ديفيد إغناتيوس: ترامب محق "لا حل لأزمة كوريا الشمالية بدون الصين"
كتبت – منن المشري:
قال الكاتب الصحفي الأمريكي، ديفيد إغناتيوس، إن الرئيس دونالد ترامب "على حق" في الإصرار على أن تساعد الصين في حل "كابوس" كوريا الشمالية.
وأضاف إغناتيوس، في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأربعاء، أنه لا يمكن التوصل إلى حل سلمي بشأن الأزمة الكورية الشمالية دون مساعدة من القوة العظمى الأخرى في شرق آسيا، في إشارة إلى الصين.
وأوضح أنه "باقتراب ترامب من عتبة أزمة عسكرية مع كوريا الشمالية، فإنه يحتاج إلى الحفاظ على هذا الحدس المبكر - ولا يقاد إلى أعمال قد تبدو صعبة ولكن سيترك كل لاعب أسوأ حالا."
وأشار إلى الحرب الكورية في عام 1950، حيث "الإجراءات العدوانية لكوريا الشمالية تجلب ردا أمريكيا ثم حربا عامة تدمر شبه الجزيرة الكورية. وينتهي الصراع إلى طريق مسدود وبتكلفة باهظة".
رأى ترامب في الاشهر الاولى ضرورة وقف المفاوضات في كوريا الشمالية. ولكن تم دفعه نحو الخيارات العسكرية من خلال استمرار كيم جونج اون المتهور لاختباراته الصاروخية -على الرغم من جهود الصين لكبح جماح الزعيم الشاب المندفع.
ولفت الكاتب إلى أن حمى الحرب تزداد وتيرتها كما هو الحال في تعليق السيناتور ليندسي جراهام يوم الثلاثاء، الذي أشار فيه إلى أن الصراع "حتمي لا بد منه" ما لم تتوقف بيونج يانج عن تجاربها الصاروخية.
وقال إغناتيوس إن السياسة الحكيمة هي: حتى عند ازدياد الضغط على ترامب، فإنه يجب أن يحث الصين بهدوء على تولي زمام المبادرة في حل دبلوماسي. وينبغي أن يستمر في التوضيح لبكين أن مصالحها الاقتصادية والأمنية ستتضرر بشدة إذا اضطرت الولايات المتحدة إلى معالجة مشكلة كوريا الشمالية من تلقاء نفسها عسكريا.
وطرح الكاتب اقتراحا لبكين: يتعين على الصين دعوة اللاعبين الرئيسيين الآخرين - الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وربما روسيا - إلى التجمع في نيويورك خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لإجراء محادثات حول كيفية التعامل مع مشكلة كوريا الشمالية، وسيكون النموذج على غرار القوى الخمسة الكبرى التي رعت المحادثات النووية الايرانية. وكانت الصين تعمل كمراقب في ذلك الوقت؛ هذه المرة ستكون المنظم، وستتعزز المكانة العالمية للرئيس الصيني شي جينبينغ.
كان ترامب قبل ثلاثة أشهر مستعدا للدبلوماسية وجها لوجه مع كيم تحت رعاية صينية. ويبدو أنه كان يعيد حساباته مرة أخرى في الأول من مايو، عندما قال: "إذا كان من المناسب بالنسبة لي أن ألتقي به، سأكون على وشك أن أفعل ذلك"، وفقا للكاتب.
ولكن الآن، بحسب إغناتيوس، يشعر ترامب بحرقه لأن الصينيين لا يستطيعون وقف التجارب الصاروخية الكورية الشمالية، ويريد البيت الأبيض أن يتولى شي زمام المبادرة.
كانت هناك نبرة خيانة شخصية في تغريدة ترامب في نهاية الأسبوع الماضي: "أنا اشعر بخيبة أمل كبيرة من الصين... إنهم لا يفعلون شيئا لنا مع كوريا الشمالية، مجرد حديث".
وكشف إغناتيوس أن القيادة الامريكية في المحيط الهادئ تعد خيارات عسكرية جاهزة. ولكن وزير الدفاع جيم ماتيس يعرف أفضل من أي شخص أن الصراع العسكري سيكون كارثة. ومن شأن ضربة استباقية من جانب الولايات المتحدة أن تودي بحياة الآلاف من الكوريين واليابانيين (والمقيمين في الولايات المتحدة في سيول)، وإن كان ذلك ينطوي على خطر ضئيل على الوطن الأمريكي.
وتدرك الصين أن المضي قدما في الخيارات العسكرية يحتمل أن يكون مدمرا. وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة ليو جى يى، الشهر الماضى "إن التوترات في الوقت الراهن مرتفعة ونود بالتأكيد ألا نرى تصعيدا... إذا كان التوتر يرتفع فقط فعاجلا أو آجلا سوف يخرج عن نطاق السيطرة والعواقب ستكون كارثية ". كما أن الصحافة الصينية التي تديرها الدولة تستمر بالطرق على بيونغ يانغ.
وقال الكاتب إن روسيا تبدو أيضا على استعداد للمساعدة في مسألة كوريا الشمالية، كما كانت في المسألة الإيرانية - لأن مصالحها تتضرر بسبب عدم انتظام حالة الأسلحة النووية.
وقال ديفيد إغناتيوس إن العالم بدأ يشعر بالقلق من أن ترامب يمكن أن يلجأ إلى حرب. ربما هذه هي اللحظة التي تساعد فيها الصين على تنظيم واحدة من تلك الحلول "المربحة للجانبين" التي يتحدث عنها الرئيس الصيني دائما.
فيديو قد يعجبك: