"سي إن إن": الحرب مع كوريا الشمالية ستكون الملاذ الأخير للولايات المتحدة
كتب - عبدالعظيم قنديل:
نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تقريرًا يتحدث عن سيناريو توجيه ضربة وقائية ضد كوريا الشمالية، معتبراً هذه الضربة بالملاذ الأخير للولايات المتحدة، وأن المسئولين الأمريكيين لن يكون لديهم الكثير من الوقت قبل الشروع في توجيه تلك الضربة، ومن ثم يجب اخلاء العديد من المدن والجزر الأمريكية في المحيط الهادي تفاديًا لوقوع خسائر بشرية من المدنيين الأمريكيين.
وأكد التقرير أن البحرية الامريكية لديها عشرة طرادات من الصواريخ الموجهة والمدمرات المتمركزة في اليابان، إضافة إلى السفن المزودة بصواريخ "توماهوك" لأغراض هجومية ونظام الدفاع الصاروخي من طراز "ايجيس" الذي يمكن استخدامه لاعتراض عمليات اطلاق كوريا الشمالية.
في السياق ذاته، أشار التقرير إلى أنه من المؤكد أن تقوم الولايات المتحدة باستخدام القوة العسكرية ردا على أي ضربة لكوريا الشمالية ضد أهداف أميركية، لكن مسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية قالوا، لشبكة "سي إن إن"، الخميس، إنه لا توجد أي مؤشرات على أي نشاط وشيك لإطلاق النار من الدولة المارقة.
"سيناريو الحسم الجوي"
ووفقًا للتقرير، قال جيري هندريكس، قائد البحرية المتقاعد والباحث في مركز الأمن الأمريكي الجديد، إن مثل هذه العملية ستتألف من هجوم سريع ومتعدد الأبعاد، مرجحًا أن تشمل العملية عدة استراتيجيات تهدف إلى تحييد قدرات كوريا الشمالية الدفاعية والهجوم المضاد.
كما توقع هندريكس أن تقود القوات الجوية الأمريكية عملية استهداف القدرات الصاروخية والبنية التحتية لبيونج يانج، متوقعًا أن تكون الضربة الجوية بالتنسيق بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا الجنوبية، ورشح القائد الأمريكي المتقاعد المقاتلات الأمريكية من طراز "إف - 15" و"إف - 15" للهجوم، علاوة على الطائرات بدون طيار.
وبحسب "سي إن إن"، رجح القائد الأمريكي المتقاعد أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بنقل طائرات اضافية إلى المنطقة في حالة وقوع ضربة وشيكة، لافتًا إلى أنه من المحتمل أن تستدعي واشنطن المزيد من التعزيزات من جزيرة "جوام".
كما قال هندريكس: "إن البحرية الأمريكية ستطلق وابل من صواريخ "توماهوك"، والتي تتركز على مواقع الصواريخ الكورية الشمالية ونظم الدفاع الجوي وممرات الرد القادرة على اطلاق سلاح نووي انتقامي، في الوقت نفسه، ستقوم الطائرات الحربية الامريكية باستهداف الدفاعات الصاروخية لبيوبنج يانج، إضافة إلى البنية التحتية.
كما نقلت الشبكة الأمريكية عن جيري هندريكس قوله إن الولايات المتحدة يمكن أن تستخدم الهجمات الإليكترونية لتعطيل برامج الأسلحة بيونج يانج، محذرًا من أن الجهود الرامية إلى استهداف الأهداف الحيوية، مثل أنظمة الدفاع الجوي ومواقع إطلاق الصواريخ الانتقامية ومرافق الخدمة، سيكون لها أثر على المخزون الأمريكي من والقنابل والصواريخ.
"عملية محدودة وتدخل بري"
وألمحت الشبكة الأمريكية إلى أن احتمال توجيه ضربة عسكرية محدودة لن يعود بفائدة على سياسة واشنطن، حيث أوضحت أن الخبراء العسكريين أكدوا أن الضربة العسكرية يمكن أن تضع حدًا لبرامج الصواريخ النووية والصاروخية في كوريا الشمالية سنة أو سنتين، لكنها لن تسفر عن فوائد استراتيجية طويلة الأجل.
كما أكد التقرير أن الاعداد، للضربة العسكرية ضد كوريا الشمالية، سيختلف عن عملية "عاصفة الصحراء" ضد صدام حسين عام 1991، منوهًا إلى أن الولايات المتحدة وحلفائها يحتاجون إلى بضعة أسابيع من الغارات الجوية لتحييد الدفاعات الكورية الشمالية، وذلك يستدعي ارسال تعزيزات مستمرة إلى جنوب شرق آسيا عبر حاملات الطائرات والقوات البحرية، لاسيما وأن أهم أهداف الحملة سيكون الحفاظ على الضغط المستمر على بيونج يانج أو تغيير النظام.
في نهاية المطاف، أوضح التقرير أنه ليس من المستبعد احتمال التدخل البري، حيث تنبأ الخبراء أن تلعب القوات الأمريكية دورا في الموجة التالية من الحملة، مرجحين أن تحتاج واشنطن إلى ما بين 90 ألف و 200 ألف جندي أميركي لتدمير المواقع النووية في كوريا الشمالية، لاسيما مع تداول العديد من التقارير التي تؤكد امتلاك كوريا الشمالية العشرات من القواعد التي تحتوي على مواد نووية، والتي معظمها في أعماق البحار، بالإضافة إلى أن الجيش الكوري الشمالي الذي يقدر عدده بحوالي مليون جندي.
"الخاسر الأكبر"
ولفت التقرير إلى أنه "في غضون دقائق من بدء الهجوم، ستضطر الطائرات الامريكية والمدفعية إلى التنسيق مع القوات المتحالفة لتدمير الالاف من منصات الصواريخ الكورية الشمالية التي توجه مباشرة إلى العاصمة الكورية الجنوبية سيول"، متوقعاً أن تكون كوريا الجنوبية الخاسر الأكبر في اندلاع مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية.
"س إن إن" تقول :"على الرغم من أن كافة الدلائل تشير إلى انتصار الولايات المتحدة عسكريًا في أي مواجهة مباشرة مع بيونج يانج، إلا أن هذا النصر يمكن أن يأتي على حساب مئات الآلاف من القتلى، معظمهم في كوريا الجنوبية حيث الملايين من الأبرياء، إضافة إلى ما يقرب من 30،000 جندي أمريكي، في نطاق قدرات الصواريخ الكورية الشمالية".
وصرح جو سيرينسيون، رئيس صندوق "بلوجشير"، وهي منظمة تعمل لوقف الانتشار النووي، لشبكة "سي إن إن"، أن المشكلة ليست توجيه ضربة إلى كوريا الشمالية، ولكن رد فعل بيونج يانج إزاء جارتها الجنوبية سيكون قاسي، منوهًا إلى أن الترسانة المدمرة، التي تراكمت على الحدود يمكن أن تمحو سيول.
كما كشف سيرينسيون عن أن التقديرات الأولية تشير إلى أن مئات الآلاف من الكوريين الجنوبيين سيموتون في الساعات الأولى من اشتعال المواجهة، مضيفًا أنه في حال تصاعدت هذه الحرب إلى المستوى النووي، فإنك تنظر إلى عشرات من ملايين الضحايا وتدمير عاشر أكبر اقتصاد في العالم".
في السياق ذاته، قال السناتور الجمهوري ليندسي جراهام إنه بحث مسألة كوريا الشمالية مع الرئيس ترامب، كاشفًا عن الادارة الأمريكية تسعى إلى اجراءات وقائية لفرض سياسة حرمانها من القدرة على ضرب أي أهداف للولايات المتحدة وحلفاءها، وذلك حسبما أوردت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
فيديو قد يعجبك: