إعلان

الإعلام وترامب.. علاقة "على صفيح ساخن"

12:12 م الإثنين 03 يوليو 2017

الإعلام وترامب .. علاقة على صفيح ساخن

كتبت- رنا أسامة:

منذ دخوله البيت الأبيض رئيسًا رسميًا لأمريكا في العشرين من فبراير الفائت، شكّلت تصريحاته وتغريداته التي أثارات الكثير من اللغط- خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي- ملامح العلاقة بينه وبين وسائل الإعلام، فظهرت أقرب إلى "العدائية والهجومية".

وتشتد حِدة التوترات بين ترامب ووسائل الإعلام يومًا يلو الآخر، في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأمريكي على مهاجمة أبواق الصحافة والإعلام، واتهامها بإشاعة أخبار زائفة ومُضللة، والحيد عن معايير النزاهة والموضوعية، لخدمة مصالح غير أمريكية. ويتخذ في ذلك حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر مِنصته للهجوم.

وبلغت التوترات ذروتها إبان الفترة التي شهدت الحديث عن علاقات "مزعومة" بين أفراد من حملة ترامب والروس في وسائل الإعلام.

واشتد غضب ترامب من وسائل إعلام أمريكية رصينة وعلى رأسها، صحيفة "نيويورك تايمز" التي ذكرت أن سجلات مكالمات هاتفية تم التنصت عليها، أثبتت أن أعضاء في حملته، أجروا اتصالات متكررة مع مسؤولين كبار في المخابرات الروسية في الفترة التي سبقت يوم الاقتراع. وهو ما حدا بمستشاره في الأمن القومي مايكل فلين الى الاستقالة من منصبه، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وامتد هجوم ترامب حول موضوع علاقات فريقه بالروس ليشمل وكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، واتهمهما بتسريب معلومات حول تلك الاتصالات بشكل غير قانوني، وطالبهما بعدم التدخل في السياسة.

وكتب ترامب في إحدى تغريداته "تُعَطى المعلومات لنيويورك تايمز وواشنطن بوست الفاشلتين من أوساط المخابرات.. الفضيحة هنا هي أن المخابرات تقدم المعلومات السرية بشكل غير قانوني وكأنها توزع قطع الحلوى".

برزت أحدث فصول الأزمة بين ترامب والإعلام في هجومه على شبكة "سي إن إن" الأمريكية، بعد أن نشر مقطع فيديو على تويتر، يظهر فيه وهو يطرح أرضًا مصارعًا محترفًا، استُبدِل وجهه بشعار الشبكة الإخبارية.

وردّت سي إن إن على الفيديو بالقول: "إنه يوم حزين نشهده عندما يشجع رئيس الولايات المتحدة العنف ضد الصحفيين".

وأضافت: "من الواضح أن سارة هاكابي ساندرز كذبت عندما قالت إن الرئيس لم يقم بأمر كهذا أبدًا، فعوضًا عن التركيز على رحلته على الخارج وأول اجتماع له مع فلاديمير بوتين والتعامل مع كوريا الشمالية وإعداد قانون الرعاية الصحية الخاص به، فإنه ينخرط بسلوك صبياني ينحدر بأقل من مستوى كرامة منصبه، سنستمر بممارسة عملنا ويتوجب عليه أن يبدأ بممارسة عمله".

وبحسب وكالة أنباء أسوشيتد برس الأمريكية، وصف ترامب حربه على الإعلام بأنه "صراع بين الصحفيين وناخبيه".

ولم يُعلّق البيت الأبيض على الفيديو، فيما قال مستشار ترامب لشؤون الأمن الداخلي توم بوسرت في تصريحات نقلتها "أسوشيتد برس" إنه لا يعتقد أن ينظر أحد إلى الفيديو باعتباره تهديد".

وألحق ترامب مقطع الفيديو بتغريدة، أكّد فيها على أن "وسائل الإعلام غير النزيهة لن تُحيدنا عن تحقيق أدوارنا لخدمة شعبنا الأمريكي العظيم!"

وكان قد سبق ونشر ترامب سلسلة من التغريدات شبّه خلالها الشبكة الأمريكية بـ"القمامة". وقال "سعيد للغاية أن أرى سي إن إن بينما يُنظر إليها باعتبارها شبكة أنباء تبثّ أخبار كاذبة وصحافة رديئة".

وفي تغريدة أخرى، وجّه نقدا لاذعًا لـ"سي إن إن"، متهمًا إياها بفبركة الأخبار، قائلا "أقترح أن نغيّر اسم الشبكة من (شبكة الأخبار المُفبركة) إلى (شبكة الأخبار المزوّرة)".

واللافت للنظر، أن الرئيس الأمريكي لا يفوّت أي مناسبة حتى "يُغرّد" بنقد لاذع للصحافة ووسائل الإعلام. فعلى سبيل المثال استغل كلمة ألقاها خلال حفل في مركز كنيدي في واشنطن، السبت، قبل أيام من عطلة يوم الاستقلال في الرابع من يوليو، لتوجيه انتقادات لوسائل الإعلام مجددا وسعى لبث الحماس بين المتدينين في قاعدته السياسية، مشيرا إلى أن العملة الأمريكية مكتوب عليه "نثق في الرب".

وقال "الإعلام الزائف يحاول إسكاتنا.. لكننا لن نسمح لهم". وأضاف "الإعلام الزائف حاول منعنا من الوصول إلى البيت الأبيض. لكنني أنا الرئيس".

كما فسر ترامب استخدامه المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي بأنها وسيلة للرد على منتقديه. وذلك ردا على صحيفة "نيويورك بوست" التي انتقدته في مقال غريب، يتألف من ثلاث كلمات فقط، خاطبته فيه بخصوص نشاطه المكثف على موقع تويتر. وكتبت الصحيفة: "توقف، فقط توقف".

وقال ترامب في تغريدة "استخدامي لوسائل التواصل الاجتماعي ليس رئاسيا. إنه رئاسي معاصر". وأوضح أن شبكات التواصل الاجتماعي تمنحه فرصة الاتصال مباشرة مع الشعب، متخطيا وسائل الإعلام التي يصف ترامب ما تقدمه عادة بأنه "أنباء كاذبة".

وقال في تغريدة أخرى "شبكات الإعلام الإخبارية المحتالة الزائفة تعمل جاهدة لإقناع الجمهوريين وغيرهم أنني لا يجب أن استخدم شبكات التواصل الاجتماعي".

 

وأضاف "فزت في انتخابات 2016 عن طريق المقابلات والخطابات وشبكات التواصل الاجتماعي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان