الإيكونوميست: انتخابات كوريا الجنوبية "غير عادية"

كتبت- رنا أسامة:

يُدلي الناخبون في كوريا الجنوبية بأصواتهم، اليوم الثلاثاء، في انتخابات رئاسية، يُخيّم عليها أجواء من التوتر في ظل مشاكلها مع نظيرتها الشمالية.

وتقول مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، إن الانتخابات المبكرة التي تشهدها سول "ليست عادية"؛ إذ تأتي بعد فضيحة مُدويّة كلّفت الرئيسة السابقة لكوريا الجنوبية بارك جون هاي منصبها، بعد تأييد المحكمة الدستورية العليا في 10 مارس، قرار البرلمان بعزل بارك بسبب تورّطها في فضيحة فساد.

وتُشير التوقعات إلى ارتفاع الفرص أمام خلفها المُقبل، المُقرر أن يبدأ فترة ولاية كاملة لمدة 5 أعوام، يعمل خلالها على توفير قيادة سياسية ثابتة بعد خمسة أشهر عاشتها البلاد تحت إدارة حكومة مؤقتة.

ويأمل الناخبون أن يأتي الرئيس الجديد لكوريا الجنوبية أكثر قبولًا واجتماعية من "بارك"، التي كان ينظر إليها عديدون على أنها "أميرة سياسية" لا تُجيد التواصل مع شعبها، وهو ما كان واحدًا من الأسباب التي دفعت إلى خروج احتجاجات مليونية ضدها.

هذا إلى جانب حالة الضيق واسعة النطاق، التي اعترت الشعب الكوري الجنوبي، وتحديدًا فئة الشباب، الذين عصفت بهم البطالة، مع سيادة مشاعر اليأس والإحباط في ظل فساد نظام "بارك" السابق.

ويُعد المُرشّح الأوفر حظًا للفوز في هذا الاقتراع المبكر، هو المحامي السابق المتخصص في الدفاع عن حقوق الإنسان مون جاي-ان، الذي وعد بنظام سياسي مختلف، وقال إنه "لن يحكم من مقر الرئاسة الرسمي، الذي يُعرف باسم البيت الأزرق، بل سيُحوّله إلى متحف عام."

وقال مون (64 عامًا)، بعد إدلائه بصوته في أحد المراكز بغرب سيول، "ألمس طموح الشعب الكبير جدًا إلى تغيير في الحكومة."

وبحسب آخر استطلاع أجراه معهد "جالوب كوريا"، فإن مرشح الحزب الديمقراطي اليساري سيحصل على 38 بالمئة من أصوات الناخبين، متقدمًا بفارق كبير على الوسطي آه شيول-سو، الذي تؤكد استطلاعات تعادله مع المحافظ هونج جون-بيو الذي ينتمي الى حزب الرئيسة المُقالة.

وفي هذا الصدد، تقول المجلة البريطانية إنه من غير المُرّجح أن يكون "مون" هو "الوجه الجديد" لكوريا الجنوبية، ومن شأنه إنهاء عشر سنوات من حكم المحافظين، ما يمكن أن يقود بدوره إلى تغيير كبير في السياسة حيال بيونجيانج وكذلك حيال الحليف والحامي الأمريكي.

وتُشير أعداد الناخبين إلى أن هذه الانتخابات ستكسر سجلات الإقبال المحلي؛ إذ وجدت دراسة حديثة أجرتها لجنة الانتخابات الوطنية أن ما يقرب من 90 بالمئة من المواطنين قالوا إنهم سيصوتون "بالتأكيد".

ومع ذلك، تُرجّح "الإيكونوميست" عدم نجاح الرئيس المُقبل بتفويض شعبي كبير، فالانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية تُجرى في جولة واحدة فقط، وتقول إن الفائز بين الـ 13 مُرشًحا في السباق الرئاسي سيأتي بفضل "فضيحة" الرئيسة السابقة، وإن كان سيحتاج إلى الوفاء بوعوده من أجل إصلاح أعمق، ولكي يحظى بأكبر فترة ولاية- على الأقل.

وبدأ التصويت عند الساعة السادسة (التاسعة مساءً بتوقيت جرينتش) أمس الإثنين في أكثر من 139 ألف مركز للاقتراع. وسينتهي التصويت عند الساعة الثامنة (الحادية عشرة صباحًا بتوقيت جرينتش)، على أن يبدأ إعلان نتائج الاستطلاعات عند خروج الناخبين من مراكز الاستطلاع.