيرهم في أيديهم".

وعلى هذا السياق، وفقًا لنيويورك تايمز، بات من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد الشريك الذي يمكن لبلادها وبقية أوروبا الاعتماد عليه. فمنذ الحرب العالمية الثانية، قادت الولايات المتحدة الطريق نحو بناء نظام عالمي جديد جذوره حلف الناتو والاتحاد الأوروبي بجانب الإيمان بالديمقراطية والأسواق الحرة. كانت دول بريطانيا وألمانيا وفرنسا في القلب من هذه الجهود، والتي لمدة 70 عاما مضت أبقت على السلام وحققت الرخاء لملايين الأشخاص، بجانب الوقوف بقوة أمام التهديد السوفيتي، والمساعدة في إنهاء الحرب البوسنية ومواجهة التطرف في أفغانستان.

وتابعت الافتتاحية أن العلاقة عبر الأطلسي لازالت ضرورية. لكن أشارت أيضًا إلى أن هناك ضبابية حول شكل تلك العلاقة بعد الخطوات إلى الوراء التي اتخذتها الإدارة الأمريكية. وتابعت أنه إلى الآن لازال حلف الناتو يعتمد على البرنامج النووي الأمريكي وترساناتها التقليدية في الحماية. لكن إشارة ميركل أبرزت انقسامات بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والتي ستفيد شخصا بالتأكيد، وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضافت هيئة التحرير، في مقالها أيضًا، أن هذه الضغوط في التحالف بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تأتي في توقيت سيئ، فالأخير في حالة يرثى لها بسبب الأزمة المالية في اليونان، وصعود الاستبداد في تركيا والمجر وبولندا، وقرار بريطانيا بالخروج من الاتحاد، بجانب تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ويأتي ذلك أيضًا في ظل سعي الرئيس بوتين لزيادة النفوذ الروسي، فهو دائما ما يستغل أي ضعف أو أزمة، بجانب تحريك بعضهم بنفسه. غزت روسيا أوكرانيا وتدخلت في الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا. تدخل بوتين، وفقًا لنيويورك تايمز، في دول البلطيق ورعى حلفاءه من اليمين المتطرف في المجر. وتودد إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تمثل بلاده الجناح الشرقي لحلف الناتو. كما أن بوتين يلعب بدهاء بورقة السفير الروسي في إيطاليا، ويمول الأحزاب المعادية للمؤسسية.

وتابعت الافتتاحية أنه على الرغم من كل ذلك، هناك نقاط مضيئة حيث يبدو أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعهدت بلعب الدور القيادي حال انسحاب الولايات المتحدة، والأمر الثاني هو أن الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون، أعرب عن قدرته على العمل مع على شراكة مع ميركل.

وكانت أول زيارة خارجية لماكرون إلى برلين. وبعد أيام قليلة، أظهر أنه لا يخشى تحمل المسئولية، وأظهر من خلال مصافحة "مقصودة" للرئيس ترامب أنها ستشير إلى أمر سياسي: لن يتم استغلالي. في حين أنه حينما اجتمع مع الرئيس بوتين، الذي عمل مع منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان، لم يمنعه شرف الضيافة من انتقاد الدور الروسي المدمر في سوريا، وأوكرانيا وفي نشر الأخبار المزيفة.

واختتمت الصحيفة المقال بأن الأمر في يد ميركل وماكرون بخصوص إبقاء التحالف حيا، على الأقل حتى يستيقظ ترامب ويدرك احتياجه لدور أمريكا القيادي، أو حتى يأتي رئيس أخر أكثر حكمة.

مصراوي| تابعونا في صفحة متخصصة تواكب شهر رمضان بتغطية خاصة

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان