كيف تناولت الصحافة العالمية تعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد؟
كتبت- رنا أسامة:
تصدّر قرار تعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا جديدًا للعهد، خلفًا للأمير محمد بن نايف، اهتمام الصحف العالمية.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أصدر أمرًا ملكيًا، صباح اليوم الأربعاء، بإعفاء الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ومنصب وزير الداخلية، واختيار الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد وتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيرًا للدفاع، وذلك "بناءً على ما اطلع عليه أعضاء هيئة البيعة من مبررات وتأييد أعضاء هيئة البيعة بالأغلبية العظمى 31 من أصل 34".
ودعا العاهل السعودي إلى مبايعة ولي العهد الجديد بقصر الصفا في مكة المكرمة مساء اليوم، بعد صلاة التراويح.
"مفاجأة متوقّعة"
قالت وكالة "رويترز" الإخبارية إن هذه الخطوة كانت مُتوقعة وسط الدوائر المُقرّبة، ولكنها جاءت بمثابة مفاجأة في وقت تشهد فيه المملكة تصاعدًا في التوترات مع قطر وإيران، وتخوض حربًا جوية في اليمن.
وذكرت الوكالة أن هذا الإعلان المفاجئ جاء بعد عامين ونصف العام من تغييرات كبيرة في المملكة.
ونقلت "رويترز" عن مُحللين القول بإن هذه الخطوة من شأنها أن تحسم الجدل حول مصير الخلافة في السعودية، لتجنّب الصراع على السلطة بين ابنه ومحمد بن نايف، مُشيرين إلى أن عملية الانتقال حدثت بسلاسة.
وفي الوقت نفسه اعتبروا أن هذا التغيّر سيعزز صلاحيات بن سلمان للتقدم في خطته على نحو أسرع، لتقليل اعتماد المملكة على النفط.
ولفتت الوكالة إلى أن الأمير محمد بن سلمان أصبح القوة وراء عرش المملكة بعد أكثر من عامين من توليه منصب ولي ولي العهد، فلم يكن كثيرون خارج المملكة يعلمون أي شيء عنه إلى أن أصبح والده سلمان بن عبدالعزيز الملك السابع للمملكة في يناير 2015، مُشيرة إلى أنه عزّز صورته العامة بإجراء مقابلات مع بعض وسائل الإعلام الغربية خلال العام المنصرم.
"صراع مُحتمل"
ولم تستبعد شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، نشوب صراع قوي على السلطة في المملكة العربية السعودية، يُحتمل أن يكون عنيفًا في المستقبل، بعد المُبايعة التي تمت اليوم بين المُحمدين بن نايف وبن سلمان. وقالت إن الأمر جاء بمثابة "صدمة".
ورجّحت الشبكة الأمريكية أن تقود هذه الخطوة إلى مزيد من الانقسامات داخل الأسرة المالكة. وقالت إن مُستقبل خلافة بن سلمان يعتمد على نجاح مُبادرات الإصلاحات المحلية الأخيرة بالمملكة.
"تعزيز نفوذ المملكة وترسيخ صلاحيات الأمير"
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن تعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد يُعزّز تحركات المملكة باتجاه إعادة تأكيد نفوذها كقوة إقليمية، ويُرسّخ الصلاحيات التي اكتسبها الأمير بسرعة مذهلة منذ صعود والده الملك سلمان للعرش في يناير 2015.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن دبلوماسي غربي في العاصمة السعودية، إن النفوذ السريع للأمير محمد بن سلمان لم يكن يلقَ استحسان كثيرين في الرياض.
"إعادة كتابة الخلافة"
أما صحيفة "نيويورك تايمز"، فقالت إن المملكة العربية السعودية تُعيد كتابة الخلافة بتعيين الأمير محمد بن سلمًا وليًا جديدًا للعهد خلفًا للأمير محمد بن نايف آل سعود، واصفة الخطوة بأنها "إعادة تشكيل سياسي مُنظمة".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن العديد من المراقبين السعوديين يرون أن والده يدفعه بقوه ليُصبح "الملك القادم".
"صلاحيات استثنائية"
فيما قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية إن هذه الخطوة تمنح الأمير الشاب محمد بن سلمان، ذو الـ 31 عامًا، صلاحيات استثنائية.
ورجّحت "بلومبرج" أن تفرض هذه الخطوة نهجًا صعبًا للسياسة الخارجية للحليف الرئيسي الولايات المتحدة، السعودية، كما أنها ستعزز نفوذ المملكة كقوة إقليمية.
ونقلت عن أحد المحللين قوله إن "ولي العهد الجديد كان من دُعاة الحضور السعودي القوي في المنطقة".
وبالرغم من أن انتقال الخلافة بدا ناعمًا وسلسًا، تُشير الوكالة الأمريكية إلى أن بعض السعوديين أعربوا عن دهشتهم -سرًا- من كمّ وسرعة الأوامر الملكية، قائلين إن تجريد الأمير محمد بن نايف من جميع صلاحياته يبدو "مُبالغ فيه".
وذكرت أن صعود الأمير محمد بن سلمان بدأ منذ تولى والده العرش أوائل عام 2015، بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
"لعبة العروش السعودية"
وتحت عنوان "لعبة العروش"، قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن الخطوة الجديدة تعكس التزام المملكة بتقاليد الحكم المتوارثة في الدولة الخليجية؛ فالمُتعارف عليه أن خط الخلافة يتم تمريره في السعودية من الأخ إلى الأخ؛ الملك سلمان وصل إلى العرش في 2015 بعد وفاة أخيه غير الشقيق، عبدالله، وعيّن في الأصل أخيه غير الشقيق، مقرن بن عبدالعزيز، وليًا للعهد.
كما رصدت المجلة الأمريكية أبرز المعلومات عن ولي العهد السعودي الجديد.
"هزة كبرى بالمملكة"
فيما وصفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية القرار الجديدة بأنه بمثابة "هزّة كُبرى بالمملكة". وقالت إن نفوذ الأمير محمد بن نايف أخذ في التراجُع منذ بدأ ابن شقيقه محمد بن سلمان زياراته إلى الخارج، التي كان من بينها زيارة قام بها إلى موسكو، وأخرى إلى واشنطن للقاء ترامب في البيت الأبيض في مارس الماضي، في زيارة مثّلت حجر الأساس لزيارة الرئيس الأمريكي للمملكة في مايو الماضي، في أولى جولاته الخارجية منذ عُيّن رسميًا رئيسًا للبلاد.
فيديو قد يعجبك: