صحف الخليج تتحدّث عن الدور الأفريقي "المُتحفّظ" في أزمة قطر ومونديال الموت
كتبت- رنا أسامة:
ما يزال الحديث عن قطر حاضرًا بقوة في الصحف الخليجية، وتتسارع وتيرة الأحداث، مع تخلّي المملكة العربية السعودية والدول العربية المقاطعة عن مطالبتها بالالتزام الكامل بتلبية قائمة المطالب الـ13 التي اشترطتها عليها مقابل إنهاء المقاطعة.
وفي أعدادها الصادرة اليوم الخميس، لم تكن "المباديء الستة" التي استقرّت عليهم الدول الأربع في أزمتها مع قطر، حديث الساعة الوحيد في صحف الخليج، فقد تطرّقت إلى قضايا أخرى إلى جانب هذا الإجراء المُستجد، بما في ذلك مونديال قطر 2022 ودور أفريقيا في الأزمة الخليجية.
وفيما يلي نستعرض أبرز ما جاء في صحف الخليج عن قطر.
"الدور الأفريقي"
تحدّث الكاتب حلمي شعراوي عن الدور الأفريقي في الأزمة الخليجية، في مقاله بصحيفة "الاتحاد" الإماراتية، قائلًا إنه برغم المعالجات الحثيثة للأزمة، تُصبح المجموعة العربية في حاجة للجهد الأفريقي أو "بلورة الموقف الأفريقي"، كل لصالحه، وخاصة أن الاستثمارات العربية كانت تتجه مؤخرًا إلى عدد من الدول الأفريقية ذات العائد المضمون.
وتابع: "وهنا تلعب المصالح دورها ثانية فتأخذ معظم الدول الأفريقية موقف التحفّظ سواء مع الدول الأربع من جهة أم قطر من جهة أخرى، وبحجة الوقوف عند وساطة الكويت! ويبدو أن ذلك هو ما حكم موقف رئيس الاتحاد الإفريقي نفسه (الغيني) في اجتماع القمة الإفريقي الأخير بأديس أبابا وتوقفه عند تأييد الوساطة الكويتية".
وأشار إلى أن هناك دولًا افريقية ذات ثقل تتحدث في الموضوع بثقلها المعهود في القارة وبنفس اللغة، مثل جنوب أفريقيا، وكذلك ثمة دول أخرى، ذات ثقل، تفكر على ما يبدو في السباحة أيضا في مياه الخليج، قائلًا "الجميع يعالج الموقف بادعاء الحياد، والوقوف مع الوساطة الكويتية بعد زيارة الوزير الإثيوبي للكويت. وفي ضوء تصريحات إثيوبية عن عدم تأييد التقارير الإعلامية السلبية التي تزعزع استقرار المنطقة!"
"حل وسط"
أما "الراي" الكويتية، فتناولت في تقرير نشر عبر موقعها الإلكتروني، مسألة قبول الدول الأربع الداعية لمكافحة الإ رهاب "مباديء ستة" بدلًا من المطالب الـ13 التي قدّمتها لقطر كشرط لإنهاء الأزمة. وأشارت إلى تأكيد السعودية على أن هذا القبول ينبغي أن يكون "أمرًا سهلًا" بالنسبة للدوحة، فاتحة الباب أمام "حل وسط" في تكتيك وآليات تطبيق المباديء.
ونقلت عن مصادر في وزارة الخارجية الأمريكية ان الوزير ريكس تيلرسون يأمل أن يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا قريبا في الكويت يضع النقاط الأولى لاتفاق يعرض لاحقا أمام قادة الخليج.
وذكرت أن المباديء الستة تتمثّل في: "مكافحة الإرهاب والتطرف ومنع تمويلهما، وقف التحريض والحض على الكراهية والعنف، الالتزام بمخرجات قمة الرياض التي حضرها ترامب، التعاون مع المجتمع الدولي بمواجهة الإرهاب، الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، الالتزام باتفاق الرياض 2013 والاتفاق التكميلي 2014".
"سيادة قطر المزعومة"
فيما قالت صحيفة "عُكاظ" السعودية إن النظام القطري باع سيادته "المزعومة" التي يتغنّى بمبدأها، بثمن بخس، للنظام الإيراني الإرهابي وللتنظيمات الإرهابية وعملاء المليشيات الطائفية الظلامية التي أهلكت الحرث والنسل في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
وأضافت أن "الافتراءات والأكاذيب القطرية لم تعُد تنطلي على أحد، لانها انكشفت أمام جميع الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي".
"مونديال الموت"
وتحت عنوان "مونديال الموت ليل بلا نهار"، تحدّثت صحيفة عُكاظ السعودية عن خبايا مونديال قطر 2022، وأشارت إلى حلقات البرنامج الوثائقي (قطر.. الملف الأسود) الذي بثته القنوات الرياضية بالإمارات للإعلامي يعقوب السعدي، ورصد وقائع رحلة الموت للعمال البسطاء ممن يتم استخدامهم سخرة في التجهيز للمونديال.
وكذلك تناول شهادات لمسؤولين في منظمات حقوقية وعمالية أكدوا خلالها انتهاك حقوق العمالة ووضعهم فيما يشبه السجن الكبير بعد حرمانهم من جوازات سفرهم، والعمل تحت أشعة الشمس الحارقة على مدار الساعة مما كشف عن مقبرة جماعية.
وقالت: " تلك قصة ما كان لها أن تروى، في أية دولة تمتلك الحد الأدنى من الإنسانية، لكن قطر عدوة الإنسانية لم تجد سبيلا لاسترداد الرشاوى التي دفعتها من أجل بطولتها الزائفة، سوى القتل، أن تسلب عمال كأس العالم حقوقهم، ولا مانع من أن تسلبهم حياتهم أيضا".
"التضليل القطري"
فيما ركّزت "أخبار الخليج" البحرينية على حملة التضليل السياسي والإعلامي التي تمارسها قطر خلال أزمتها الجارية، مقال للكاتب السيد زهرة، رجّح خلاله أن تطول الأزمة وتمتد لأشهر طويلة.
وفي مواجهة هذا التضليل، أوصى "زهرة" الخطاب السياسي والإعلامي للدول الأربع الموجه إلى الخارج وخصوصا في أمريكا والدول الأوروبية، بالسعي إلى تحقيق هدفين أساسيين، أولها: الرد على التضليل السياسي والإعلامي القطري، وكشف ما ينطوي عليه من أكاذيب وتشويه وتحريف للحقيقة، وثانيها: توضيح الحقائق المجردة للأزمة، والأسباب التي دعت إلى اتخاذ الإجراءات ضد قطر، وتقديم المعلومات الموثقة حول دور قطر التدميري الذي لعبته في المنطقة، وتمويلها ودعمها للإرهاب والجماعات الإرهابية، وخطر ذلك على امن واستقرار المنطقة كلها.
فيديو قد يعجبك: