لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نيويورك تايمز: استفتاء أكراد العراق محفوف بالمخاطر

02:24 م الثلاثاء 22 أغسطس 2017

كتب - سامي مجدي:
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن تصويت أكراد العراق غير الملزم على الاستقلال من شأنه أن يكون خطأ، يزيد من الاضطراب في جزء من العالم يحتشد فيه العالم للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ويهدد وحدة الأراضي الأخيرة.

ومن المقرر أن يعقد الاستفتاء غير الملزم في 25 سبتمبر المقبل، يتوقع أن يلقى تأييدا واسع النطاق، بالنظر إلى حلم الاستقلال الذي تاق إليه الأكراد.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء إن تأجيل الاستفتاء خطوة أفضل.

وأوضحت أن الاستقلال، بطرق عدة، خطوة منطقية مقبلة لأكراد العراق البالغ تعدادهم خمسة ملايين شخص، والذين اقتطعوا جبيهم شبه المستقل بعد حرب الخليج في 1991. والآن مع الدور الحيوي الذي لعبته قواتهم العسكرية في المساعدة في هزيمة الدولية الإسلامية، يعتقد الأكراد أن من حقهم الاستفتاء الذي طال انتظاره.

وقالت الصحيفة إن كردستان تطورت إلى منطقة سلمية نسبيا. وهي محظوظة بالشكل الكافي بأن يكون لديها مواد نفط وغاز، ما فتح أمامها مجالات تجارة مع تركيا وإيران وجلبت إليها العوائد التي تحتاجها.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن واشنطن عملت مع العراقيين بعد الغزو الأمريكي في 2003، لوضع دستورا يضمن وضعية شبه مستقلة بالنسبة لكردستان.

لكن هناك أيضا مشاكل خطيرة، بحسب الصحيفة؛ فعائلتان فقط، البرزاني والطالباني، تهيمنان على السياسة. كما أن الفساد واسع الانتشار. وبسبب الاقتتال السياسي، لم يجتمع برلمان كردستان منذ أكتوبر 2015؛ ولا يزال رئيس الإقليم مسعود بارزاني في منصبه لأربع سنوات بعد انتهاء مدته.

وقالت الافتتاحية إن انخفاض أسعار النفط والخلافات مع الحكومة المركزية العراقية خلفت حكومة كردستان مديونة. كما أن السلطات الكردية متهمة بالتمييز ضد الأقليات.
وتساءلت الافتتاحية "هل يمكن أن تكون كردستان دولة مستقلة إذا ظل العراق والبلدان المجاورة معادية للفكرة؟".

سعى الأكراد لإنشاء دولة مستقلة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى على الأقل. وبينما يضمن لهم الدستور دورا في الحكومة الاتحادية فضلا عن حكم ذاتي، إلا أن الأكراد لا يعتقدون أن الأغلبية الشيعية منحتهم هزة مقبولة. لكن الاستفتاء من شأنه أن يزيد من التوترات، ويجعل استقرار العراق أصعب ويحول الانتباه فيما تعمل الولايات المتحدة والعراق وشركاءهما من أجل هزيمة الدولة الإسلامية وإعادة بناء الأحياء، وفقا للصحيفة.

وأضافت نيويورك تايمز أن بعض الأكراد يحلمون باندماج الجالية بأكملها - 30 مليون شخص في تركيا والعراق وسوريا وإيران - في دولة واحدة. لكن ذلك الحلم غير ملائم الآن ويثير قلق القادة في تركيا وإيران الذين يرون كردستان الكبرى تهديدا إقليميا لهم.

مؤخرا حذر نائب رئيس الوزراء التركي من أن التصويت العراقي من شأنه أن "يساهم في الاضطراب." وقال رئيس الوزراء العراقي إن التصويت سيكون "غير قانوني" لأنه يتناقض مع الالتزامات الدستورية لكردستان كجزء من الحكومة الاتحادية العراقية. هناك نقطة حساسة أخرى هي أن الحدود في الاستفتاء تتضمن كركوك، الغنية بالنفط، والتي يسيطر عليها الأكراد ويريدون دمجها.

وحث الأمريكيون والأوروبيون الأكراد على إرجاء الاستفتاء حتى الانتخابات العراقية العام المقبل. كان رد بارزاني بطمأنة المنتقدين بأن التصويت لن يؤدي إلى الاستقلال الفوري أكثر من مفاوضات مطولة مع بغداد حول الاستقلال.
وقالت نيويورك تايمز: "حتى هذه اللحظة، التأجيل هو الخيار الأفضل."

وأضافت الافتتاحية أن الانفصال الكردي محفوف بالمخاطر، دون استعداد كافي، فمن شأنه أن يزيد من تهميش الأقلية السنية العراقية، وهم بالفعل محرومين بسبب الأغلبية الشيعية، ما يجعلهم فريسة للمتطرفين السنة مثل تنظيم الدولة الإسلامية.

ونقلت وكالة رويترز يوم الأحد عن مسؤول كردي قوله إن الأكراد قد يرجئون التصويت في مقابل تنازلات من بغداد.
وقالت افتتاحية الصحيفة الأمريكية إن تقرير المصير هدف مفهوم. ولكن مجرد التصويت من أجل الاستقلال ليس ضمانا أن أي دولة تظهر سوف تحكم بشكل عادل أو جيد. فالاستقلال لن يقدم الكثير للشعب الكردي إذا لم يبذل قادتهم جهدا قويا، ليضمنوا أولا أن المؤسسات الديمقراطية الكردية تعمل، وأن الاقتصاد قوي وأنهم يتلقون دعما من العراق والبلدان الأخرى قبل تنطلق وحدها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان