موقع أمريكي: لهذا ربطت السعودية بين دعم قطر للإخوان وعلاقتها بإيران
كتب – عبد العظيم قنديل:
أثار ربط المملكة العربية السعودية في قرار قطع علاقتها مع قطر، بين دعم الدوحة للإخوان المسلمون والعلاقة مع إيران، اهتمام محمود بارغو، الباحث في معهد العدالة الاجتماعية في الجامعة الأسترالية الكاثوليكية بسيدني، والذي قال في تحليل نشره موقع 'لوب لوج فورين بوليسي' الأمريكي، اليوم الأربعاء، إن هذا الربط يطرح تساؤلا مهما وهو: ما القاسم المشترك بين إيران والإخوان، والذي يجمعهما في سلة واحدة كأعداء للسعودية؟ وهل الربط بين الاثنين في الاضطرابات الدبلوماسية الأخيرة جاء مصادفة فقط؟
وأضاف التقرير: يشار إلى الإخوان وإيران بأنهما "أفضل الأعداء"، وأحيانًا بـ"أصدقاء دائمين"، وعادة ما يتهم الإعلام السعودي جماعة الإخوان بالتراخي وعدم الحسم تجاه الشيعة. وأكد: الروابط اللوجستية، التي تجمع إيران وجماعة الإخوان تستحق التدقيق، والحقيقة هناك روابط واضحة في الانتماء الإيديولوجي بين الإخوان وإيران.
ورأى المحلل الغربي أن دعوة الإخوان المسلمين للوحدة الإسلامية تزيد من الانقسامات الطائفية داخل العالم الإسلامي، حيث تعود القضية، في العصر الحديث، إلى جمال الدين الأفغاني، وهو من رجال الدين الشيعة الذين أصبحوا من الدعاة إلى الحركة الإصلاحية السنية في أواخر القرن التاسع عشر في مصر والإمبراطورية العثمانية وأفغانستان، لافتًا إلى أنه من بين تلاميذ الأفغاني مجتبى نواب صفوي، رجل دين إيراني ثوري، وسيد قطب، اللذان اجتمعا في القاهرة، عام 1954، لمناقشة ضائقة العالم الإسلامي وتركيز الاهتمام على الوحدة الإسلامية كوسيلة لتحرير الأمة.
وتابع: أسس مجتبى نواب صفوي، -الذي كان نموذجا يحتذى به للثورة الثورية الشابة في إيران-، منظمة لإقامة حكومة إسلامية في إيران، في المقابل، تحول سيد قطب إلى الزعيم الروحي للفرع المسلح من جماعة الإخوان، والتي أصبحت فيما بعد واحدة من المنظمات الأكثر نفوذا في جميع أنحاء العالم الإسلامي، ومن المفارقات أن كلا الرجلين تم إعدامهما من قبل حكومتيهما بموافقة صامتة من المؤسسات الدينية التقليدية في بلدانهم.
وأوضح الموقع الأمريكي أن "مجتبي وقطب" كانا يريان أن أكبر عقبة أمام نشر الأفكار الإسلامية هو تحالف الدكتاتوريين العلمانيين في العالم الإسلامي مع المؤسسة الدينية التقليدية، وفي تطور لاحق، ثار آية الله الخميني ضد الصمت السياسي للمؤسسة الدينية الإيرانية وحكم الشاه محمد رضا بهلوي، بينما فعل الإخوان نفس الشيء في سياقهم المحلي في العديد من البلدان السنية، حيث تحكم المنافسة الضمنية، بين نفوذ الرياض وتنظيم الاخوان المسلمون، العديد من مفردات المشهد الحالي للشرق الأوسط في أعقاب ثورات الربيع العربي واشتعال الصراع بين طهران والرياض على الزعامة الإقليمية.
إيران والإخوان "الإخوة الأعداء".. والروابط بينهما تمتد للجذور وللعلاقة بين "مجتبي وقطب"
وأكد التقرير أن العنصر الثاني الذي تشترك فيه كل من إيران الثورية والإخوان المسلمين، هو نموذج الاسلام السياسي، الذي يجمع بين السيادة الشعبية والقيم الإسلامية بشكل فريد، ولذا فقد تركت هذه النظرية النموذج السني بين تناقضات السياسية والدين في التاريخ الإسلامي، مشيرًا إلى أن الإسلام والدولة هما كيانان منفصلان لا يجتمعان إلا على أساس مقتضيات السياسة العملية في المملكة العربية السعودية، وبالتالي، فإن المملكة العربية السعودية تدعم قراءة حرفية بسيطة وواضحة للشريعة، حيث ما يهم هو قوانين خاصة وقضايا التقوى الشخصية بما في ذلك الحجاب، والامتناع عن الكحول والزواج والطلاق.
ووفقا لهذا النمط من التفاعل بين المسجد والدولة، فإن الهيئات الدينية لا تتدخل في قضايا السياسية الخارجية أو الاقتصاد، وهو ما يتناقض مع صيغة الإسلام في كل من إيران وداعية الإخوان>
وقال المحلل الغربي إن المملكة العربية السعودية عانت طوال تاريخها الحديث من أزمات وانتقادات صنعتها إيران وجماعة الاخوان المسلمين، لاسيما مع تحالفها الجيوسياسي مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة.
وأكد التقرير أن هناك قواسم مشتركة عديدة بين إيران والإخوان المسلمين، ولكن الأهم من ذلك أن التصدير الطائفي للقضية (الشيعة/ إيران) ليس سوى واجهة تساعد على تشويه وإخفاء الملامح الحقيقية للتحالفات السياسية فيما بعد الربيع العربي في الشرق الأوسط، التحالفات التي تجعل الإخوان هم في صميم التهديد الذي تتعرض له الملكية العربية السعودية.
فيديو قد يعجبك: