دعوات للصلاة في الشوارع.. ومفتي القدس: لن ندخل عبر البوابات
القاهرة – (مصراوي):
قال الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، إن جميع الإجراءات الإسرائيلية الجديدة في المسجد الأقصى مرفوضة بشكل قاطع، بما في ذلك بوابات التفتيش الإلكترونية، التي دعا جميع الفلسطينيين إلى مقاطعتها، مفضلاً صلاة المسلمين في الشوارع والأزقة في القدس، على الدخول إلى الأقصى بشكل مذل.
وفي حديث لصحيفة الشرق الأوسط، اتهم السلطات الإسرائيلية بالعمل على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وقال: إنهم (الإسرائيليين) يسعون، بشكل تدريجي، للسيطرة الكاملة على المسجد.
وأضاف: "نريد حرية تامة. لن نقبل بأقل من حريتنا في الدخول بكرامة والصلاة بعيدا عن الإجراءات الإسرائيلية، لن نقبل أن يعامل المسجد الأقصى كأي مؤسسة تجارية يوجد على أبوابها حراس وبوابات إلكترونية".
وأكد: هذا موقف مبدئي، قلنا ونقول: الأقصى حق خالص للمسلمين، ونحن نسأل: هل تريد (إسرائيل) أن تقنعنا أنها حريصة على المسلمين كل هذا الحرص فتضع لهم البوابات؟
ورفض الفلسطينيون لليوم الثاني، الدخول إلى المسجد الأقصى عبر البوابات الإلكترونية، واختاروا الصلاة أمام بواباته، في تصعيد كبير أعقب مواجهات وقعت يوم الأحد، وخلفت إصابات.
وفي حين ظل الأقصى من دون مصلين، وحتى من دون أي مسؤولين وحراس من دائرة الأوقاف، الذين تعاملوا مع الأمر باعتباره سحبا لسيادتهم على المكان وفرضا للسيادة الإسرائيلية عليه، سمحت إسرائيل ليهود متطرفين بدخول الأقصى ضمن برامج الزيارات.
وأثار مشهد بقاء المسلمين خارج المسجد ووجود يهود بداخله، غضبا شعبيا كبيرا، وأشعل مخاوف من مخططات لتقسيم زماني ومكاني للمسجد.
وذرف رجال كبار مسنون ونساء الدموع عند بوابات المسجد، في تعبير عفوي عن الحرقة على حصاره منذ أيام.
وكانت إسرائيل أغلقت المسجد الأقصى يوم الجمعة الماضي، بشكل كامل أمام المصلين، بعد هجوم مسلح قرب أبوابه أدى إلى مقتل شرطيين إسرائيليين، بعد أن نفذ 3 شبان من مدينة أم الفحم عملية وقضوا برصاص الشرطة.
وأبقت إسرائيل على المسجد مغلقا حتى الأحد الماضي، ثم فتحته بشكل جزئي، ووضعت بوابات إلكترونية للتفتيش على بوابتين فتحتا من بين 9 أخريات.
وسمحت إسرائيل للمقدسيين بالدخول إلى المسجد، وعاقبت كل فلسطينيي الداخل "فلسطينيو 48" بمنعهم من الوصول. لكن مسؤولي الأوقاف الإسلامية رفضوا الدخول إلى المسجد، وتبعهم المقدسيون في ذلك.
وأعلنت المرجعيات الإسلامية في القدس، التي تضم الأوقاف الإسلامية والمفتي، في بيان لها أمس، رفضها الإجراءات الإسرائيلية، داعية سكان القدس إلى عدم التعامل معها (البوابات) مطلقا، وعدم الدخول من خلالها إلى المسجد الأقصى بشكل قاطع.
وناشدت المرجعيات الإسلامية، ممثلة برئيس مجلس الأوقاف الإسلامية، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، ومفتي القدس والديار الفلسطينية، والقائم بأعمال قاضي القضاة الفلسطينيين، شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، وطالبت المواطنين "برفض إجراءات العدوان الإسرائيلي الجائرة كافة".
لكن وزراء إسرائيليين أعلنوا أن البوابات غير قابلة للتفاوض. وقال وزير الأمن الإسرائيلي، جلعاد أردان، إن الإجراءات الأمنية غير قابلة للنقاش.
ومن غير المعروف ما إذا كانت إسرائيل ستصر على إبقاء البوابات فعلا أمام ازدياد الغضب الشعبي الفلسطيني واحتمال تطوره إلى "مواجهات"، ومع ازدياد الضغط الفلسطيني - الأردني - العربي رفضا للإجراءات الأخيرة.
فيديو قد يعجبك: