لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تايم: في ذكرى الانقلاب الفاشل.. عام على وحدة لم تستمر بسبب إردوغان

11:15 م السبت 15 يوليه 2017

كتب – محمد الصباغ:

يمر عام على ليلة دامية شهدتها تركيا في الخامس عشر من يوليو من العام الماضي، ويتذكر الشعب الدماء في الشوارع صباح يوم حاولت فيه مجموعة من الجيش السيطرة على مقاليد الأمور في الدولة التي يرأسها رجب طيب أردوغان.

وحاول الجنود من الجيش الاستيلاء على السلطة لكن مواطنون واجهوهم وأوقفوا سياراتهم في الشوارع ليمنعوا مركبات جيش من المرور في الشارع والوصول إلى جسر البوسفور الذي يفصل شطري العاصمة أنقرة والمحوري في البلاد، والذي أطلق عليه بعد ذلك جسر الشهداء.

وقٌتل 22 مدنيًا في المنطقة القريبة من الجسر، وتحدثت مجلة تايم الأمريكية مع مدير أحد المطاعم بالمكان، عصمت مورجول 59 عامًا، وقال إن القوات التي حاولت تنفيذ عملية الانقلاب احتجزته وأجبرته على الرقود على الأرض لساعات. وبعدما حرروه وجيرانه، وفقًا لحديثه، هاجم حشد من الناس هذه القوات قبل حتى أن تهاجمها قوات الشرطة التركية. وقال متذكرًا ليلة الجمعة التي شهدت محاولة الانقلاب "كنا نضربهم حتى الموت".

كانت ليلة نادرة توحدت فيها تركيا. حينها، تسرد تايم في تقريرها أمس، "أطلق جنود الجيش الإنقلابيين النار على حشود مدنية وقصفت مقاتلات حربية مبنى البرلمان. وحينها وقفت أكبر 4 أحزاب في البلاد مع الأغلبية العظمى من الشعب ضد محاولة الانقلاب، والتي خلفت حوالي 200 قتيلًا".

وأضافت المجلة أن حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، تحتفل بذكرى مرور عام على إفشال محاولة الانقلاب، لكن الدولة مرة أخرى باتت مقسمة، ويسودها الاستقطاب السياسي، كما كان قبل يوليو الماضي.

في أعقاب الانقلاب، مارست حكومة إردوغان تضييقًا كبيرًا ضد المعارضة. وبدأ ذلك بالأشخاص المشتبه في تورطهم في محاولة الانقلاب أو أتباع فتح الله جولن، الداعية الإسلامي الذي تتهمه السلطات التركية بتدبير المحاولة الفاشلة للانقلاب.

لكن الأمر طال أيضًا صحفيين وأكاديميين ومعارضين سياسيين ونشطاء وصل عددهم إلى أكثر من 50 ألف شخص، وجميعهم ألقي القبض عليهم خلال العام الماضي.

وظهر الانقسام في تركيا جليًا، حينما خرج قبل أقل من أسبوع مئات الألوف من الأشخاص في مسيرة ضد التضييقات التي تمارسها الحكومة ضد المعارضين خلال العام الماضي. وعلى الرغم من ذلك، بحسب تايم، فأعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لازالوا يتحدثون كثيرًا عن الوحدة ومواجهة الانقلاب.

وقال رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داوود أوغلو، في حوار مع تايم: "علينا حماية حقوقنا وحرياتنا، لكن في نفس الوقت علينا معاقبة كل من ارتكبوا جرائم ضد شعبنا". وزار داوود أوغلوا منطقة جينجيلكوي، التي شهدت الأحداث بالقرب من جسر البوسفور قبل عام، والتقى ببعض المدنيين الذين قاتلوا ضد محاولة الانقلاب، وجلس بجوارهم على طاولة أحد المطاعم.

وبسؤاله عن التضييق، قال أوغلو: "لو هناك أي انتقادات، يمكننا النظر فيها. في هذه الحالات، يمكن أن يكون هناك بعض الأخطاء. لكن الحقيقة أن البرلمان تعرض لهجوم، والشعب أيضًا، ولذلك فالانتقادات ليست في محلها".

ويرى مسئولون بحزب العدالة والتنمية أن هزيمة محاولة الانقلاب، والذي ساعد فيه أفرع في الجيش، كان نقطة تحول تاريخية تسببت في إنهاء عصر تدخل الجيش في السياسة التركية.

وكان الجيش التركي قاد تغيير الحكومة أربع مرات منذ عام 1960، وبعض المرات كانت النتائج وحشية. فعقب الانقلاب عام 1960، أُعدم رئيس الوزراء المنتخب عدنان مندريس. وترى صحيفة تايم أن عملية الإعدام هذه تطارد أردوغان. وفي روايات متكررة، يقول البعض أن الرئيس التركي يتذكر رؤية والده يبكي بشدة بعد متابعة خبر الإعدام في الصحف.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن الرئيس أردوغان ربط في خطاب يوم الخميس، بين محاولة الانقلاب الفاشلة وبين معركة جاليبولي أو (الدردنيل)، والتي واجهت فيها الإمبراطورية العثمانية اعتداء كبير لقوات بريطانية وفرنسية بين عامي 1915 و1916. وقال أردوغان: "من الآن وصاعدًا، لن تصبح أي شئ كما كان قبل 15 يوليو".

ونقلت تايم عن سليم سيزاك، المحلل السياسي التركي، أن الحكومة التركية تحاول أن تأتي بشرعية بديلة أو كما يقال بـ"تركيا جديدة أو الجمهورية التركية الثانية". وأضاف متحدثًا عن الحزب الحاكم "لست واثقًا من القبول الذي سيجدونه بهذه الميثولوجيا، لكنهم بلا شك" ماضون في طريقهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان