لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فورين بوليسي تكشف: من هو المحرك الفِعلي للسياسة القطرية؟

12:02 م الأربعاء 05 يوليه 2017

الأمير تميم بن حمد آل ثاني

كتبت- رنا أسامة وهدى الشيمي:
"من هو الحاكم الحقيقي لدولة قطر؟" بهذا السؤال استهلّت مجلة فورين بوليسي الأمريكية تقريرًا نشرته في عددها الأخير الصادر أواخر يونيو، قالت فيه إن الأزمة التي تمر بها الدوحة مع دول الخليج تنبع من قلب القصر الحاكم في الدوحة.
وقالت المجلة، في تقريرها المنشور على موقعها الرقمي، تحت عنوان (مؤامرة القصر في قلب أزمة قطر)، "من يحكم قطر -على الورق- هو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، 37 عامًا، ابن الشيخ حمد بن خليفة، الذي تنازل عن الحكم لإبنه عام 2013. غير أن قيادات دولتيّ المملكة العربية السعودية والإمارات -اللتين تأزّمت علاقاتهما الدبلوماسية مع قطر- تعتقد أن الحاكم الفِعلي هو الشيخ حمد، المعروف بـ(الأمير الأب)، والذي ما يزال يُدير شؤون الحكم في الخفاء".
وأضافت المجلة أن هذه الحقيقة من شأنها أن تُحدد مصير الأزمة الخليجية، التي تحاول الولايات المتحدة التوصّل إلى تسوية مبكرة بشأنها، بينما تقف إيران "مُتفرّجة" تراقب مُجريات الأحداث في صمت.
وفي خِضم كل هذا، تُشير "فورين بوليسي" إلى أن هناك تباين آراء حول المُسيطر الحقيقي في الدوحة، ما بين "الأمير الأب" أو نجله، وليس بينها من يمتدح عائلة آل ثاني، التي كانت يومًا ما قبيلة لا يتجاوز عددها بضعة آلاف رغم امتلاكهم ثالث أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، وفق المجلة.
ويتجلّى ذلك في الوقت الذي يبدو فيه السعوديون غير مقتنعين بأن الأمير الشاب تميم يُدير البلاد حقًا، مُعتبرين إيّاه مُجرد "صورة" لنظام يُديره والده خلف الستار، بحسب المجلة.
ونقلت المجلة الأمريكية عن دبلوماسي سابق قضى عدة أعوام في الدوحة، قوله إن "الأمير الأب البالغ من العمر 65 عامًا لا يزال يقود الدبلوماسية القطرية"، مُشيرًا إلى أن حمد لا يحب الإماراتيين أو البحرينيين، ويتجاهل السعوديين تمامًا. وفي الوقت نفسه وصفه مصدر من داخل القصر بأنه حاكم "قوي" و"خطير".
أما بالنسبة لألئك الذين تجمعهم علاقات أقل حميمية مع عائلة آل ثاني، فإنهم يتبنّون وجهة نظر أكثر اعتدالًا. فيقول أحد المسؤولين الأوروبيين، إن "تميم عنيد ولديه الإرادة القوية، ولكن والده يكبح جماحه ويعتبر العقبة المقاومة له"، مُشيرًا إلى أن تنظيم الدوحة لهذه لبطولة كأس العالم 2022 تطلب إنفاق المليارات من الدولارات في البنية التحتية، إضافة إلى المزاعم بوجود رشاوى تُقدّر بنحو 180 مليار دولار، بحسب أحد الأجهزة الاستخباراتية الأوروبية.
واستغل الشيخ "حمد" تلك الثروة فى إنشاء قناة "الجزيرة" الفضائية، وهي أول شبكة تلفزيونية فضائية في المنطقة، ساهمت في زيادة نفوذ قطر بشكل كبير، واستُخدّمت في إزعاج جيران الدوحة؛ باتخاذها كمنصة لأصوات المعارضة والدُعاة المثيرين للجدل أمثال يوسف القرضاوي، ممن يُحرّضون على العنف والكراهية.
وطيلة فترة حكمة، لم يعبأ "حمد" بالاحتجاجات الدبلوماسية التي كانت تعقب ما تعرضه قناة الجزيرة، ودائما ما كانت إجاباته على السفراء المعترضين أن القناة مستقلة وينبغي أن تُمنح حرية التعبير.
ويبدو أن "حمد" يحرص على عدم تفويت أي فرصة لإزعاج جيرانه العرب الخليجيين، حتى وإن تفاقمت الأمور إلى حدّ تفكيك مجلس التعاون الخليجي، الذي يحمي إلى حد كبير الممالك العربية المُحافظة والمشيخات العربية من الاضطرابات التي تشهدها المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إيران والعراق في عام 1980.
سيطرت العدائية على علاقة "حمد" بجيرانه الخليجيين منذ الأيام الأولى لحكمه.
وتقول المجلة إن الكثير من رجال القبائل القطريين جُندوا، واستعدوا لتنظيم الانقلاب، إلا أن المؤامرة فشلت لأن أحدهم أطلع الشيخ "حمد" عليها.
ورغم تأكد الحاكم القطري حينذاك من حياكة مؤامرة ضده، تجنبت الولايات المتحدة إدانتهم وظلت صامته، حتى لا تزعج السعودية، حليفها الأكبر والأهم في المنطقة.
وكانت المملكة العربية السعودية، والبحرين والإمارات ومصر، قطعوا علاقاتهم الدبلوماسية بقطر، وأوقفوا حركة الملاحة البرية والبحرية والجوية.
كما قدمت الدول المقاطعة للدوحة قائمة تتضمن 13 مطلبا تتضمن تقليل التمثيل العسكري الإيراني، وعودة القوات التركية التي ذهبت إلى الأراضي القطرية عقب الأزمة، والتوقف عن بناء قاعدة عسكرية تركية هناك، والإغلاق النهائي لقناة الجزيرة. وهذا ما اعتبرته "فورين بوليسي" أمرا مستحيلا، خاصة وأنها أصبحت من المنصات الإعلامية الرائدة والمعروفة، والتي تُعرض في الفنادق بجميع أنحاء العالم.
وأشار وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى رفض بلاده ضمنيا للشروط والمطالب المُقدمة إليها، ودعا جميع الأطراف إلى حوار.
وقدمت الدوحة ردها للكويت، التي تقوم بالوساطة لحل النزاع، وطالبت بمد المهلة المقترحة 48 ساعة من المقرر أن تنتهي اليوم، وهذا ما وافقت عليه الدول المقاطعة.
وترى المجلة أن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو "ماذا سيحدث الآن"، مشيرة إلى أن استجابه حمد وتميم –على المدى البعيد- ستعتمد على مقدار الضغط الذي يتعرضون إليه من قبل عائلة آل ثاني الكبرى، موضحة أن قيادة "حمد" لم تحظَ بالكثير من الاحترام من قِبل العائلة، مشيرة إلى أن الطريقة التي يدير بها تميم البلاد حظت باحترام وتقدير أقل مما حظى به والده.
ونوّهت المجلة إلى استياء عائلة آل ثاني بعد وصول الأمير حمد إلى العرش عام 1995، لافتة إلى أنه لا يحظى بالأفضلية وسط أفراد عائلته، خاصة وأن والدته كانت من قبيلة أخرى تُدعى "العطية".
وأضافت المجلة: "تزوج الشيخ حمد ثلاث مرات، اثنتين من زوجاته من قبيلة آل ثاني، إلا أن زوجته الأكثر شعبية الشيخة موزة، تنحدر من قبيلة آل مسند، أي أن وضع تميم داخل قبيلة آل ثاني لا يعتبر قويًا وهو أقل أمانًا من وضع والده.
وتتوقع المجلة أن تحاول الرياض وأبوظبي استغلال ذلك والعثور على شخص تفضله العائلة على حمد وتميم، لكي تدفعه إلى مركز القيادة.
واستبعدت المجلة أن يكون المجتمع القطري يرغب في استمرار خلاف الدوحة مع السعودية، لأنهم لا يريدون الاعتماد على إيران.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان