أسوشيتد برس: ابن سلمان يقود سياسة المملكة لعقود مقبلة
كتب - عبدالعظيم قنديل:
قالت وكالة "أسوشتيد برس" الاخبارية الأمريكية، في تقرير لها اليوم الأربعاء، تعقيبًا على الأوامر الملكية السعودية، إن صعود الأمير محمد بن سلمان إلى تولى مقاليد الحكم جاء سريعًا وبشكل مثير للدهشة، ولذلك فإن تعيينه المفاجئ لمنصب ولي العهد يضعه في المرتبة الأولى على رأس العرش، ويبدو أنه يعزز مكانته في السيطرة على تحركات المملكة العربية السعودية للعقود المقبلة.
وقد أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، أوامر ملكية، اليوم الأربعاء، بإعفاء الأمير محمد بن نايف من منصبه وليا للعهد، وتعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، وتعينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيرا للدفاع.
ودعا العاهل السعودي إلى مبايعة ولي العهد الجديد بقصر الصفا في مكة المكرمة مساء اليوم، بعد صلاة التراويح.
وبحسب التقرير، كان محمد بن سلمان يسيطر بالفعل على سياسة المملكة الدفاعية، فهو يعتبر جريئًا ومغامرا، لاسيما وأنه كان يشرف على إصلاح اقتصادي داخلي ضخم بدعم من والده الملك سلمان.
فمنذ تولي والده الملك سلمان، تمكن الأمير الشاب من اجتياز أي منافسة من الأمراء، وقد أدت خطط الأمير الشاب إلى تسارع وتيرة سياسة الرياض، في الوقت الذي كانت تتسم بالبطيء، وذلك حسبما أفادت وكالة "أسوشتيد برس".
ونقلت الوكالة الأمريكية عن خالد بطريفي، كاتب وأستاذ سعودي في جامعة الملك فيصل، قوله إن الوضع الحالي يتطلب الكثير من الجهد وسرعة اتخاذ القرار والشجاعة، مضيفًا أن الجيل السابق ليس لديه السرعة اللازمة لإجراء تحول".
وقال بطريفي: "إن البلاد تحتاج إلى دماء جديدة وجيل جديد لأن التغييرات المطلوبة كبيرة".
وأوضح التقرير أن ألقاب ولي العهد الجديد تدل على مدى اتساع محفظته، فهو وزير دفاع ونائب رئيس مجلس الوزراء؛ رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى؛ رئيس مجلس الإشراف على شركة النفط العملاقة التي تديرها الدولة "أرامكو السعودية"، علاوة على رئيس صندوق الاستثمار العام؛ وعضو بارز في مجلس الشؤون السياسية والأمنية.
ونوه التقرير بأن محمد بن سلمان لم يكن شخصية معروفة بالقدر الكافي في المملكة العربية السعودية قبل عامين.
في غضون ساعات من صعود الملك سلمان إلى العرش، عين الملك ابنه المفضل، محمد بن سلمان، وزيرا للدفاع، الذي قاد البلاد، بعد شهرين، إلى حرب في اليمن، حيث اتضح تصديه بحسم لطموحات إيران للهيمنة الإقليمية، ولذلك تمكن الأمير الشاب من توليه توقيع صفقات أسلحة بقيمة مليارات الدولارات مع واشنطن، وذلك وفقًا لما أوردته وكالة أسوشتيد برس.
وعلى الصعيد الداخلي، توجه محمد بن سلمان إلى شركات استشارية خارجية لإطلاق خطة لإصلاح اقتصاد المملكة، الهدف منها الحد بشكل كبير من اعتماد البلاد على الصادرات النفطية، بعد أن عطلت الأسعار تقريبا قدرة المملكة العربية السعودية على الإنفاق على المشاريع الوطنية والجهود الخارجية، علاوة على حزمة من الإصلاحات الاجتماعية، التي كان أبرزها تقويض سلطات الشرطة الدينية في البلاد.
ووفقا لأسوشيتد برس، استحوذت رؤيته لعام 2030 وخطة التحول الوطنية المصاحبة له على اهتمام دولي ومحلي بالغين، حيث تعهد الأمير الشاب بإنهاء اعتماد السعودية على النفط، وذلك عبر إجراءات تقشف حساسة سياسيا، تهدف إلى الحد من الإنفاق على الدعم والقطاع العام، حيث يعمل غالبية السعوديين.
وفي آخر مقابلة تلفزيونية أجراها في شهر مايو الماضي على شاشة التلفزيون السعودي، وجه محمد بن سلمان تحذيرا قويا إلى إيران، حيث استبعد أي تقارب مع طهران، لافتًا إلى أن هدف إيران "السيطرة على العالم الإسلامي" ونشر عقيدتها الشيعية،
كما كشف التقرير عن أن عددا قليلا من حلفاء السعودية قد انتقدوا الأمير محمد بن سلمان علنا، إلا أن التقرير ، الذي نشرته وكالة الاستخبارات البريطانية قد أشار إلى القلق بشأن مستقبل المملكة، مؤكدًا إلى أن الموقف الدبلوماسي الحذر من كبار السن داخل العائلة المالكة قد حل محله "سياسة التدخل".
فيديو قد يعجبك: