بحرًا وبرًا وجوًا.. تقرير إسرائيلي يكشف تغلغل نفوذ إيران في سوريا
كتب – محمد الصباغ:
حذر تقرير مخابراتي إسرائيلي من تغلغل النفوذ الإيراني في سوريا، مشيرًا إلى أن المقاتلين من أفغانستان ولبنان والعراق وإيران الذين يقودهم قاسم سليماني والمدعومين من الحرس الثوري يحصلون على الدعم عبر البر والبحر والجو.
وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية اليوم الإثنين، إن مدير الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين لفت انتباه حكومته أيضًا إلى حقيقة أن النفوذ الإيراني في سوريا بشكل خاص وفي المنطقة بشكل عام يصبح أقوى يومًا بعد يوم.
وحاول المحلل الاستخباراتي، رونين سالومون، في تقريره تتبع تواجد القوات الإيرانية في سوريا. وأظهر أن هذا التواجد الإيراني بدأ منطقة مطار دمشق الدولي والسفارة الإيرانية وقواعد طهران في جبل قاسيون، المطل على دمشق والقريب من القصر الرئاسي.
وأوضحت التقرير أنه في السنوات الأخيرة، كانت إيران قادرة على نقل كميات أكبر من الشحنات المستخدمة في الحرب عبر البحر عبر سفن تجارية. وعلى سبيل المثال، وفقًا لما ورد في يديعوت أحرنوت، يكون النقل من خلال شركات مرتبطة بشركة الملاحة البحرية الوطنية الإيرانية (IRISL).
وبالمثل، بدأت إيران إدارة عملية منتظمة من حركة الطائرات إلى سوريا قادمة من مطارات طهران وقواعد جوية إيرانية متاخمة للحدود العراقية. وهذه الرحلات تستخدم مسارات ملاحة مدنية من خلال شركات طيران "إيران إير" و"ماهان إير".
والبضائع التي تنقل من خلال هذه المسارات عبارة عن أسلحة ومقاتلين، وخصوصًا المسلحين الشيعة الذين يساعدون نظام الأسد في سوريا. وقدّر التحليل أن 21 ألف راكبًا و5 ألاف طن من المؤن مرت بين مطاري طهران وعبادان إلى دمشق. وانطلقت هذه الرحلات ليلا لتجنب مراقبتها.
وأوضح تقرير سالومون أيضًا أن إيران بدأت تشييد بنى تحتية لتصنيع الأسلحة في سوريا ولبنان، ومن بينها مراكز تصنيع صواريخ طويلة المدى.
وتابع أن الأنشطة الإيرانية تنتشر على أربع جبهات. فالقيادة الرئيسية تتمركز في منطقة مطار دمشق الدولي، وفي وسط سوريا يعتقد أن هناك تمركز في مدينة الضمير، بجانب التواجد في قاعدة الشعيرات الجوية وقاعدة "تي فور" في حمص.
كما أشار التقرير إلى تسارع عملية البناء في المجمعات العسكرية على الشريط الساحلي في شمال غرب سوريا، ويعتقد أنها مرتبطة بتطوير التسليح.
وأضاف سالومون أنه مؤخرًا، بذلت إيران جهودًا كبيرة لكسب السيطرة على معبر التنف الحدودي بين سوريا والعراق بهدف ربط قواعدها مع نظيراتها في العراق –ولاستخدامهم في فرض السيطرة على الحدود العراقية مع دير الزور في شرق سوريا. ومن المحتمل أن إيران تنتوي استخدام ممراتها لنقل الأسلحة المتطورة والعربات العسكرية التي حصلت عليها من الجيش العراقي بجانب الحافلات والمقاتلين.
وأوكلت مهمة معركة إيران في سوريا، تحت أعين الجنرال سليماني، إلى صفوة الحرس الثوري والجيش الإيراني، والآن انضمت قوات فيلق القدس ويبلغون حوالي 1500 مقاتل.
واختتم التقرير بأن هناك حوالي 18 ألف مقاتل من مليشيات مختلفة تدعمهم إيران متواجدين على الأرض في سوريا حاليًا، وهو الرقم الذي يشمل حزب الله ومقاتلين إيرانيين. كما أن هذا العدد ربما يكون قد ارتفع في الأشهر الأخيرة.
وقال سالومون إن أعداد الضحايا التي خسروها تشمل مقاتلين من حزب الله، ومجموعات شيعية أو من الحرس الثوري، وصلت إلى 2600 مقاتل منذ بداية الصراع السوري تقريبًا.
فيديو قد يعجبك: