حريق لندن: "إلقاء الأطفال من النوافذ" وسيلة الأمهات لإنقاذ صغارهن

كتبت- رنا أسامة:

تطرّقت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إلى أجواء الرعب والفزع التي سادت قاطني برج جرينيفيل، غربي لندن، بعد الحريق الذي نشب به في الساعات الأولى من صباح الأربعاء.

وقالت شاهدة عيان إنها سمعت أحد الجيران يصرخ طلبًا للمساعدة قبل أن يُقدِم على القفز من النافذة، بينما التهمت ألسنة النيران شقته في الطابع السابع.

وتابعت: "أخذت الشرطة تدعو السكان من النوافذ بإلقاء أي قطع ملابس لمساعدة رجال الإطفاء على إنقاذهم، ولكن كيف يُمكنهم أن يفعلوا ذلك؟"

وقالت لوكالة "برس أسوسيشن" البريطانية، إنها رأت امرأة تحاول إنقاذ رضيعها بإسقاطه من نافذة بالطابق التاسع أو العاشر.

وأضافت: "بدأ أشخاص يطلون من نوافذ ويصرخون بقوة، وكانت المرأة تستعد لإلقاء طفلها، وتقول: (هل هناك أحد يمسك بطفلي) وألقته، فركض شخص إلى الأمام وتمكن من التقاط الطفل".

وقالت شرطة لندن إن الحريق أوقع 6 قتلى حتى الآن، مُشيرة إلى أن العدد مُرشّح للارتفاع. فيما أُصيب 64 شخصًا بينهم 20 في حالة حرجة، ونقلوا إلى 5 مستشفيات، بحسب خدمة الإسعاف البريطانية. ولم يتضح سبب نشوب الحريق إلى الآن.

شاهدة عيان أخرى، تُدعى سميرة، قالت لـ بي بي سي: "أعتقد أن سرعة الحريق كانت أكثر الأمور إثارة للقلق لدى الجميع". وأضافت: "ارتفعت سرعة الحريق من صفر إلى 100 حرفيًا بشكل لا يمكن استيعابه".

وزعمت أنها شاهدت "الكثير من الأشخاص يقفزون من النوافذ هربًا من ألسنة الحريق".

ساكنة أخرى، تُدعى زارا، قالت إنها رأت سيدة تُلقي بطفلها، ذي الـ5 أعوام، من نافذة الطابق الخامس أو السادس، هربًا من الحريق.

وقالت لشبكة إل بي سي: "ألقت سيدة بطفلها من النافذة. أعتقد أنه بخير ولم يُصب سوى ببعض الكدمات والإصابات الطفيفة". وأشارت إلى أنه موقع الحادث تم إغلاقه على الفور مع سرعة انتشار الحريق على نحو بالغ.

وتابعت: "لقد بدا الأمر وكأنه مشهد في أحد أفلام هوليوود".

وكان حريق هائل شبّ في برج جرينفيل، المكوّن من 24 طابقًا، في منطقة لانكستر ويست، غربي لندن، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء.

وقتل 6 أشخاص وأصيب 50 آخرين، نقلوا إلى مستشفيات لتلقي العلاج.

ويعود المبنى المُحترق إلى سبعينيات القرن الماضي وتم ترميمه قبل عام. وكان يقطنه ما بين 400 إلى 600 شخص ومؤلّف من 120 شقة سكنية، وفق ما أعلنه المجلس المحلي في منطقة الحريق غربي لندن.