لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مجلة أمريكية: نهاية الدعم الأمريكي للمعارضين السوريين كانت حتمية

02:03 م السبت 22 يوليو 2017

واشنطن (أ ش أ)
ذكرت مجلة "اتلانتيك" الأمريكية اليوم السبت أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ألغت الأسبوع الماضي برنامجا سريا ظل قائما لفترة طويلة لدعم المعارضين السوريين في الحرب ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت المجلة - في تحليل إخباري بثته اليوم على موقعها الإلكتروني - إنه في الوقت الذي أثارت فيه هذه الخطوة غضب خصوم الأسد غير أن هذا التطور نفسه لم يكن مفاجئا، موضحة أنه من الخطأ رؤية هذا التحرك تنازلا مجانيا لروسيا حيث أن هذا القرار يتماشى مع سنوات من استراتيجية أمريكية متروية كما أنه ينسجم مع أهداف ترمب المعلنة لذا فهو لا يعتبر تنازلا.

وأكدت أن ترمب يأمل في أن يدفع قراره هذا روسيا لكي تكون أكثر تعاونا في اتفاقيات وقف إطلاق النار بين النظام والمعارضة. ولكن إذا فشل هذا الأمر في تهدئة الوضع في سوريا- وهو أمر مرجح- فإن هذا لن يغير من الوضع الاستراتيجي السيئ بالفعل للمعارضة السورية وهو وضع ربما يكون مقبولا للولايات المتحدة.

واضافت أن قرار إدارة ترمب إنهاء هذا البرنامج يمثل نقطة نهاية منطقية لسنوات من تحور السياسة الأمريكية، موضحة أنه بينما بدأ هذا الجهد في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما غير أنه ظل دائما لا يتفق مع الأهداف الأمريكية الأوسع ومصدرا للتوتر تعرف عليه ترمب منذ وقت طويل والآن يتخذ إجراء بشأنه.

وأوضحت المجلة أن أوباما كان قد أعطى تصريحا ببدء البرنامج السري الذي تديره وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي.أي.إيه" والمعروف باسم " أخشاب الجميز" في وقت مبكر من عام 2013 ومنذ ذلك الوقت دربت الوكالة وسلحت آلافا من المعارضين الذين حاربوا ضد القوات السورية والجماعات المتطرفة على حد سواء.

وتضمن هذا الدعم إمداد المسلحين بالذخيرة والأسلحة الصغيرة ومن ضمنها البنادق والقذائف الصاروخية والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات. كما أنه تضمن رواتب بدونها لم يكن ليستطيع القادة توظيف المقاتلين الذين كان من الممكن أن ينشقوا أو ينجذبوا إلى التنظيمات المتطرفة التي ستدفع لهم أمولا أكبر. وقد كافح متلقو المساعدات الأمريكية بالفعل ضد نظام الأسد والجماعات المتطرفة ولذا فإن إنهاء البرنامج يعني تقييد المعارضة غير المتطرفة في شمال سوريا وهي منطقة يعاني فيها بالفعل من ضعف.

وقالت المجلة إن أوباما عندما بدأ هذا البرنامج لم يكن يريد به أبدا الإطاحة بالرئيس السوري أو حتى إضعافه ولكنه أراد أن يشكل ضغطا عليه كافيا ليقنعه بالقبول بحل سياسي وفي نفس الوقت دون أن يخاطر بزعزعة استقرار سوريا وهو الأمر الذي كان من شأنه أن يكلف الولايات المتحدة بمهمة معالجة سوريا بعد الحرب.

وأوضحت المجلة أنه عندما دخلت إيران وروسيا خاصة الحرب أدركت إدارة أوباما أن الضغط على إدارة الأسد يتطلب تعزيز البرنامج السري وهو أمر لم تكن ترغبه إدارة أوباما فقد كانت تدرك أن المخاطر التي سترافق ذلك تتضمن نزاعا محتملا مع روسيا.

وأضافت أن ما حدث كان عكس ذلك حيث أسفر تدخل روسيا عن اتفاق مع الأردن التي بمعرفتها للجماعات المتمردة لعبت دورا رئيسيا في دعم المتمردين ووافقت روسيا على كبح القتال في جنوب سوريا الذي كان المعارضون المدعومون من أمريكا فيه أكثر قوة وأجبر المعارضون بدلا من ذلك على قتال التنظيمات المتطرفة فقط وفي الوقت نفسه سحقت الجماعات الاسلامية في الشمال المسلحين المدعومين من أمريكا فدمرتهم أو ضمتهم إليها وهو ما جعل الدور الأمريكي هناك لا معنى له.

وأشارت المجلة إلى أنه في عام 2017 قاتلت الجماعات المدعومة من الولايات المتحدة النظام بشكل متقطع من موطن ضعف وبدعم صغير جدا من واشنطن ولهذا لم تجد إدارة ترمب منذ تنصيبها هذا البرنامج السري عمليا لتبدأ به كما أن ترمب لم يكن متحمسا له منذ البداية حيث أنه سبق أن صرح في نوفمبر الماضي بأنه سينهي دعم المسلحين السوريين بقوله " نحن لا نعلم من هم هؤلاء الناس"، مقترحا أن الولايات المتحدة ستركز بدلا من ذلك على مقاتلة تنظيم داعش الإرهابي.

وقالت المجلة إن هناك فارقا بسيطا بين رؤيتي اوباما وترمب لهذا البرنامج السري ويتعلق هذا الفارق بروسيا نفسها فترمب يعتقد أن روسيا بوسعها إنهاء الحرب في سوريا بينما لم تتعاط إدارة اوباما مع هذه الإمكانية بشكل كبير.. مشيرة الى أن ثقة إدارة ترمب ربما تكون هي التي دفعته نحو إنهاء دعم المسلحين الذين كان من الممكن وضعهم على "أجهزة إعاشة "- حسب تعبير المجلة- أو الاحتفاظ بهم لحين الحاجة إليهم.

ومضت المجلة تقول: إنه بدون الدعم الامريكي لم يكن بوسع المسلحين البقاء في الحرب ضد الأسد وحلفائه وهذا يضع مصير جنوب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة والذي يعد أحد آخر المناطق الخاضعة للجماعات المقربة من الولايات المتحدة تحت رحمة روسيا التي تعهدت بوقف إطلاق نار هناك.

وأضافت أنه حتى إذا أرادت روسيا إجبار الأسد وإيران على احترام وقف إطلاق النار إلا أن سوريا يحكم أمرها الفصائل على الأرض أي الأسد ونظامه والمقاتلون الذين تسيطر عليهم إيران.

وكدت أن دمشق لن تتسامح مع ورم سرطاني يتمثل في المعارضين بالقرب من العاصمة وهو ورم قد يتضخم حجمه ليشكل تهديدا أمنيا خطيرا عليها.

وأوضحت المجلة أن برنامج "أخشاب الجميز" قد يستبدل بشيء جديد فقد يعاد تنظيم هذه الجماعات المسلحة لتشكل قوة عازلة للأردن أو حتى إسرائيل بالإضافة إلى قوة قائمة لمكافحة الجهاديين وقد يُعاد توجيه المقاتلين الممولين من أمريكا للمشاركة في حملة البنتاجون الرسمية لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي.

وقالت المجلة في الختام إن السيناريو الأفضل لترمب: هو أن تفرض روسيا مناطق وقف إطلاق نار في بعض المناطق في سوريا وهو ما سيجعل الأسد تحت السيطرة في غالبية المناطق الهامة بينما يتمثل السيناريو الأسوأ في أن يستغل الأسد وحلفاؤه الضعف الجديد لتدمير الجماعات المهددة بشكل أكبر وليسيطر على مزيد من الأراضي وهي نتيجة لم يكن ليتقبلها ترمب ومن قبله أوباما.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان