وزير إماراتي يكشف تفاصيل أزمة قطر: جاهزون لفرض مزيد من العقوبات
القاهرة – مصراوي:
كشف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجيّة الدكتور أنور قرقاش، في حوار مع مجلة "نيوزويك – ميدل إيست" الأميركيّة، التطورات المرتبطة بالأزمة بين دول الخليج ومصر من ناحية، وقطر من ناحية أخرى، مؤكداً استعداد الدول المقاطعة لفرض مزيد من العقوبات على الدوحة، التي قد تجد نفسها معرضة لتهديدات إقليمية وعالمية في حالة حرمانها من الحماية الخليجية.
وحذر قرقاش، في الحوار الذي أعادت جريدة البيان الإماراتية نشره، الدوحة من دعمها المستمر للمجموعات الإرهابية والمتطرفة، لأنّ ذلك لن يؤدي إلا لمزيد من الإضرار بسمعتها، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة سئمت هي الأخرى من السلوك القطري.
أسباب الأزمة
وعن أسباب تصعيد الأزمة مع قطر، قال "قرقاش": الأزمة أتت نتيجة "تراكم" ولم تكن "قراراً مفاجئاً"، فالدعم القطري للمتطرفين استغرق وقتاً طويلاً واستنفد صبر المملكة العربية السعودية الذي كان "هائلاً". وبعد التوصل إلى اتفاق سنة 2014 مع قطر حول التطرف والعلاقة مع الإخوان المسلمين، أصبحت الأمور "أسوأ" بعده.
وساءت العلاقات القطرية مع الدول الخليجية الثلاث بعدما فشلت الدوحة في تطبيق التعهدات التي وردت في اتفاق عام 2014. وكان من بينها تقييد ذراع قطر الإعلامية - قناة الجزيرة- وقطع الدعم عن المتطرفين والإرهابيين وشخصيات من الإخوان المسلمين وحماس وحركة الشباب في الصومال وآخرين.
وتابع "قرقاش": "لقد رأينا مؤشرات بأن قطر تدعم المنظمات المرتبطة بالقاعدة في سوريا، وليبيا ومالي. لذا سأقول أن الوضع بات أسوأ"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن لنا أن نعود إلى ما كانت عليه الأمور"، والدول الخليجية علقت آمالاً "كبيرة جداً" على الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وقدرته على تغيير المسار. لكن "للأسف لم نرَ مؤشرات حول ذلك خلال السنوات الثلاث والأربع الأخيرة".
لدينا لائحة ضخمة لأسماء تنشط إرهابياً من مالي إلى البحرين وتدعمهم قطر بما فيها شخصيات من حماس والقرضاوي
وأكد المسئول الخليجي لنيوزويك أن دول الخليج تملك أدلة تؤكد تورط مجموعة من الأفراد داخل قطر في نشاطات إرهابية رغم أن بعضهم تمّت معاقبتهم من الأميركيين والأمم المتحدة، وقال: هؤلاء الأفراد موجودون في قطر حالياً وينعمون بحرية التنقل ويتلقون تمويلات من هناك. لكن عملياً هنالك لائحة ضخمة لأسماء تنشط إرهابياً من مالي إلى البحرين، بما فيها شخصيات من حماس والزعيم الروحي للإخوان يوسف القرضاوي.
وتساءل قائلاً: "قطر تنفق كميات هائلة من الأموال لإيقاد كل هذا لأجل ماذا؟ فعلاً السؤال هو لأجل ماذا؟"
وقال قرقاش: باتت دول كثيرة تنظر إلى قطر على أنها "المروّج الأكبر للإرهاب والخطابات الإرهابية في العديد من المجالات: المال، اللوجستيات، الإعلام وعلى مستوى هؤلاء المشايخ الراديكاليين. أعني أن جميع هؤلاء المشايخ ذوي الفتاوى الراديكالية هم هناك في قطر". ونفى الوزير اتهامات قطر للدول الخليجية بمحاولة فرض سيطرتها عليها ومصادرة قرارها "الحر"، قائلا: العديد من دول المجلس "تمتعت على مدى سنوات بسياسات مستقلة ولم تشكل أي مشكلة".
الوضع بات أسوأ من أزمة 2014.. ورأينا مؤشرات بأن قطر تدعم المنظمات المرتبطة بالقاعدة في سوريا وليبيا ومالي
وحذر من أن امتناع قطر عن أن تكون في شراكة وتناغم مع مجلس التعاون، سيؤدي بها إلى أن تكون معزولة في الخليج ومجرد جزيرة تتدبر سياستها الخاصة. وأضاف أن جميع الدول التي تحرّكت ضد قطر قالت إنها أُجبِرت على اتخاذ هذه الإجراءات كآخر وسيلة لدفعها إلى تغيير سلوكها. حتى الولايات المتحدة التي تستخدم قاعدة عسكرية في قطر اتخذت موقفاً واضحاً من خلال رئيسها دونالد ترامب الذي عبّر على تويتر عن رأيه في كون جميع الأدلة تشير إلى أنّ قطر تمول الإرهاب والتطرف.
وشدّد الوزير الإماراتي على أنّ الهدف من هذه الإجراءات لا يكمن في "إيذاء الشعب القطري" بل إرسال رسالة واضحة حول وجود مسألة شائكة وجب أن تحلّها رؤوس "أكثر حكمة".
الحل
وحول سبل حل الأزمة، شدّد قرقاش على وجوب تطبيق بنود اتفاق عام 2014 قبل وضع مزيد من المسائل على الطاولة، مضيفا: "لقد كانت هنالك أزمة والآن هنالك أزمة كبرى"، والفرصة الحقيقية لإيجاد حل للأزمة تكمن في "استدارة كاملة" لقطر وإلزامها بالعمل وفقاً لخطة جديدة مضمونة النجاح لا كما حصل سنة 2014، لكني لم أرَ نية حقيقية لدى قطر للإقدام على مثل هذه الاستدارة".
الدول الخليجية علقت آمالاً "كبيرة جداً" على تميم لتغيير المسار.. لكن للأسف لم نرَ أي مؤشرات
ولا يعتقد قرقاش بجدوى نقاش يقوم على قول قطر "اسمحوا لي بدعم الإرهاب بنسبة 50% بدلاً من 70%" أو "اسمحوا لي بدعم جبهة النصرة بنصف الأموال التي كنت معتادة على تقديمها". يتعلّق الأمر كما يقول الوزير الإماراتي بتغيير قطري حقيقي في الوجهة المقبلة كاملة. عندها حين تحصل دول الخليج على تلك المؤشرات، يمكن أن يكون هنالك خطة تنفيذية للمضي بها قدماً كما يؤكد. وأمير الكويت هو "زعيم خبير ذو سنوات متعددة من الخبرة في العلاقات الدولية ويحظى باحترام وتقدير كبير جداً". لكنّ الوزير يشدّد على أن نجاح الوسيط هو نجاح قطر في استيعاب المطلوب منها. فإذا كانت الرسالة القطرية "لم نقم بأي شيء خاطئ"، عندها "لن نصل إلى أي مكان". فالدوحة بحاجة كي تعترف بالمشكلة أوّلاً، إلا أن مسئوليها ما زالوا في حالة "إنكار". ويجب أن تكون العقوبات "كافية لجلب العقلانية إلى الحسابات القطرية". وأحذّر قطر من أن الدول الخليجية الثلاث وحلفاءها "مستعدة لمزيد من الإجراءات".
فيديو قد يعجبك: