ماذا تعرف عن اتفاقية "المناطق الآمنة" في سوريا؟
كتبت- رنا أسامة:
دخلت اتفاقية "المناطق الآمنة" في سوريا حيّز التنفيذ اعتبارًا من الساعة التاسعة منتصف ليل الجمعة بتوقيت جرينتش، في مبادرة ترمي إلى حل الصراع الدائر في البلاد، ووقف الاقتتال بين الحكومة والمعارضة.
وفيما يلي تستعرض قناة "روسيا اليوم" أبرز المعلومات عن الاتفاق.
الـ4 مناطق الآمنة
وقّع ممثلو الدول الضامنة الثلاث في مفاوضات أستانا (روسيا وتركيا وإيران) على مذكرة خاصة بإنشاء "مناطق خفض التصعيد" في سوريا، وذلك خلال الاجتماع العام الختامي لمفاوضات "أستانا-4".
ويوصف اتفاق المناطق الآمنة في سوريا بأنه "إجراء مؤقت من المُقرّر تنفيذه على مدى الستة أشهر المُقبلة، مع احتمالية تمديده لستة شهور أخرى".
ودخلت المذكرة الخاصة بإنشاء مناطق وقف التصعيد في سوريا حيز التنفيذ في منتصف ليل الـ6 من مايو، بحسب وزارة الدفاع الروسية.
وأكدت الوزارة أنه تم تعليق استخدام الطائرات الحربية الروسية في تلك المناطق اعتبارا من 1 مايو الجاري.
وتضم الـ4 مناطق الآمنة محافظة إدلب السورية، وأجزاء من محافظات اللاذقية وحلب وحماة المجاورة في شمال حمص، وحي الغوطة الشرقية في دمشق، وأجزاء من محافظتي درعا والقنيطرة الجنوبيتين.
وبموجب الاتفاق سيحظُر على القوات الحكومية السورية والمعارضة المُسلّحة الاقتتال أو تنفيذ ضربات جوية داخل المناطق الآمنة.
ووافقت الدول الضامنة على إعداد الخرائط المنوطة بفصل المناطق التي يسيطر عليها ما يُطلق عليهم "المعارضة المعتدلة" عن الأراضي التي يسيطر عليها الجهاديون، وتوفير ترسيم دقيق للمنطقة الآمنة بحلول 4 يونيو المُقبل.
كما نصّت المسودة النهائية لمشروع مذكرة التفاهم على عمل الدول الراعية حواجز أمنية ونقاط مراقبة، مع إدارة المناطق الآمنة اعتمادا على قدراتها. وعلى أساس التوافق بين الدول الراعية، يمكن إشراك قوات تابعة لدول أخرى للعمل في أشرطة الأمن.
المجال الجوي فوق المناطق الآمنة
ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن قوات الفضاء الروسية قد أوقفت بالفعل غراتها الجوية على المناطق التي تم ترسيمها كمناطق آمنة في الأول من مايو الجاري.
وأشارت إلى إمكانية إغلاق المجال الجوى فوق المناطق الآمنة لطائرات التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة، مع سريان التفاوض حول القضية بين الجيشين الروسي والأمريكي، بحسب وزارة الخارجية الروسية.
مكافحة الإرهابيين
لا يزال هناك 42 ألف مقاتل من المعارضة على أراضي الـ4 مناطق الآمنة، حيث يقبع 14500 مُسلّح في محافظة إدلب، فيما يتواجد 15 ألفًا قُرب الحدود الأردنية، وَفقًا لتقديرات روسية.
ولا يعني إنشاء مناطق آمنة توقّف القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية، فكما تقول وزارة الدفاع الروسية فإن هذه الخطوة من شأنها تمكين سوريا من الإفراج عن قوات إضافية لمواجهة العناصر الجهادية
وأبدت الحكومة السورية تأييدها ودعمها لاتفاقية المناطق الآمنة، وأكّدت التزامها بمكافحة الإرهاب.
امتثال المعارضة "مشكوك فيه"
تُشير "روسيا اليوم" إلى أن ثمة شكوك تُخيّم على موقف المعارضة المُسلّحة من المبادرة، فتقول إن امتثال المعارضة "أمر مشكوك فيه".
وياتي هذا في الوقت الذي خرج فيه مُسلّحون من مراسم التوقيع فى أستانا، بدعوى رفضهم لوجود "إيران" ضمن الدول الضامنة.
رد الفِعل الدولي
رحّبت الأمم المتحدة بإنشاء المناطق الآمنة، مع إعراب الأمين العام لها أنطونيو جوتيريس عن أمله في أن تقود إلى تحسين حياة الشعب السوري، وإشادة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بالمبادرة كـ"خطوة في الاتجاه الصحيح."
أما الرئيس الروسي فلادمير بوتين، فقال يوم الأربعاء إنه الإدارة الأمريكية تؤيّد المبادرة، بحسب ما فهم خلال مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره دونالد ترامب.
كما أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن تقديرها لجهود تركيا والاتحاد الروسي لمتابعة هذا الاتفاق، وشجعت المعارضة السورية على المشاركة بنشاط في المناقشات، فيما غير أنها أعربت عن قلقها حيال مشاركة إيران في المبادرة.
فيديو قد يعجبك: