كاتب أمريكي: ترامب يبدو كما لو كان راشدًا في أوروبا
لوس انجلوس - أ ش أ
قال الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس، إن الكلمات التي صدرت عن الرئيس ترامب في أوروبا خلال قمة العشرين، أو تدويناته على تويتر، تشير إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية تبدو كما لو كانت قد وقعت فجأة في أيدي راشدِين، معظم الوقت على الأقل.
ورأى مكمانوس -في مقال نشرته صحيفة (لوس انجلوس تايمز)- أن ترامب في قمة العشرين بمدينة هامبورج الألمانية، أعاد السياسة الأمريكية إزاء روسيا إلى ما يشبه الوضع الطبيعي؛ وقد وصف وزير الخارجية ريكس تلرسون، ترامب أثناء لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه نموذج للبراجماتية وللإحاطة بجوانب العمل كرئيس.
ورأى صاحب المقال أنه من الصعب معارضة ذلك النوع من البراجماتية العملية؛ فنحن بالطبع نريد علاقة بناءة مع روسيا، حتى رغم تعارض مصالحنا معظم الوقت؛ الاستثناء الوحيد بحسب نظريتي عن الوضع الطبيعي هو أن ترامب عندما ضغط على بوتين في موضوع قرصنة الانتخابات، كان هذا الضغط ناعما بحسب رواية تلرسون؛ فالرئيس لم ينذر بتبعات حال استمرار روسيا في تدخلاتها؛ ولا هو حصل على التزام واضح من بوتين بعدم التدخل؛ ما حدث هو أن بوتين أنكر أي شيء من هذا القبيل - وأيا كان ما قاله ترامب في هذا الصدد فقد كان رده ناعما لدرجة أن وزير خارجية روسيا وصف هذا الرد بأنه قبول للولايات المتحدة لإنكار بوتين.
ولفت مكمانوس إلى أن ترامب، بعد شهور من الانتخابات، لا يزال غير مستعد للإعلان صراحة دونما تحوّطات عبثية بأن روسيا تدخلت لصالحه في الانتخابات، وبالنسبة لترامب، لا يعتبر ذلك من قبيل السياسة الخارجية، وإنما هو أمر شخصي.
ورأى الكاتب أن ترامب وتلرسون يبدوان راشدَين إزاء سوريا أيضًا؛ فهما يؤكدان ضمنيا أن سياستهما الآن تتمثل في السماح لعميل روسيا، بشار الأسد، بالبقاء في السلطة إذا كان ذلك هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية المدمرة التي تعيشها سوريا؛ يقول تلرسون في هذا الصدد "أهدافنا (أمريكا وروسيا) بشكل عام في سوريا هي متطابقة.
ورأى مكمانوس أن المفاجأة الحقيقية تمثلت في تصّلب ترامب في بعض القضايا - لا سيما حلف شمال الأطلسي (ناتو)؛ ففي وارسو، أكد ترامب التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن دول الناتو ضد روسيا، بل وزاد على ذلك بأن اتهّم -في لغة أكثر حدّة عن ذي قبل- موسكو بتهديد أمن أوروبا عبر نشر أكاذيب وجرائم مالية وحروب إلكترونية إضافة إلى ضغط عسكري تقليدي.
وقال مكمانوس "لقد نجح ترامب في الخروج من أول لقاء وجها لوجه مع بوتين دونما زلاّت؛ فلم تكن هنالك أحضان كبرى ولا عجرفة، ولم يدّع ترامب كما فعل من قبل أن علاقته الخاصة ببوتين كفيلة بتيسير إبرام "صفقات كبرى"، والأهم من ذلك أن ترامب أوضح في نهاية الأمر أنه يقبل التزاما دام زهاء 68 عاما بدفاع أمريكا عن دول الناتو في مواجهة الضغط الروسي".
واختتم الكاتب قائلا "سيقول منتقدو ترامب إن تلك بداية ضعيفة.. نعم إنهم على صواب، ولكنها بداية".
فيديو قد يعجبك: