هجوم إيران يكشف "نفاق" ترامب وحلفائه
كتبت- رنا أسامة:
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الهجوم الإرهابي المزدوج الذي ضرب العاصمة الإيرانية، طهران، أمس الأربعاء، كشف نفاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحلفائه.
جرت العادة في أعقاب أي هجوم، أن يُسارع قادة العالم والشخصيات رفيعة المستوى في توجيه الإدانات وتقديم التعازي. وهذا ما جرى بالفعل، ففي أعقاب هجوم طهران الذي أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 12 قتيلًا و42 مُصابًا، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الإيراني حسن روحاني إلى "توسيع التعاون في مكافحة الإرهاب"، كما أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذه الجرائم، متعهدّا بمزيد من الأعمال المشتركة مع إيران.
اللافت للنظر هذه المرة هو التزام البيت الأبيض الصمت لعدة ساعات بعد الهجوم. ففي العادة يُسارع للتنديد بمثل هذه العمليات الإرهابية على الفور كما حدث في باريس أو لندن أو مانشستر أو حتى في الفلبين. لكن هذه المرة بدا ترامب هادئًا بشكل لافت واكتفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية بتوجيه "إدانة شكلية"، أكدت خلالها على أن "فظاعة الإرهاب لا مكان لها في عالم سلمي متحضر".
وحينما خرج ترامب عن صمته، ومضى يُعلّق على الهجوم، كشف سوء نواياه وأظهر نفاقًا بدّد أية نوايا حسنة رُبما رغب الدبلوماسيون الأمريكيون في توصيلها. واستهلّ بيانه تعقيبًا على الهجوم بالقول: "إننا نشعر بالحزن ونُصلي من أجل ضحايا الهجمات الإرهابية الأبرياء في ايران، وللشعب الإيراني الذي يمر بهذه الأوقات الصعبة"، قبل أن يختتمه بانتقادات صارخة لطهران، أكّد خلالها على أن "الدول التي ترعى الإرهاب قد تتعرض للضرر الذي تروج له".
وتقول الصحيفة إنه لأمر "مُبتذل" وبلا رحمة أن يحاول أحدهم تضمين رسائل سياسية مُعيّنة في رسائل تعزية لفقدان أرواح بريئة. لكن وحتى في ضوء التوترات الواضحة بين طهران وواشنطن، ترى الواشنطن بوست أن تعليق ترامب يَنُمّ عن خط "غير مُعلن" في السياسة الخارجية الأمريكية.
ومن جهةِ أخرى، يدعم ترامب المملكة العربية السعودية دعمًا "غير مشروط".
يغُضّ ترامب بصره عن زعزعة الاستقرار التي خلّفتها الأيديولوجيات المتطرفة التي تدعمها المملكة في العالم الإسلامي، في سقطة أخرى تكشف عن نفاق الرئيس الأمريكي الذي يُعارض وإدارته علنًا "الإسلام الراديكالي"، في الوقت الذي يُقدّم فيه للسعوديين دعمًا لا مثيل له.
وبعد ساعات قليلة من الهجوم، صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ساحقة على مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على إيران. وطالب عدد قليل من أعضاء المجلس الديمقراطيين بتأجيل المُقترح نظرًا إلى توقيته، فيما قوبِل طلبهم بالرفض.
من جهته، وجّه الحرس الثوري الإيراني أصابع الاتهام نحو واشنطن والرياض. وقال في بيان "الرأي العام في العالم وخصوصًا في إيران يرى أن هذا الهجوم الإرهابي -الذي وقع بعد أسبوع من اجتماع مشترك للرئيس الأمريكي ورئيس حكومة متخلفة في المنطقة تدعم باستمرار الإرهابيين الأصوليين، في إشارة إلى السعودية، خطير للغاية".
وأصدر المجلس القومي الإيراني الوطني، وهو منظمة مقرها واشنطن تسعى إلى التقارب بين إيران والولايات المتحدة، ردًا غاضبًا على بيان البيت الأبيض. وقال "إننا نؤكّد ان الإدارات التي لا تستطيع التعاطف مع المعاناة الإنسانية قد تخسر انسانيتها، وان الرؤساء الذين لا يستطيعون الاعتراف بحق الضحايا الأبرياء غير قادرين على قيادة الحرب ضد الإرهاب".
وكان مسلحون بينهم انتحاريون هاجموا صباح الأربعاء مبنى مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) وضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية، آية الله الخميني.
وقال مسؤولون إيرانيون إن القوات الأمنية قتلت المهاجمين الخمسة، كما اعتقلت خمسة أشخاص آخرين يعتقد أنهم كانوا يخططون لهجوم ثالث .
وقال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني، رضا سيف الله، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني الرسمي "بالنسبة لهوية المهاجمين أقول إنهم من مناطق إيرانية وانضموا إلى داعش".
وقد أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في وقت سابق مسؤوليته عن الهجومين في طهران، وحذر من هجمات أخرى ستستهدف الغالبية الشيعية في إيران.
فيديو قد يعجبك: