التايمز: اكتشاف هيكل عظمي في المغرب يعيد كتابة التاريخ الإنساني
لندن (بي بي سي)
انشغلت الصحف البريطانية باللحظات الأخيرة من المعركة الانتخابية بين الأحزاب المتنافسة في الانتخابات البرلمانية العامة في بريطانيا قبل عملية الاقتراع اليوم الخميس، وكرست لها الموضوعات الرئيسة في صفحاتها الأول فضلا عن عدد من افتتاحياتها وتحقيقاتها ومقالات الرأي فيها.
وتنفرد صحيفة التايمز بتكريس مقال افتتاحي فيها وتحقيق موسع في صفحاتها الداخلية لاكتشاف علمي في المغرب، وتضع عنوانها لتغطيتها في هذا الصدد "اكتشاف هيكل عظمي مغربي يعيد كتابة التاريخ الإنساني".
وتقول الصحيفة إن قصة تطور الإنسان قد دفعت إلى الوراء لنحو 100 ألف عام بعد الكشف عن بقايا أقدم إنسان من نوع (هومو سابينس) أو ما يعرف بالإنسان الأول العاقل.
وتضيف أن العلماء اكتشفوا أثناء الحفر في منطقة جبل أرجود بالمغرب متحجرات هياكل عظمية لهذا النوع من البشر يرجع تاريخها إلى نحو 300 ألف عام.
وتشدد الصحيفة على ان هذه الهياكل العظمية لا تمثل أقدم سلف للبشر فحسب، بل يبعد مكان اكتشافها آلاف الأميال شرق افريقيا، الذي يعتقد أنه الموقع الذي شهد ظهور أقدم أسلاف البشر (الهومو سابينس) وعثر على بقاياهم هناك.
ويشير العلماء إلى أن سلف الإنسان الذي كشف عنه هذا كان يسير على قدمين مثل الإنسان الحديث ويستخدم أدوات حجرية بدائية.
وتقول الصحيفة في مقالها الافتتاحي إن موقع هذه الهياكل العظمية مهم جدا، إذ لم يعثر عليها في اثيوبيا التي أعلنها العلماء في عام 2005 بوصفها المهاد الأول لهذا النوع من البشر، ولكن على بعد 3500 ميلا عبر الصحراء.
وتضيف أن هذا الاكتشاف يظهر أن أنواعنا البشرية لم تتحدر كما كان يعتقد سابقا من منطقة الصدع الكبير شرقي افريقيا، وانتشرت منها إلى باقي القارات قبل 200 ألف سنة ، بل انتشرت في مناطق مختلفة من أفريقيا وقبل هذا التاريخ بنحو 100 ألف عام.
وتخلص افتتاحية الصحيفة الى أن هذا الاكتشاف يشكل إقرارا بأهمية الطريقة القديمة القائمة على الحفريات في الوقت الذي تعتمد فيه معظم الدراسات الحديثة على الحواسيب في مقارنة تركيبات الخريطة الجينية (الجينوم) لألاف البشر لاكتشاف تحدراتهم وتواريخها.
"إرهاب في طهران"
وتخصص الصحيفة ذاتها مقالا افتتاحيا آخر تحت عنوان "إرهاب في طهران" لمناقشة الهجومين اللذين تعرضت لهما العاصمة الإيرانية الأربعاء.
وتضع الصحيفة عنوانا ثانويا "هجوم تنظيم الدولة الإسلامية في إيران جزء من يأس نهاية اللعبة الذي يهددنا جميعا".
وتقول الصحيفة إن الضغط المتصاعد على تنظيم الدولة الإسلامية في "عاصمتيه"، الرقة في سوريا والموصل في العراق، يجعل مسلحيه أكثر تصميما على إظهار أن هاتين المعركتين ليستا الاخيرتين في آخر معاقلهم . ولتأكيد ذلك تراهم يحاولون نشر الإرهاب إلى مناطق أبعد وأوسع، من لندن إلى الفلبين، وفي الوقت نفسه يستطلعون أي مواقع تصلح لأن تكون قواعد إقليمية للانطلاق منها في عمليات مستقبلية.
وتخلص افتتاحية الصحيفة إلى أن رسالة التنظيم واضحة وهي أن حربهم ستتواصل لجيل أو أكثر حتى لو اضطروا إلى التخلي عن حلمهم بدولة خلافة في الشرق الأوسط.
"حصار قطر"
وتكرس صحيفة الجارديان مقالها الافتتاحي لأزمة قطع العلاقات بين قطر والسعودية وبعض الدول العربية، وتضع لها عنوانا "حصار قطر" وعنوانا ثانويا يصف سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بأنها "متخبطة في الشرق الأوسط ... وواحدة من الحماقات".
وتقول الصحيفة إن مايثير القلق هو أن الرياض وأبو ظبي قد تحركتا بعد اللقاء مع ترامب، وأنهما ودول أخرى مثل مصر يعتقدون أنه سيقر خطوتهم. وقد فعل ترامب ذلك عبر تغريدة على موقع تويتر.
وتشير الصحيفة إلى أن توازن القوى في الشرق الأوسط يتوزع بين الأنظمة الملكية السنية الخليجية ومحور قطر تركيا الذي يدعم نمطا من الإسلام السياسي، وما يسمى بالهلال الشيعي ومركزه إيران.
لذا فإن معظم النزاعات في المنطقة، بحسب الصحيفة، كما هي الحال مع اليمن وليبيا وسوريا، هي حروب بالوكالة بين هذه القوى الإقليمية الفاعلة.
وتشدد الصحيفة على أنه كان على واشنطن منذ البدء أن تبني علاقات متوازنة مع كل الأطراف في المنطقة لتخفيف التوتر فيها.
وتضيف أن ترامب كان متلهفا لتحديد من هو صديقه وموقعه في المنطقة، وأن بعض هذه العلاقات عادت بمكاسب معتبرة لبعض أفراد عائلته.
وتضرب الصحيفة مثلا بمشروع الصندوق الذي تبنته ابنة ترامب ايفانكا لرعاية سيدات الأعمال، وتعهد السعودية ودولة الإمارات بتقديم مبلغ 100 مليون دولار له، مضيفة أن هذين البلدين يُنتقدان بشدة لعدم أخذهما ي لاجئ سوري.
وتخلص الصحيفة إلى أن "ترامب يتبع سياسة مضادة لمصالح بلده، وأنها واحدة من حماقاته التي ليس من المرجح أن تنتهي نهاية جيدة".
خسائر شركات الطيران في الخليج
ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز تقريرا موسعا عن انخفاض إيرادات شركات الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة لأول مرة منذ خمس سنوات بسبب انخفاض اسعار النفط وتقييدات السفر التي فرضتها الولايات المتحدة على المسافرين من المنطقة، معرجة في الوقت نفسه على ما ستتركه الأزمة الحالية في الخليج من آثار عليها.
وتشير الصحيفة إلى أن الأمارات خلال العقد الماضي باتت واحدة من أكبر القوى الفاعلة في قطاع النقل الجوي، وذلك للأسعار التنافسية والخدمات المتميزة التي تقدمها، فضلا عن موقعها الجغرافي الذي جعل من الناقل الجوي لهذه الدولة الخليجية مصدر ألم لشركات الطيران الأخرى المنافسة في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، لكنها باتت اليوم تواجه هذه الآلام والمصاعب بحسب الصحيفة.
ويوضح التقرير إن التباطؤ الاقتصادي الذي تسبب به انخفاض أسعار النفط الخام قد ترك أثرا كبيرا على انخفاض الطلب على الرحلات في المنطقة.
ويضيف أن الموقع الجغرافي لم يعد عاملا إيجابيا أمام قلة الطلب تلك، فضلا عن تأثيرات القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على حمل الحواسيب والأجهزة الإلكترونية من مطارات هذه البلدان.
وتشدد الصحيفة على أن الكثير من عدم اليقين يكتنف تأثيرات الأزمة الجارية في الخليج على شركات النقل في المنطقة، مضيفة أن الخطوط الجوية القطرية كانت الأكثر تضررا بهذه الأزمة، لكنها يمكن أن تترك تأثيرا جانبيا أيضا على اقتصاد المنطقة وعلى الشركات الإماراتية أيضا.
وتقول إن الناقل الجوي في دبي كشف في شهر مايو عن انخفاض في الأرباح بنسبة 82 في المئة خلال العام الماضي، وهذا أول انخفاض في الأرباح على مدى عام خلال السنوات الخمس الماضية.
فيديو قد يعجبك: