صحف الخليج تتحدّث عن نار الدوحة التي ستلتهمها وأسباب فشل تيلرسون
كتبت- رنا أسامة:
لا تخلو صحف الخليج فيما تنشر من مُحتوى، خبري أو تحليلي أو حتى تعبيري، من مواد تتحدّث عن قطر في ظل أزمتها الأخيرة التي تأخذ في التصاعد يومًا تلو الآخر، منذ تفاقمت في الخامس من يونيو الفائت بعد قطع دول عربية وإسلامية، بقيادة المملكة العربية السعودية، علاقاتها مع الدوحة على خلفية اتهامات للأخيرة بدعم وتمويل الإرهاب.
وفيما يلي جولة سريعة على أبرز ما تضمّنته صحف الخليج عن قطر، وتحديدًا على صفحات الرأي والمواد التحليلية، في أعدادها الصادرة اليوم السبت.
"طريق الدوحة مزروع بالألغام"
على صحيفة "البيان" الإماراتية، وفي مقال للكاتبة عائشة سلطان"، تحدّثت عن الحوار الذي أجرته قناة أبوظبي مع العضو السابق في التنظيم السري التابع للإخوان المسلمين في الإمارات، عبدالرحمن بن صبيح السويدي، والذي كشف خلاله عن مؤامرات الدوحة ضد بلاده.
وتحت عنوان "الطريق إلى الدوحة مزروع بالألغام"، قالت سلطان إن ما ذكره السويدي خلال المقابلة يكشف أن "قطر لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تكون جزءا من النسيج الخليجي بعد اليوم، وأنها قد اختارت أسوأ الخيارين اللذين قدمهما لها سمو الشيخ عبدالله بن زايد حين قال إن على قطر أن تختار إما أن تكون معنا، وعليه فأهلاً وسهلاً بها، أو تكون في صف الإرهاب وإذن فـ (مع السلامة)!".
وتابعت: "لقد اختارت قطر طريقها، وبئس ما اختارت، ولسنا نحن من قاطعها ولسنا نحن من حاصرها ومن وقف ضدها، ليست الإمارات والسعودية والبحرين من يعاديها أو يؤلّب المجتمع الدولي ضدها، الحقيقة هي أنه ومنذ سنوات طويلة وقطر تحرث الأرض جيدا وتزرعها بما لا يحصى من المؤامرات والمخططات الإرهابية والإرهابيين".
وأضافت: "لم تدع الدوحة طريقا ولا مجالا ولا مدخلاً للتخريب والتآمر والتأليب ضدنا إلا وسلكته، لقد تباعدت المسافات بيننا وبين الدوحة فالفاصل بيننا لم يعد جغرافيا يمكن عبورها بأقل الخسائر، ولكنْ مساحات وتاريخ من الألغام المزروعة التي سيكلف عبورها الكثير من الخسائر، فإن شاءت أن تعبرها فعليها وحدها أن تتحمل كل الخسائر المترتبة!".
وأشارت إلى أن السويدي كان يتحدث بهدوء تام، وبأريحية كاملة، لغته سليمة، أفكاره منظمة، وجهه هادئ ولم يبدُ عليه أي توتر أو تردد أو ما يمكن أن يستشف منه تعرضه لضغوطات معينة أو تعذيب من أي نوع.
واختتمت مقالها متسائلة: "لماذا تريد قطر أن تعيث دماراً في الإمارات بمخالب الشيطان المسماة الإخوان المسلمين؟! لماذا كل هذا الشر والإرهاب والرغبة غير المحدودة في الإيذاء؟! وبعد هذا كله كيف لنا أن نثق بنظام الدوحة؟! كيف لنا أن نتشارك معهم عملاً أو مستقبلاً؟! كيف لنا أن نضع أيدينا في أيدٍ ظلت تحمل الخنجر لتطعننا به في أية لحظة ولسنوات طوال.. نظامَ الدوحة وإرهابييه والمدافعين عنه: لا أهلاً ولا سهلاً بكم جميعاا!".
"أسباب فشل تيلرسون"
أما السيد زهرة، فحاول الوقوف على أسباب فشل وزير الخارجية الأمركي ريكس تيلرسون في إنقاذ قطر، في مقاله اليوم على "أخبار الخليج" البحرينية.
وقال زهرة إن "فشل تيلرسون موضع جدل حاليًا في أجهزة الإعلام الأمريكية والأوروبية، وإن بعض هذه الأجهزة تقدم تفسيرات أبعد ما تكون عن الحقيقة ومضللة تمامًا، في الوقت الذي يُرجّع فيه بعض المحللين الغربيين هذا الفشل إلى ما يعتبرون أنه تعنّت من الدول الأربع المقاطعة لقطر ورفض تقديم أي تنازلات".
غير أن أسباب فشل تيلرسون، من وجهة نظر زهرة، تعود إلى ثلاثة أسباب كُبرى، أولها أنه لا يصلح أن يكون وسيطا أصلا، والرئيس ترامب أخطأ في الحقيقة بتكليفه بهذه المهمة، وثانيها أن وزير الخارجية الأمريكي أثبت أنه يتحلى بدرجة كبيرة من "السذاجة السياسية"، وأخيرًا لأنه لا يفهم عمق الأزمة وخطورتها بشكل عام.
"نار قطر الهادئة ستلتهمها"
وتحت عنوان "نار قطر الهادئة ستلتهمها"، استشهد الكاتب والباحث الليبي د. جبريل العبيدي، بتعتبير "قطر تتجه نحو النار الهادئة"، الذي أطلقه وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة، أنور قرقاش؛ مما ينبئ بأن الأزمة مع قطر ستستمر من دون تردد.
وقال العبيدي إن "التعاطي القطري مع الأزمة لا يزال رهينًا للغيبوبة السياسية، بل وحتى للفصام السياسي والتناقض والتصادم مع الحقائق والهرب بها إلى الأمام، ومحاولة الالتفاف عليها والاستقواء بالأجنبي؛ مما يعكس حالة من المراوحة تتنبأ باستمرار الأزمة، وأن قطر لا تزال بعيدة عن أي اتفاق أو توافق أو حتى تفاهم سياسي مع جيرانها ومحيطيها الإقليمي".
وأضاف العبيدي، في مقاله على صحيفة "الشرق الأوسط"، قائلًا "عرقلة النظام القطري للوساطة الكويتية، والإعلان عن استعداده لمناقشة شروط التفاهم وبنوده في الوقت نفسه انعكاس لحالة من التخبط، وعدم بلورة موقف حاسم، بل يعكس عدم جدية عند النظام القطري في حلحلة الأزمة، والتوقف عن لعب دور الحاوي، وإخراج الثعابين من الجراب، فقد سبق له أن تنصل من تعهدات مكتوبة بخط اليد وموقّعة من الأمير نفسه، تضمن إقراراً بالأزمة، والتعهد بعدم الاستمرار فيها، لكن سرعان ما نكثت قطر عهدها".
واختتم مقاله بالقول إن "النار الهادئة التي عبّر عنها أنور قرقاش ستلتهم قطر ما لم تسارع إلى إطفاء الحرائق التي أشعلتها بالكامل، وتكف أيدي الإخوان العابثة بالمنطقة. أجل، الأزمة ستكون مديدة ما لم تنقذ قطر نفسها وتستسلم وترفع الراية البيضاء، وتعترف بفداحة ما قامت به، أو ما أكرهها الإخوان على فعله من دمار وفوضى عارمة في المنطقة كلها، وتستفق من أوهامها وأحلامها البائسة.
"دور مشبوه"
أما صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، فركّزت على الدور المشبوه لقطر في ثورات الربيع العربي، وفي مقدمتها أحداث 25 يناير في مصر.
وأشارت إلى أن الدوحة سعت، من خلال قناة الجزيرة وتمويل بعض التيارات السياسية، إلى إحداث فوضى شعبية عارمة في دول الربيع العربي الخمس: تونس، مصر، سوريا، ليبيا، اليمن.
ونقلت عن خبراء إن قطر ضخّت ملايين الدولارات لتمويل ودعم بعض القوى السياسية التي كان لها دور مؤثر في أحداث الثورة، موضّحين أن التحضير للثورة بدأ من الدوحة من خلال ما يعرف بـ"أكاديمية التغيير"، والتي قامت بتدريب أعداد كبيرة من الشباب ــ الذي شارك في أحداث الثورة ــ على كيفية التظاهر وإدارة الاحتجاجات.
فيديو قد يعجبك: