لماذا يلقي الجنود العراقيون الدواعش من فوق المنازل؟
القاهرة - (مصراوي):
قالت صحيفة بريطانية إن قوات الأمن العراقية تقتل سجناء تنظيم داعش لأنها تعتقد أنه إذا أرسل المسلحون إلى السجون فإنهم سوف يرشون السلطات في بغداد.
ونقلت صحيفة الإندبندنت الثلاثاء عن مصدر عراقي قوله "إن ذلك سبب تفضيل الجنود العراقيين إطلاق النار عليهم أو إلقاءهم من أعلى المباني."
وقال المسؤول العراقي البارز الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، إنه لا يستطيع تحديد الأموال التي يمكن أن يدفعها عضو داعش لشراء أوراق تمكنه من الانتقال بحرية في أنحاء العراق.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، رسميا في العاشر في يوليو الانتصار على تنظيم داعش في مدينة الموصل.
واستغرقت معركة الموصل نحو تسعة أشهر، وأدت إلى الكثير من الخسائر المادية، ومقتل آلاف المدنيين، ونزوح أكثر من 920 ألفا آخرين.
وقال قادة في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي وفّر دعما جويا وبريا للقوات العراقية، إن المعارك داخل المدينة كانت الأشد من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت الاندبندنت إن اعتقاد الجنود والمليشيات العراقية بأن حكومتهم فاسدة جدا لتبقي مقاتلي داعش قيد الاحتجاز، أحد أسباب إطلاق النار على العناصر المشتبه في انتمائها لتنظيم داعش.
وجدت تلك الجثث طافية في نهر دجلة، مصابة بطلقات نارية في الرأس وأنحاء متفرقة من الجسم، فيما أيديهم مكبلة خلف ظهورهم، بحسب الصحيفة.
وأشارت إلى أن الانتقام والكراهية أججتها فظائع الدولة الإسلامية. لكن القتل خارج نطاق القانون يأتي أيضا بسبب عدم الثقة في النظام القضائي العراقي الفاسد، بحسب تعبير الاندبندنت.
وقالت الصحيفة إن "البارانويا" التي اتضحت مع نهاية الحرب شديدة العنف، تفسر سبب اقتناع الكثير من العراقيين بأن عناصر داعش الخطرين يمكنهم تقديم الرشى للحصول على حريتهم.
ولفتت إلى عشرات المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تزعم أن الكثير من الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم وقتلوا الكثير من المدنيين كانوا في السابق سجناء وأطلقت قوات الأمن سراحهم مقابل أموال.
وقال منشور "نموت في بغداد بسبب الفساد." فيما قالت تغريدة على تويتر "داعش تدفع للحكومة ويقتلوننا في بغداد."
وتقول الصحيفة إن التنظيم قد يكون عانى من خسائر فادحة في الموصل لكنه لا يزال ينشط هناك. ونقلت عن مسؤول كردي بارز قوله "مؤخرا، أثناء جنازة زعيم عشيرة "شومر" في منقطة ربيعة، اكتشفنا ما لا يقل عن 17 انتحاريا. هذا يظهر أنهم بإمكانهم تخطيط وتنفيذ عمليات حتى وهم أضعف."
وأضافت الاندبندنت، أن المواطنين المناوئين لداعش في الموصل يرددون نفس المزاعم. ونقلت عن سليم محمد، من منطقة النبي يونس شرق الموصل قوله "أعرف رجلين في حيي مشهورين بأنهم من أعضاء داعش أفرجت عنهم الحكومة منذ فترة قصيرة."
وأضاف محمد "أحدهما اعتاد الذهاب في دوريات لداعش في الأسواق هنا لاكتشاف من يدخن السجائر."
وقال إن كل الناس مرعوبة من الجواسيس المشتبه فيهم، الذين أفرج عنهم.
كانت منظمة العفو الدولية اتهمت القوات العراقية والقوات الحليفة باستعمال قوة عسكرية مفرطة في حربها على تنظيم داعش في مدينة الموصل. واتهمت المنظمة أيضا عناصر التنظيم بارتكاب تجاوزات خطيرة بإعدام مدنيين واستخدام السكان دروعاً.
وأشارت منظمة العفو إلى نشر أسلحة ثقيلة من قبل القوات العراقية في مناطق بها كثافة سكانية عالية.
وجاء في تقرير للمنظمة الدولية بعنوان "كارثة المدنيين غربي الموصل"، اعتمادا على روايات شهود، أن الغارات الجوية، التي شنتها القوات العراقية والتحالف بقيادة الولايات المتحدة، قتلت "عددا ضخما" من المدنيين.
ويدعو التقرير إلى إنشاء لجنة مستقلة للتحقيق في عدد الضحايا المدنيين.
لكن الجيش الأمريكي وصف تصريحات منظمة العفو الدولية بأنها "غير مسؤولة ومسيئة".
واتهم حبيب الطرفي، النائب في البرلمان العراقي، وعضو لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، منظمة العفو الدولية بالتحيز ووصف تقريرها بأنه "غير منصف"، لأنه يساوي بين الجيش العراقي، الذي يدافع عن أرضه وتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال إن العملية استغرقت تسعة أشهر من أجل حماية المدنيين، ولكن الحرب على حد تعبيره "تقع في أخطاء في التقدير".
فيديو قد يعجبك: