الصحافة الإيرانية عن حوار بن سلمان: تصريحات "هدامة" في مقابلة "عنترية"
كتبت- رنا أسامة:
أولت الصحف الإيرانية اهتمامًا بتصريحات ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، حول العلاقات مع طهران، خلال مقابلة بثّها التليفزيون السعودي وقنوات سعودية أخرى يوم الثلاثاء.
وأكّد بن سلمان، خلال المقابلة، على عدم جود نقاط التقاء بين الرياض والنظام في إيران، مُستبعدًا إجراء حوار مباشر مع طهران، لأنها تحاول السيطرة على العالم الإسلامي ولو بحرمان شعبها من التنمية، فضلًا على قيام النظام الإيراني على أيديولوجية متطرفة- بحسب قوله.
"مقابلة عنترية"
وتحت عنوان "مقابلة بن سلمان تثير عاصفة ردود سعودية.. وتيران وصنافير مصرية إلى الواجهة من جديد"، وصفت صحيفة "روزنامة قدس" الإيرانية مقابلة الأمير السعودي بـ"العنترية".
وأشارت إلى إثارتها حفيظة عدد كبير من السعوديين الذين عبّروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من سياسته، مُستعرضة في ذلك عدد من التغريدات لمواطني المملكة ينتقدون المبالغة في مديح ابن سلمان و"التطبيل" لكلامه حتى قبل بثّ المقابلة- بحسب قولها.
كما لفتت إلى حديثه عن "سعودية" جزيرتيّ تيران وصنافير، وقيام مُغرّدون سعوديون باستفزاز الشعب المصري من خلال تغريدات تقول "لا تكفينا كسعوديين جزيرتا تيران وصنافير نريد أيضا سيناء وشرم الشيخ والغردقة"، ما استدعى ردودًا من مصريين غرّدوا بهاشتاج #تيران_وصنافير_مصرية على تويتر.
"تصريحات هدّامة"
أما وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" فنقلت عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله الأربعاء: "هذه التصريحات دليل على أن السعودية تدعم الإرهاب وتسعى إلى سياسات المواجهة والدمار في المنطقة وتجاه إيران."
وأشارت إلى اتهام إيران للمملكة بـ "سعيها لإثارة التوتر في المنطقة"، ووصفت تصريحات ولي ولي العهد السعودي بشأن استبعاد حوار مع طهران، بـ"الهدامة".
"فقد صوابه"
أما صحيفة "طهران تايمز" فقالت إن تصريحات بن سلمان "غير المُتوقّعة والمُشينة والخطيرة"- بحسب وصفها- تُشير إلى أنه "إما ساذج أو مُغامِر أو أنه رُبما فقد صوابه."
وقالت إن "السعودية، وليست إيران، هي التي تروّج لأيدولوجية متطرفة، وأنها المسؤولة عن زعزعة استقرار المنطقة."
"مواجهة مباشرة"
فيما اعتبرت قناة "العالم" الإيرانية تصريحات بن سلمان بمثابه "التأكيد الصريح والواضح على مضي السعودية قُدُمًا في الدفع بالمواجهة المباشرة مع إيران ورفض الحوار معها تحت أي عنوان من العناوين السياسية أو الإقليمية أو حتى العقائدية."
وقالت إن هذه التصريحات تُعد "محاولة لمغالطة الرأي العام السعودي الذي بات يعاني من نتائج وارتدادات تورط المملكة في حروب المنطقة وخاصة في اليمن وسوريا."
كما أنها "محاولة غير محسوبة لاستقطاب المؤيدين داخليا أو حتى خارجيًا، لعله يستطيع كسب المزيد من النفوذ والاستيلاء على السلطة نهائيا بعد التخلص من كل خصومه وخصوم والده"، بحسب قولها.
كان ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان استبعد إجراء حوار مع إيران الخصم اللدود لبلاده وتعهد بحماية المملكة مما وصفه بجهود طهران للهيمنة على العالم الإسلامي.
وفي تصريحات حادة اللهجة على نحو غير معتاد قال الأمير محمد إن أي صراع على النفوذ بين بلاده وإيران يجب أن يحدث في إيران وليس في السعودية.
وأضاف في المقابلة التي أجراها بثت على القنوات السعودية منها إم بي سي والعربية، "لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية بل سوف نعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران".
وقال ولي ولي العهد إن الرياض لديها الموارد لسحق المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن، حيث تقود القوات السعودية تحالفا من دول عربية، لكنه قال إن التكلفة ستكون باهظة على الجانبين.
وبسؤاله عما إذا كانت السعودية مستعدة لبدء حوار مباشر مع طهران قال الأمير محمد إن من المستحيل الحوار مع قوة تخطط لعودة الإمام المهدي الذي يعتقد الشيعة أنه من نسل النبي محمد واختفى قبل ألف عام وسيعود لنشر حكم الإسلام في العالم في نهاية الزمان.
فيديو قد يعجبك: