"فورين بوليسي": الجهود الأمريكية للوصول إلى سلام بالمنطقة مصيرها الفشل
كتب - عبدالعظيم قنديل:
ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتحقيق السلام في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قد تذهب سدى، وذلك لغياب الأمل في تحريك المحادثات بين الجانب الإسرائيلي ونظيره الفلسطيني، على الرغم من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إرسال زوج ابنته جاريد كوشنر والمفاوض جيسون جرينبلات إلى الشرق الأوسط.
وكان صرح مسؤول بالبيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب سيرسل صهره جاريد كوشنر والمفاوض جيسون جرينبلات إلى الشرق الأوسط للاجتماع مع قادة المنطقة ومناقشة "السبيل إلى محادثات سلام حقيقية بين إسرائيل والفلسطينيين".
وأشار التقرير إلى أن جميع اللاعبين الحاسمين في مباحثات السلام يمرون بظروف سياسية دقيقة، حيث يواجه كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس تحديات داخلية كبيرة، علاوة على الصراعات المستمرة التي يعيشها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب داخليًا وخارجيًا.
وفيما يخص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإنه يواجه اتهامات بالفساد من قبل الشرطة بشأن مزاعم متعددة بالفساد، وبالتالي تبلورت محاولة جادة من وسائل الإعلام الإسرائيلية والمعارضين للإطاحة بحكومته واستبدالها بآخري، ولذلك من المستبعد أن يغامر نتنياهو في محادثات سلام يقدم فيها أى تنازلات، لاسيما وأن اليمينيون الإسرائيليون يخشون عادة من أن يقدم رؤساء الوزراء الذين يواجهون اتهامات فساد تنازلات للفلسطينيين لصرف انتباه الرأي العام الإسرائيلي، وذلك وفقًا لما ذكرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
وبحسب التقرير، يجد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نفسه في مأزق في نهاية حياته السياسية، حيث يقود الزعيم، البالغ من العمر 82 عاما، معركة من أجل الشرعية مع حماس وخصمه السابق في حزب فتح، محمد دحلان، ولذا أوقف عباس بشكل مؤقت التعاون الأمني مع إسرائيل خلال الاضطرابات التي شهدها المسجد الأقصى، الشهر الماضي، بدلا من التحدث بوضوح عن وقف العنف والإرهاب.
وكانت إسرائيل قد نصبت بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى بالقدس الشرقية بعدما قُتل شرطيان إسرائيليان بالقرب منه، الشهر الماضي، الأمر الذي أثار غضب الفلسطينيين، كما أعقب ذلك إعلان الرئيس الفلسطيني تجميد الاتصالات مع إسرائيل على جميع المستويات.
من جانب آخر، أوضح التقرير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوجه قضايا أكثر الحاحًا، والتي من أهمها أزمة كوريا الشمالية والاتفاق النووي الإيراني، علاوة على معاركه مع الكونجرس حول قوانين الرعاية الصحية والإصلاح الضريبي، لاسيما وأن وزير الخارجية ريكس تيلرسون غائب تماما عن الساحة الإسرائيلية الفلسطينية، لكن مزاعم ارتباط حملته بالتواطؤ لمساعدة تدخل روسيا في انتخابات عام 2016 تشكل التهديد الحقيقي لبقائه في منصبه.
ووفقًا ل"فورين بوليسي"، هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تضع مساعي الإدارة الأمريكية على المحك، مثل تجدد العنف بين الجانبين، وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، إضافة إلى التخلي عن حل الدولتين، ولذلك على الرئيس الأمريكي وفريقه الحفاظ على أمل التوافق بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي هذا الصدد، ألمحت المجلة الأمريكية إلى أنه في ظل قلة الفرص لكسر جمود المفاوضات بين الطرفين، الادارة الامريكية لديها ثلاثة خيارات:
1- مواصلة النشاط الدبلوماسي المعتاد عبر الزيارات والمحادثات المكوكية والحديث عن "صفقة القرن"، الأمر الذي تتطلع فيه واشنطن إلى اتفاق بين المصالح الإسرائيلية والدول العربية، بيد أن هذه الجهود تبدو زائفة وليست أكثر من مضيعة للوقت.
2-القاء اللوم على الجانب الفلسطيني في جمود المحادثات، وبالتالي الاعلان عن أن الظروف الراهنة ليست مواتية لتجديد المحادثات، حيث أن هناك أولويات أخرى للولايات المتحدة يمكن أن تهتم بها واشنطن داخليًا وخارجيًا.
3- تبني خطة طويلة الأمد لإدارة الصراع والحفاظ على حل الدولتين، وذلك يعني مواصلة الاستثمار في الجهود الدولية على الأرض لبناء المؤسسات الفلسطينية؛ تعزيز الاقتصاد الفلسطيني، بما في ذلك الاستثمار في قطاع الاتصالات الفلسطيني، بالإضافة إلى حماية التعاون الأمني بين الإسرائيليين والفلسطينيين والعمل مع مصر والأردن للممارسة ضغوط منطقية على حماس لمنع اندلاع حرب أخرى في غزة.
وتوقفت محادثات السلام بين إسرائيل وفلسطين من 2014 بعد المحادثات الأخيرة التي استضافتها القاهرة وأسفرت عن قرار بوقف إطلاق النار أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
فيديو قد يعجبك: