أم تروي تفاصيل مقتل ابنتها في غارة أمريكية في اليمن

كتبت- هدى الشيمي:
وسط الغارات المُكثفة التي تشنها الطائرات الأمريكية على معاقل تنظيم القاعدة في اليمن، أكدت سيدة يمنية إن الطائرات الحربية قتلت ابنتها في قصف شنته على الحي الذي يقع فيه منزلها، بحسب ما نقلته صحيفة الإندبندنت البريطانية.

وقالت السيدة اليمنية إنها كانت تجلس في منزلها مع عائلتها، وفي تمام الساعة 1:30 صباحا، سمعوا أصوات الأعيرة والطلقات النارية، وفي البداية ظنوا أنها مواجهة بين مليشيات الحوثي والقبائل الأخرى، ولكن بعد فترة سمعوا أصوات الطائرات، والتي شنت غارات على أي مكان، دون التفكير في أن تلك المناطق يعيش فيها مدنيون.

وأشارت إلى أن أنها وعائلتها لم يغادروا المنزل خلال القصف وإطلاق النار، وظلوا في الداخل وعلى بعد أمتار تحدث انفجارات واشتباكات، قائلة :"كانت عملية مباغتة، لم نتوقعها أو نتخيلها".
وخلال العملية، سمع سكان المنطقة صوت انفجار كبير ثم استهدفت طائرات الأباتشي المنازل، وأي شيء يتحرك. وقتل كل من حاول الهرب، رجال ونساء وأطفال.

وفي الصباح الباكر، وبعد انتهاء العملية العسكرية، ذهبت السيدة اليمنية إلى موقع الحادث لتعرف حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة، لتجد الجثث مُلقاة على الأرض ومن بينهم جثة ابنتها "فطيم" المغطاة بالدماء، وبين يديها نجلها الصغير محمد.

لأول وهلة، اعتقدت السيدة اليمنية أن حفيدها، عامين، قُتل أيضا، وعندما حاولت أخذه من بين ذراعي ابنتها، بكى بشدة، فعلمت أنه كان نائما في أحضانها.
لم يُصب بجروح شديدة، ولكنه فقط أصيب في يده اليُسرى جراء الرصاصة التي اخترقت جسد والدته.

وتؤكد السيدة اليمنية أنها لم تتوقع أبدا أنها ستعيش موقف مماثل، مؤكدة أن العمليات العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة في اليمن أودت بحياة الكثير من النساء والأطفال المدنيين.
ولفتت إلى أن الحكومة الأمريكية لا تستهدف الإرهابيين، قائلة :" إذا كانوا حقا يرغبون في التخلص من المتطرفين، إذا فليذكروا للعالم اسم شخص واحد مطلوب دوليا استطاعت غاراتهم قتله".
وتابعت قولها: "لا أعلم ماذا الذي يبحثون عنه، ولكن كل ما أعرفه أنهم قتلوا الكثير من النساء والمدنيين بدون رحمة، وبلا أي سبب".