هل يخطط ترامب لإنهاء الاتفاق النووي الإيراني؟
كتبت – منن المشري:
يبدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عازما على انهاء الاتفاق النووي الإيراني، ضد إجماع أقرب مستشاريه في السياسة الخارجية، كما لو أن التوترات المتزايدة بشكل حاد في شبه الجزيرة الكورية لم تكن كافية، حسبما أورد مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
كتب المقال ستيف أندرسون، مدير سياسة الدفاع والسيطرة على التسليح في مجلس الأمن القومي من 1993 إلى 2001، وهو مستشار أمن قومي، يدرس في جامعة مينسوتا. وستيفن سايمون، الأستاذ في أمهيرست كوليدج، وكان مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي من 2011 إلى 2012.
يشير الكاتبان إلى أن ترامب عين فريقا من موظفي البيت الأبيض لتقديم تقرير حالة في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة لإعلان أن إيران قد انتهكت الاتفاق النووي، بعد أن وافق على إعادة التصديق على الاتفاق قبل بضعة أسابيع.
وقالا إن ترامب يضع رئاسته والعالم في خطر بهذه الخطوة ضد إيران وهو ما يؤدي إلى غليان الصراع المتصاعد بين المستشارين الرسميين للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي وفي وزارتي الخارجية والدفاع، ودائرة من المستشارين بقيادة الأصولي ستيفن بانون، مشيرين إلى أن المجموعة الأخيرة سوف تجتهد لمنح ترامب أسبابا لإنهاء الاتفاق.
وتساءل الخبيران: هل سيسمح وزير الدفاع جيمس ماتيس أو وزير الخارجية ريكس تيلرسون أو الجنرال ه.ر. ماكماستر أو مستشار الأمن القومي أو الجنرال جون كيلي كبير موظفي البيت الأبيض بذلك؟ قد يستقيل البعض. فهؤلاء ليسوا رجالا معروفين برغبتهم في التعامل مع هذه الاشكالات. ولكن إذا كانوا سيستقيلون أو سيتمسكون بمناصبهم، فإن قرارا سياسيا لإقرار إيران سيشير إلى هزيمة واضحة لممتهني السياسة الخارجية للإدارة، وانتصار العقائديين في تلك الأدارة.
وأشار إلى أن سحب الثقة من إيران بهذه الطريقة يمكن أن يسبب أيضا قطع علاقات أكثر خطورة مع حلفاء أمريكا الأوروبيين، كما خلق الابتعاد عن اتفاق باريس المناخي والاشتباك مع أوروبا حول التجارة بالفعل شرخا مع ألمانيا وفرنسا، ولكن لا شك أن أوروبا تأمل عدم تتبع هذه الانشقاقات المبكرة جهود أكثر فظاعة لتقويض توافق الآراء في المحيط الاطلسي.
وقالا إن إنهاء الاتفاق النووي مع إيران - الذي تفاوض عليه الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي - دون أدلة على وقوع انتهاكات خطيرة يمكن أن يمثل نقطة اللاعودة. ومن المفترض أن تصر بقية الدول على الحفاظ على الاتفاق، ما يؤدي إلى سلسلة متتالية من الاتهامات الدبلوماسية والاقتصادية ضد أوروبا، الأمر الذي من شأنه يفسد العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين لسنوات قادمة.
اتخذ ترامب بالفعل خطوات لعزل إيران، بالتنسيق الوثيق مع السعودية والقوى اليمينية في إسرائيل، التي طالما عملت على نسف أي اتفاق هدفا رئيسيا في علاقاتها مع واشنطن، بحسب المقال.
وقال الكاتبان إن ترامب يبدو حريصا على إرضاء القوى اليمينية، حتى في ظل خطر زعزعة الاستقرار إقليميا. وأشار إلى أن إيران استفادت من الاضطرابات الإقليمية لتمديد نفوذها. لكن سحب الثقة منها سيزيد بالتأكيد من الشكوك والعداء الكبير بين طهران وواشنطن، وهذه المرة لن تتمكن أمريكا من الاعتماد على أوروبا وروسيا والصين وبقية العالم كشريك دبلوماسي.
وحذر الكاتبان أنه مع إنهاء الاتفاق النووي الإيراني، سيبدأ العد التنازلي لترامب أيضا.
فيديو قد يعجبك: