إعلان

5 أسباب تمنع أمريكا من محاربة روسيا وإيران والأسد

08:24 م الأربعاء 28 يونيو 2017

الرئيس الامريكي دونالد ترامب

كتبت - هدى الشيمي:
قالت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية إن الفكرة المسيطرة على إدارة الرئيس دونالد ترامب، وخبراء الإرهاب، ومراقبي الأوضاع في سوريا، هي أنه لا يمكن القضاء على تنظيم داعش في سوريا، إلا بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، والتصدي للنفوذ الإيراني الممتد هناك.

وأشارت المجلة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى أنه في العالم المثالي ستكون هذه الفكرة مناسبة لمنع داعش، وغيرها من الجماعات الجهادية الأخرى من ضمنها تنظيم القاعدة من الاستمرار هناك، إلا أن الشرق الأوسط ليس مثاليا، وفقًا للمجلة.

وذكرت المجلة أن واشنطن حذرت الحكومة السورية من شنّ هجوم كيماوي جديد على شعبها، مشابه لهجوم خان شيخون الذي وقع في أبريل الماضي، ما دفع ترامب إلى إصدار أوامر بتوجيه ضربات جوية على قاعدة الشعيرات السورية، وخلق ذلك خلافا بينها وبين موسكو.

ولفتت "ناشيونال إنترست" إلى أن هناك عدة أسباب تمنع أمريكا من الدخول في حرب مع روسيا وإيران، وبشار الأسد في سوريا، وهي:

1) أمريكا لا تستطيع إبادة داعش في سوريا
في خطاب تنصيبه، تحدث ترامب عن إبادة التطرف الإسلامي من على وجه الأرض، إلا أن ذلك لم يحدث، إذ أن سوريا بمفردها بيئة حاضنة للجهاديين والسلفيين، بسبب حكومتها الضعيفة، وسوء الأوضاع الاقتصادية، وانتشار الكراهية والطائفية.

وستزيد أيدولوجية ونهج الحكومة السورية حالة الاستياء، والكراهية بين السنة في البلاد.

وأولئك الذين يدعون إلى اتباع سياسة أكثر حزمًا في سوريا على حق، ولكنهم غافلين عن أن داعش وغيرها من التنظيمات الجهادية الأخرى ستبقى مزدهرة وموجودة هناك حتى بعد تدمير الخلافة.

وما يجعل الأمر أكثر خطورة، هو أن إدارة أوباما لا تستطيع التورط أكثر من ذلك في سوريا، إذ أنهم إذا أقدموا على ذلك سيضطروا إلى إنفاق مليارات الدولارات، وإرسال آلاف الجنود من أجل هزيمة كل خصومها في سوريا، وتحقيق الاستقرار وإعادة بناء البلاد.

2) الاستقرار بعيد عن سوريا
مسألة مواجهة إيران أو محاولة إضعاف نظام الأسد من أجل الإطاحة به، أو اجباره على التفاوض على القيام بعملية انتقال سياسي فكرة خيالية، وهذا ما أكدته الأحداث التي وقعت على مدار الأعوام الماضية.

وحتى إذا تعهدت الولايات المتحدة بالإطاحة بالأسد، إلا أن الأمر لن يؤدي إلا المزيد من الفوضى والدمار، فلا يوجد قوة سياسية سورية معتدلة ومنظمة متحالفة مع الغرب، وبإمكانها أن تحل محله.

ولن يقبل الأسد بانتقال سياسي، والتخلي عن منصبه بسهولة، خاصة وأنه أصبح يسيطر الآن على المناطق والمدن الحيوية في سوريا، علاوة على ذلك، فإن روسيا التي ما تسعى دائما إلى التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الصراعات والنزاعات، لا يبدو وأنها متحمسة لفعل ذلك في سوريا.

ما يعني أنه في حالة القضاء على تنظيم داعش، فلا يمكن التخلص من نظام الأسد، وتقليل النفوذ العلوي، والتصدي لظلم الذي يعيشه السنة، وإنهاء النفوذ الإيراني هناك، على المدى القريب، وذلك وفقًا لما أوردته المجلة الأمريكية.

3) أمريكا لا تريد محاربة إيران
يحكم إيران نظام قمعي، يعتدي على حقوق الإنسان، ولديه تاريخ طويل في دعم وتمويل الإرهاب في الشرق الأوسط، ومع ذلك أي محاولة للقضاء على النفوذ الإيراني في سوريا صعب وقد يكون مستحيلا.

كما أن تصعيد سياسة أكثر عدائية ضد إيران، قد يعرض الاتفاق النووي الإيراني لخطر، وهذا ما تحاول أمريكا البعد عنه، خاصة في الوقت الذي تقوم فيه كوريا الشمالية بتجارب باليستية وتعمل على تطوير ترسانتها النووية، وفقا لما أوردته مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية

4) أمريكا لا تستطيع مواجهة روسيا
مسألة اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وروسيا أمر مبالغ فيه، لأن كل منهما يعلم جيدًا الكارثة التي ستحل بالبلدين في حالة حدوث ذلك، إلا أن التصعيد الذي يحدث بينهما على خلفية الأعمال العسكرية التي تحدث في سوريا، سيزيد صعوبة عملهما معا من أجل التوصل لأي حل يضمن عودة الاستقرار إلى دمشق.

كما أن روسيا متقدمة على أمريكا في العديد من الأمور، أولها أن لديها جيوش، ومناطق دبلوماسية أكثر قوة منها، كما أن بوتين يملك اليد العليا في سوريا، فهو الحليف الأقرب للأسد، ومن غير المحتمل أن يقبل بنشر قوات حفظ سلام أو تدخل طرف ثالث في الأزمة، ما يجعل الضغط على روسيا مستحيلا.

5) مصالح أمريكا في سوريا ليست بهذه الأهمية
بغض النظر عن مدى أهمية سوريا للولايات المتحدة، إلا أن واشنطن تحتاج إلى أن تقرر مدى التضحيات التي ستقدمها من أجل تحقيق استقرارها، والقضاء على الحرب هناك، كما أنها في حاجة إلى تحديد المسار الذي ستسير عليه للنجاح في ذلك.

وهناك اختلاف واضح في الطريقة التي ترى بها أمريكا سوريا، والطريقة التي تتعامل بها الدول الموجودة هناك (روسيا وإيران)، ودول الخليج العربي مع الأزمة. فكل من إيران وتركيا وإسرائيل والأردن على أتم الاستعداد للقيام بأي تضحية من أجل إنهاء الصراع هناك.

كما أن تلك الدول تعرف الدول المجاورة لها بصورة أفضل من أمريكا، سواء من الناحية الجغرافية أو الديموغرافية.

وتؤكد كافة الحقائق أن سوريا ليست هدفًا حيوياً بالنسبة للولايات المتحدة مثل العراق، أو أفغانستان، وأنها ليس لديها مصالح كبرى هناك مثل مصالح روسيا أو إيران.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان