في هآرتس: "بطل إسرائيل".. خاف من مراهق يحمل "مفك" فقتل مدنيين بالأردن
كتب – محمد الصباغ:
قال الكاتب، جيديون ليفي، في مقاله بصحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الخميس إن آخر الأبطال الإسرائيليين هو قاتل لمدنيين أردنيين هما محمد الجواودة، 17 عامًا، والطبيب بشار الحمارنة، 58 عامًا، وذلك داخل مجمّع السفارة الإسرائيلية بعمّان.
وأضاف أن ما وُصف بالبطل الإسرائيلي ارتدى بنطلونًا من "الجينز" ممزق، ويعيش في مجتمع ديني بالجنوب، ولديه صديقة حميمة، كما أنه يقتل العرب.
وتابع الكاتب أن "أبطال إسرائيل دائمًا يقتلون العرب،" وفي هذا المرة بطريقة مؤثرة وجبانة. لقد خافوا من مراهق يحمل مفكًا.
واستمر المقال في الحديث عن حارس أمن سفارة الاحتلال في عمّان، مضيفًا أن "بطل إسرائيل يقتل العرب بعشوائية، بينهم أبرياء أو لا يستحقون الموت. البطل الإسرائيلي هو شاب يحمل مبادئ، تشبّع بها حينما كان يخدم في الأراضي المحتلة. تعلم التجرد من الإنسانية في لواء جفعاتي، وعرف كيف يقتل المدنيين في عملية الرصاص المصبوب (حرب غزة عام 2014)".
وتابع "ليفي" أن حارس السفارة تعلم أيضًا أن أول رد فعل يقوم به حينما يتعامل مع العرب يكون إطلاق النار بهدف القتل، ويمكن التفكير في البدائل بوقت لاحق.
واستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحارس "زيف" أمس واحتضنه وقال إن ما فعله كان تصرف جيد "وكان علينا إخراجك من هناك".
في حين صرح الملك الأردني عبدالله الثاني، اليوم إن موقف نتنياهو استعراضي وطالبه بمحاكمة القاتل.
وبالعودة إلى مقال هآرتس، أضاف الكاتب أن الحارس الإسرائيلي تعلم أنه من الرائع تمامًا، بل من "البطولة"، أن يُقتل العرب، بغض النظر عن السبب. وأكد أنه تدرب في الأراضي المحتلة ونفذ ذلك في الأردن –وفي رأسه أنه لا فارق لأن كل العرب سواء، لو كانوا في الضفة الغربية أو الشرقية من نهر الأردن.
وعلق الكاتب أيضًا على حديث أصدقاء الحارس ووصفهم له بأنه "رجل بحق"، وأنه هادئ. وأشار إلى أنه بدا "هادئًا" أمام رجل يحمل مفك، وتابع "تخيل ما سيحدث لو لم يكن كذلك. ربما قتل 5 أشخاص أو 10".
واستكمل الكاتب في مقاله: "أجدد أبطالنا اسمه زيف، لكن لا يمكننا رؤية وجهه،" حيث تم إخفاء ملامحه حينما التقى برئيس الوزراء. وجاء الحارس ليسير على درب سابقه "إيلور أذاريا". قتل الأخير رجل يحتضر، في حين قتل الأول اثنين من المدنيين. وأضاف "لا تتهموه. هذا ما تعلم أن يقوم به في (المواقف الصعبة) في الأراضي المحتلة، أن يطلق النار ويقتل. هذا ما تعلم أن يقوم به، أن يكون سلاحًا آليًا لا يرمش له جفن".
وتابع أنهم يعتبرونه بطلًا، لن يحلم أحد باستجواب جاد له كمتهم، بعيدًا عن الوعود الرسمية المقدمة للأردن، والتي قيل إنها لن تؤدي إلى لا شيء. ربما ارتكب جريمة قتل –بحسب الكاتب- أو ربما ارتكب قتل عن طريق الخطأ. وتسائل المقال أيضًا عما إذا كان الحارس الإسرائيلي انتهك قواعد الاشتباك، وأكد أنه لن يعرف أحد ذلك.
وأشار الكاتب إلى سلوك نتنياهو الذي ظهر واضحًا حين اتصل بالحارس بشكل غير مفاجئ وبدلًا من سؤاله عما حدث، قال له: "هل قابلت صديقتك؟"
وأضاف أن نتنياهو كأنما يقول إلى الأردن "أنظروا، هؤلاء أبطال إسرائيل، شقيقتكم في السلام، قاتلوا مدنييكم".
وقارن أيضًا بين هذا السلوك واتهامات الاحتلال للفلسطينيين، قائلًا "ونحن نتهم الفلسطينيين بتمجيد الإرهابيين".
وتابع أنه حينما قتل جنديًا أردنيًا سبع طالبات إسرائيليات في عام 1997، ألغى الملك الأردني الحسين زيارته إلى إسبانيا وذهب للعزاء وانحنى على ركبتيه أمام العائلات المكلومة وطلب منهم العفو.
وأضاف أنه على النقيض، حينما قتل حارس أمن حكومي إسرائيلي مواطنين أردنيين اثنين، على الأقل أحدهم برئ تمامًا، لم يفكر حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي في الاعتذار. وأكمل قائلًا "نطلب الإدانات فقط من الرئيس الفلسطيني محمود عباس".
واختتم المقال بالقول أن "زيف البطل سيسرد رؤيته من الرواية، وربما يعود إلى الخدمة. عشرات الآلاف من الشباب الإسرائيليين يحلمون بأن يصبحوا مثل زيف. يحلمون بالخدمة في الأراضي المحتلة بجيش الاحتلال، وبانتهاك وقتل العرب، وبالسفر إلى الهند وجواتيمالا قبل أن يصبحوا حرسًا بالسفارات. ولو كانوا محظوظين، ربما يقتلون مراهق يحمل مفك وطبيب بالصدفة كان هناك".
وأنهى ساخرًا "حيّوا أبطال إسرائيل. هم أفضل شبابنا".
فيديو قد يعجبك: