موقع إسرائيلي: مارين لوبن ما تزال فائزة في الانتخابات الفرنسية
كتبت- هدى الشيمي:
رأى موقع "فورورد" الإسرائيلي أن مُرشحة اليمين المتطرف لرئاسة فرنسا مارين لوبن، لم تخسر في الانتخابات، رغم حصولها على حوالي 33 في المئة من إجمالي الأصوات الانتخابية في الجولة الثانية التي أجريت أمس الأحد.
وكانت لوبن قد أقرت بهزيمتها في السباق الانتخابي أمس، وذلك بعد منح الفرنسيون أصواتهم لإيمانويل ماكرون إذ أنه حصل على 66.1 في المئة من الأصوات، وأصبح أصغر رئيسا لفرنسا في تاريخها الحديث.
وقال الموقع إن نتيجة الانتخابات كانت بمثابة الخلاص لليبراليين، والذين كانوا في حاجة لفوز ماكرون بعدما تلقوا ضربتين متتالتين- البريكسيت وفوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة.
ولفت إلى أن هزيمة لوبن في الانتخابات، ستؤجل خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، كما أنها أراحت الكثير من المسلمين والمهاجرين الموجودين في فرنسا، خاصة مع دعواتها بتقنين عملية الهجرة وشنها هجوما على المسلمين، وربطها بين الإسلام والهجمات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا في الفترة الأخيرة.
ورغم هزيمتها، يشير الموقع إلى أن لوبن ما تزال فائزة إذ أنها استطاعت تغيير وضع الجبهة اليمينية المتطرفة، واستطاعت التقرب من الدوائر التي طالما ابتعد عنها حزبها، مثل اليهود والشواذ والطبقات العاملة، والنساء.
ويؤكد أن حزب الجبهة الوطنية المتطرفة الذي أسسه ماري جان لوبن، والد مارين، لم يعد له وجود الآن، فلم يصبح مجرد مؤسسة تجمع حاملي الأيديولوجيات العنصرية والمعادية للسامية القديمة.
وذكر الموقع أن ماري جان لوبن أنكر تورط فرنسا في محرقة الهولوكوست، وبدأ حملات ومسيرات كاثوليكية تسيء للأقليات، أما هي فوعدت بتوفير الحماية اللازمة لليهود، وتجنبت طوال حملتها الانتخابية استخدام لهجة عنصرية.
ومع ذلك، يقول الموقع إن حملة لوبن حاولت التأكيد للشعب إن المهاجرين مجموعة من الراغبين في الاستيلاء على فرص عمل الفرنسيين وهم المنفذون للهجمات الإرهابية.
وأشار الموقع إلى أن لوبن ظلت حريصة على مخاطبة القوميين طوال حملتها الانتخابية، واستطاعت التأثير على أهالي المناطق الشمالية، حيث حصلت على أعلى نسبة من الأصوات.
وساعدها على الوصول إلى الدورة الثانية من الانتخابات، إغلاق المصانع وفقدان الكثير من العمال لوظائفهم، فمنحها هؤلاء أصواتهم على أمل أن تعيد لهم وظائفهم، حسب ما جاء في الموقع.
ويؤكد الموقع أن لوبن لم يكن في إمكانها تحقيق السلام الاجتماعي والنمو الاقتصادي لفرنسا، فخروجها من الاتحاد الأوروبي والعودة لاستخدام "الفرنك" عوضا عن العملة الأوروبية الوحدة اليورو كان سيقود البلاد إلى كارثة اقتصادية كبيرة وركود حاد.
وفي ظل انخفاض معدل المواليد في الداخل، وكثرة عدد المواليد في الخارج، تحتاج فرنسا إلى الهجرة لدعم نموذجها الاجتماعي، ويقول الموقع إنها لن تتمكن من منع تدفق المهاجرين حتى إذا حاولت ذلك، مشيرا إلى أن خطاب لوبن العنيف ضد المسلمين دفع الكثير إلى التطرف والإرهاب.
واشار الموقع إلى أن فرنسا قادت العالم إلى عصر التنوير، وبإمكانها بعد فوز ماكرون أن تلقن الدول المجاورة لها درسا في كيفية هزيمة اليمين المتطرف، ولكن في حالة فشل ماكرون في القضاء على البطالة، وإنهاء حالة الانقسام التي سادت في البلد، سينتشر الظلام في الدول الديمقراطية الغربية.
فيديو قد يعجبك: