صحف الخليج تتحدّث عن "دبلوماسية قصقصة إرهاب الدوحة" ورجل السلام الأول
كتبت- رنا أسامة:
بعد نحو 52 يومًا على الأزمة القطرية التي بدأت في التصاعد منذ 5 يونيو الفائت، بعد قطع مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقاتهم مع الدوحة على خلفية اتهامات للأخيرة بدعم وتمويل الإرهاب، فإن الصحف الخليجية ما تزال تولي اهتمامًا خاصة بتطوّرات الأزمة.
وفي أعدادها الصادرة اليوم الخميس، سلّطت الصحافة الخليجية الضوء على تعنّت قطر أمام المطالب العربية، وسط أنباء عن اجتماع ثاني لوزراء خارجية الدول الأربع لبحث آخر التطوّرات، والإشارة إلى تردّي أوضاع القطريين في ظل الأزمة الراهنة، فضلًا عن الحديث عن وساطة أمير الكويت التي وصفته بأنه "رجل السلام الأول".
"تعنّت قطر"
تحدّثت "البيان" الإماراتية عن التعنّت القطري الذي أفرز علاقات خليجية جديدة. وقالت الصحيفة إن السلوك القطري في دعم الإرهاب وعدم الاستجابة للمطالب العربية، نسج علاقات خليجية عربية بعيدًا عن قطر والمضي وكأنها لم تكن.
وذكرت أن وزراء خارجية الإمارات والسعودية ومصر والبحرين سيجتمعون في المنامة، الأحد المقبل، لدراسة الخطوات المقبلة لمواجهة الدعم القطري للتطرف والإرهاب، مع حديث عن قائمة منتظرة جديدة للكيانات الإرهابية.
كما نشرت انفوجرافيك بعنوان "الشر القطري"، يشرح أفعال قطر في بعض الدول العربية ومنها: "البحرين، السعودية، اليمن، سوريا، ليبيا، لبنان، غزة".
"سوء الأوضاع"
ومن جهة أخرى، أوردت أن "الوضع في الدوحة صعب للغاية، وأن الواقع على الأرض ليس كما يحاول تنظيم الحمدين وصفه".
ونقلت عن عدد من المقيمين في الدوحة والذين غادروها لقضاء إجازة الصيف، إن "هناك حالة تململ بين القطريين مقابل هلع في صفوف المقيمين العرب والأجانب".
وأضافوا أن القطريين يتحدثون في مجالسهم عن عزلة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، كما يتحدثون عن خوف حاشية الأمير من إمكانية حدوث انقلاب عليه من قبل بعض مراكز النفوذ التي يحركها في الخفاء رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم آل ثاني الذي يحاول العودة بقوة إلى السيطرة على القرار السياسي والاقتصادي في البلاد.
وأشاروا إلى أن الأسعار في قطر تضاعفت مرارًا بعد أن باتت السلع الغذائية تصل البلاد عن طريق الجو، في الوقت الذي يبدو فيه الوضع الاقتصادي غامضًا ما جعل المقيمين الأجانب يعيشون حالة من الهلع خشية انهيار الريال القطري وما يمثله ذلك من خطر على مدخراتهم.
"دبلوماسية الزلزلة"
وتحت عنوان "دبلوماسية الزلزلة لقصقصة إرهاب الدوحة"، أعلنت "عُكاظ" السعودية عن قرب صدور قائمة جديدة للإرهاب، عن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب. ونقلت الصحيفة عن مسؤول خليجي وصفته بـ"رفيع المستوى"، أن "قائمة جديدة للإرهاب ستصدر عن الدول الأربع المقاطِعة لقطر آتية في الطريق، وأنها ستزلزل قطر".
وأفصحت مصادر بحرينية لـ"عُكاظ"، أن عقد الاجتماع الأسبوع المقبل، في المنامة، مرهون بالحصول على تاكيدات من الدول الأربع وفق القنوات الدبلوماسية.
"هل من توبة؟!"
وتحت عنوان "قطر وقائمة الإرهاب الجديدة.. هل من توبة؟!" قالت الكاتبة السعودية بينة الملحم، إن "إعلان الدول الأربع تصنيف 9 كيانات و9 أفراد تُضاف إلى قوائم الإرهاب المحظورة لديها، لم يكن كافيًا، بالنظر إلى أن القانون القطري الصادر عام 2004 لم يثمر عن مكافحة التطرف والإرهاب وخطاب الكراهية، والتوقف عن دعم واحتضان الأفراد والجماعات المتطرفة والإرهابية، بل اتسع نطاق وجودهم ونشاطهم في الدوحة وانطلاقا منها".
وأضافت أن "للسلطات القطرية تاريخا طويلا في نقض كل الاتفاقيات والالتزامات القانونية الملزمة الموقعة، وآخرها اتفاق الرياض 2013 والاتفاق التكميلي 2014، مع استمرارها في احتضان الإرهابيين وتمويل العمليات الإرهابية وترويجها لخطاب الكراهية والتطرف".
وأكّدت الكاتبة على أن النظام القطري اليوم أمام اختبار جديد لعله يثبت -ليس للدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب فحسب بل حتى لواشنطن التي وقع معها مؤخرا اتفاقية التفاهم وللعالم أجمع- أن "توقيع هذه الاتفاقية ليست غاية في حد ذاتها إنما وسيلة يجب أن تتبعها خطوات عملية بالتحرك العاجل من السلطات القطرية في اتخاذ الخطوات القانونية والعملية في ملاحقة الأفراد والكيانات الإرهابية والمتطرفة".
أما "الأنباء" الكويتية، فاهتمت بالحديث عن جهود الوساطة التي يُبذلها الشيخ صُباح الأحمد في الأزمة القطرية.
"رجل السلام الأول"
وفي مقال حمل عنوان "الشيخ صُباح رجل السلام الأول"، أكّد الكاتب ذعار الرشيدي على أن"أمير الكويت هو من يملك مفاتيح أبواب الحل لهذه الأزمة"، باعتراف أطراف النزاع والدول الغربية والقوى العظمى المتداخلة بالنزاع.
وقال إن "الدول المتنازعة في الأزمة لا تتحدث علانية ولا سرًا إلا وتشير بوضوح شديد إلى أن الحل لا بد أن بمر عبر بوابة الكويت متمثلة في الشيخ صُباح الأحمد، كما لا يُصرّح أي من مسؤولي أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا عن الأزمة إلا ويُشيروا إلى ضرورة وأهمية جهوده ومساعيه".
وأوضح أن "الأزمة الخليجية الأخيرة أثبتت أن أمير الكويت هو حجر أساس السلام في المنطقة، وأنه صاحب كلمة مسموعة ومؤثرة بل وحاسمة لإنهاء هذه الأزمة".
فيديو قد يعجبك: