لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صحف الخليج: خطاب تميم "انهزامي استجدائي"

12:59 م الأحد 23 يوليو 2017

كتبت- رنا أسامة:

لليوم الثاني على التوالي، ما يزال خطاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تتصدّر اهتمام الصحف الخليجية، مُجمعين على أنها جاءت "هزيلة مُرتبكة تستهدف خِداع الرأي العام"، وتعكس حجم تخبّط سياسة الدوحة "العبثية".

وكان أمير قطر ألقى خطابًا مُتلفزًا، الجمعة، للمرة الأولى منذ بدأت الأزمة الخليجية في التفاقم في 5 يونيو الماضي، أكّد خلاله استعداد بلاده للحوار مع الدول الأربع (المملكة العربية السعودية، مصر، الإمارات، البحرين)، بشرط "عدم التدخل وفرض الإملاءات".

وثمّن تميم الدور الأمريكي المُساند للوساطة الكويتية الرامية إلى حل الأزمة الخليجية بين دول مجلس التعاون، وقال: إن "قطر تُثمّن عاليًا جهود أمير الكويت، صباح الجابر الصُباح، وتدعمها منذ البداية"، مُشيدًا بالدور المهم الذي أدته تركيا في مساندة قطر على مدار أيام الأزمة، وتقديره للمواقف البناءة التي أظهرتها كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا، في محاولة حل الأزمة بين الأطراف الخليجيين.

"خيبة الأمل وخداع الذات"

في تقرير حمل عنوان "خطاب خيبة الأمل وخداع الذات"، حلّلت صحيفة "الخليج" الإماراتية خطاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي أُذيع أول أمس الجمعة، مُعتبرة إيّاه "مُخيّبًا لآمال الشعب القطري ومواطني الخليج والشعوب العربية".

وقالت الصحيفة إن الخطاب "جاء خاليًا من أي مؤشرات إيجابية باتجاه الحل، ولم يخلُ من التلميحات والإشارات الرمزية إلى عناد ومكابرة النظام القطري، وتمسّكه بنهجه المرفوض من الدول الأربع المقاطعة. كما أنه لم يخل من التناقضات، والمغالطات، وإثبات الشيء ونفيه في الوقت نفسه"، مُشيرة إلى محاولته اختزال الأزمة بالقول إنها عبارة عن "مؤامرة" وحملة افتراءات وتحريض للاعتداء على سيادة قطر.

وتابعت: خطاب تميم، كما يبدو لم يكن على الهواء مباشرة، فهو مسجل سلفًا وعلى فترات، بدليل القطع في تسلسل العرض، وتغير نبرات الصوت، وتباين الخلفية. وهذه الملاحظات الأولية على التسجيل تشير إلى عمليات قطع وحذف لفقرات ربما رأى المستشارون أنها يجب ألا تبث، أو ربما كان الحذف تراجعاً عن موقف ما".

وأضافت أن "الخطاب جاء خاليًا من وجود أي رغبة نحو حل الأزمة؛ لأن الخطاب من الأساس كان حديثًا إلى الذات أولًا من قبيل خداع الذات بأن كل شيء على ما يرام، كما أنه كان خطابًا إلى الداخل وليس إلى الخارج، ما يعني أنه لم يكن موجّهًا لتقديم إضاءة للخروج من النفق المظلم، الذي وضعت قطر نفسها فيه؛ بسبب سياستها الخارجية الخارجة على الإجماع الخليجي؛ وبسبب تمويلها ودعمها للجماعات الإرهابية وإيواء عناصرها، والقيام بدور تخريبي يهدد الأمن والاستقرار في الدول الخليجية والعربية".

"كلمة إنشائية ركيكة"

وعلى صفحتها الرئيسية، نقلت "الاتحاد" الإماراتية أصداء خطاب تميم على قِطاع المثقفين والمُحللين والإعلاميين التونسيين، الذين أجمعوا على أن الخطاب جاء ليؤكد طبيعة الحكم المتعنت في الدوحة، وسياسة الهروب إلى الأمام التي تنتهجها قطر، بما يُعمّق الأزمة ويُطيل أمدها ويُزيد في تعكير المسألة وتعقيدها.

وقالوا إن "ارتباك تميم كان جليًا وواضحًا في خطابه الهزيل جدًا، وأن الكلمة كانت إنشائية وركيكة التراكيب وضعيفة"، مُشيرين إلى أن تميم استهدف خداع الرأي العام، ومارس في خطابه الابتزاز الوجداني مع شعبه وعدم احترام عقليته، وهو ما يترجم أن الشعب القطري بدأ يفقد صبره من سياسات حكومته."

وأشاروا إلى أنه كان واضحًا أن "عزمي بشارة هو من أشرف على كتابة الجزء المتعلق بأزمة تنظيم الحمدين مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في النص، وأن هناك أيادي أخرى تدخلت في تحبير ما يتعلق بالشأن الداخلي".

" انهزامي استجدائي"

أما صحيفة "عكاظ" السعودية فقالت إن خطاب تميم كان انهزاميًا استجدائيًا، يعكس مدى حجم تخبطه بسبب سياساته العبثية التي أدت إلى وصول قطر لهذه المرحلة البائسة، والتي أدت إلى انعزالها عن المجتمع الخليجي والعربي والعالمي.

وقالت الصحيفة إنه "يُصعّب من مساعي الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، في الوقت الذي يستهل فيه جولته الخليجية بالمملكة اليوم الأحد".

ونقلت عن مصادر تركية رفيعة المستوى حرص أنقرة على حل الأزمة القطرية في إطار البيت الخليجي، عازية زيارة أردوغان إلى أنه تأتي في سياق "جهود دبلوماسية تركية لمعالجة الأزمة بما يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة".

"بعد صمت 50 يومًا!"

ولم يختلف رأي الكاتب علي القاسمي كثيرًا عن سابقيه، فقال هو الآخر إن خطاب أمير قطر جاء في هيئة إنشائية بحتة، وحوى مفردات متنوعة الأهداف وحاقنة ملؤها الحِس العاطفي، وأظهر محاولة مستميتة لتمييع الجراح والظهور في عباءة البريء الذي يحاول الآخرون المساس بسيادته.

وقال القاسمي في مقاله بصحيفة "الحياة"، إن التجاهل الصريح للمطالب الخليجية في مقابل جاهزية السلطة القطرية للحوار من دون إملاءات على حدّ كلمة ما بعد الخمسين يومًا، يدل على أن "الارتباك هو سيّد الموقف القطري حتى اللحظة".

وأشار إلى أن "المُتغذين على المال القطري هم من يقف وراء محتوى الكلمة المتأخرة الظهور؛ لأن بها توظيفًا صريحًا لملفات تعترض الساحة الآن ويُراد بها دغدغة المشاعر،" مُضيفًا أن "كلمة تميم ومحاولتها تطمين الداخل القطري واستعطاف الخارج وإقناع المتابعين أنه العالم كله في صف قطر، تجعلنا أمام العنوان الصالح للاستخدام إلى أمد غير معلوم وهو "لا بوادر لحل الأزمة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان