حجاب: التحديات تفرض على أوروبا لعب دور بارز في الأزمة السورية
القاهرة – (مصراوي):
قال المنسق العام للهيئة التفاوضية العليا السورية المعارضة، إنه يلاحظ لأول مرة معالم حراك إقليمي فاعل وتشكل تحالف عسكري واعد يتمتع بقيادة حازمة وطرح ميداني يهدف إلى رفع المعاناة عن الشعب السوري بعدما أخفقت الدبلوماسية الدولية.
وأضاف "حجاب" في حديث إلى "الشرق الأوسط"، أن هناك تدفق غير مسبوق للأسلحة في سوريا، وحشود غير مسبوقة لإيران وميليشياتها، كما أن هناك عمليات انتشار وإعادة تموضع تقوم بها سائر القوى الفاعلة، "حيث لا تلوح لنا في الأفق بوادر توافق دولي على أي من المشروعات المطروحة للتهدئة أو وقف القتال".
وأكد أن "هيئة تحرير الشام" و"فتح الشام" هي أقنعة باهتة لـ"جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة الذي "لم يحل في أرض إلا دمرها، وكان وبالاً على أهلها"، داعياً "جميع العناصر الخارجية إلى مغادرة بلادنا، وندعو الشباب المغرر من أبنائنا إلى العودة لصوت العقل ونبذ أوهام التطرف وخزعبلات الفتاوى المارقة".
وحول الموقف الأوروبي، أشار حجاب إلى أن أوروبا تصارع من أجل المحافظة على استقرارها السياسي والاقتصادي، لكن تنامي مشكلات الهجرة واللجوء، ومخاطر الجماعات الإرهابية المتطرفة، وغيرها من التحديات تفرض عليها السعي للعب دور بارز في الملف السوري.
واستطرد "باريس كانت ولا تزال أحد أوثق أصدقاء الشعب السوري، وقدمت لنا الكثير من الدعم الدبلوماسي، وهي أحد أبرز مكونات التحالف الدولي ضد الإرهاب، وزادت في الآونة الأخيرة من تواجدها العسكري عبر إرسال فرق من القوات الخاصة؛ ما يؤكد التزامها القيام بدور أكثر فاعلية على الأرض".
ولفت إلى أن استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمعارضة السورية، وتأكيد التزامه معالجة الملف السوري، تؤكد عزم فرنسا على منع النظام من تكرار استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، والإصرار على مغادرة بشار الأسد وزمرته؛ وغيرها من مواقف شجاعة تمثل في مجملها مؤشرات قوية على استمرار فرنسا في خطها الداعم للمطالب العادلة للشعب السوري.
ويرى حجاب، أن إعلان تشكيل التحالف الإسلامي في الرياض يمثل الخطوة الأولى لإنقاذ المنطقة من تهديد الميليشيات الطائفية والجماعات المتطرفة العابرة للحدود، وتوفير صمام أمان لبعض الجمهوريات التي تعاني من انهيار مؤسساتها العسكرية جراء الأحداث التي شهدتها في السنوات الماضية، مضيفًا أن التحالف الجديد سيكون له دور كبير في استعادة التوازن وجعل المناطق الآمنة حقيقة على الأرض، ولا بد من التأكيد في هذا المجال على أن زيارة ترامب لم تكن سوى تدشين لعمل شاق قام به فريق واعد يتمتع برؤى استراتيجية بعيدة الأفق.
وفيما يخص دخول "الحشد العراقي" إلى سوريا، قال إن هذا يأتي ضمن استراتيجية إعادة تموضع شاملة تنفذها إيران في الجنوب السوري وعلى الحدود السورية - العراقية، كما يأتي ضمن استراتيجية إيرانية تهدف إلى إفساد التوافقات الدولية لإنشاء مناطق آمنة في البلاد، مؤكدًا أن المعارضة السورية تعتبر الحشد العراقي قوة احتلال مثلها مثل جميع الميليشيات الطائفية وجماعات المرتزقة الذين جلبتهم إيران من مختلف البلدان لمشاركة النظام في جرائمه ضد الشعب السوري الأعزل.
فيديو قد يعجبك: