واشنطن بوست: مأساة موت المهاجرين في تكساس لن تكون الأخيرة

واشنطن- (أ ش أ):
دعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأربعاء، إلى إصلاح قوانين الهجرة المختلة في البلاد، منبهة إلى أن المأساة التي وقعت قبل يومين في ولاية تكساس قرب الحدود مع المكسيك، عندما عثرت السلطات الأمريكية في موقف للسيارات على شاحنة بداخلها 39 مهاجرا غير شرعي، لن تكون الأخيرة. وقد لقي 9 من هؤلاء حتفهم بسبب الحر الشديد والجفاف، والآخرون في حالة إعياء شديدة.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها المنشورة اليوم على موقعها الالكتروني- إن مشهد تكساس، الذي لا يمكن تصوره بسبب كم المعاناة والمأساة التي اتصف بها، كان نتاجا لشدة حاجة المهاجرين للعيش في ظروف اقتصادية أفضل وقسوة الإجرام من جانب المهربين.

وأشارت الصحيفة مع ذلك، إلى أن المأساة التي وقعت في موقف سيارات متجر وول مارت، لم تكن الأولى ولا الأسوأ من نوعها، حيث عثرت السلطات عام 2003،على 19 مهاجرا غير شرعي، من بينهم طفل عمره 7 أعوام وعجوز عمره 91 عاما، بعد أن فارقا الحياة بسبب الحر الشديد والاختناق داخل شاحنة في تكساس أيضا.

وأعربت الصحيفة عن أملها في أن تتمكن السلطات الفيدرالية في الولاية من سرعة ضبط المسئولين عن المأساة الأخيرة وتوقيع أقصى العقوبات عليهم .. مشيرة إلى إلقاء القبض على سائق الشاحنة ويدعى جيمس ماثيو الذي أنكر بدوره علمه بوجود مهاجرين داخل الشاحنة قبل الوصول إلى وول مارت وسماع أصوات ضجيج وصراخ.

وأوضحت الصحيفة حقيقة أن " السحب المغناطيسي للاقتصاد الأمريكي وطلبه للعمالة ذات الأجور والمهارات المتدنية لطالما اجتذب على مدى عقود العمال المنكوبين بالفقر والقادمين من الحدود الجنوبية والذين يرغبون في تحمل المخاطر المفرطة وعقد الصفقات مع المهربين منعدمي الضمير".

واختتمت افتتاحيتها بالتشديد على أن أولئك المهاجرين غير الشرعيين الذين عثر عليهم بصحة جيدة، هم المحظوظون . وأنه بدون إصلاح قوانين الهجرة المختلة في البلاد، لا يتوقع أن تنتهي الهجرة غير القانونية أو الاتجار بالبشر أو المآسي الرهيبة الأخرى في وقت قريب.