موقع بريطاني: أفغانستان فخ الرؤساء الأمريكيين
كتبت- هدى الشيمي:
قال مكتب الصحافة الاستقصائية في لندن إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع في نفس الفخ الذي وقع به سلفه باراك أوباما، إذ أنه لم يستطع إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان.
وأعلن ترامب استراتيجيته الجديدة للقضاء على الإرهاب في أفغانستان، في خطاب بقاعدة "فورت مايرز" بولاية فرجينيا، إن واشنطن لن تسحب قواتها من الأراضي الأفغانية كما كان مقررا.
وأشار الموقع إلى أن القوات الجوية الأمريكية ألقت 1984 صاروخا وقنبلة على أفغانستان في عام 2017، بحسب آخر إحصائيات، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف الرقم الذي أطلقته في نفس الوقت العام الماضي.
وتعقب المكتب البريطاني النشاط العسكري الأمريكي في أفغانستان منذ عام 2015، وأظهرت الأرقام والإحصائيات مدى سوء الصراع هناك خاصة في الأعوام الأخيرة، موضحا أن ترامب رفض الامتثال لموقف الكونجرس الأمريكي وإنهاء التمثيل العسكري هناك.
وقبل إعلان الاستراتيجية الجديدة، كان هناك توقعات بأن ترامب سيسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، ولكن بعد إعلان مواصلة الحرب هناك، يتوقع مسؤولون أن واشنطن سترسل المزيد من الجنود، والذين قد تصل أعدادهم إلى 4000 جندي.
وذكر الموقع البريطاني أن أوباما أراد إنهاء الحرب الأمريكي في أفغانستان أيضا، وأعلن انتهاء العمليات العسكرية هناك رسميا في نهاية عام 2014، ولم يبقَ سوى بعض المستشارين العسكريين، وقوة تقوم ببعض التدريبات العسكرية، ومجموعة صغيرة من القوات الخاصة التي تكثف جهودها على مكافحة الإرهاب.
وكان من المقرر أن يتم تقليل أعداد الجنود الأمريكيين في أفغانستان بحلول عام 2016.
وساعد تخفيض الوجود العسكري في أفغانستان حركة طالبان، والتي استغلته وحققت مكاسب تزيد عن 40% في عام 2016. ما دفع القوات الأفغانية والأمريكية لشن المزيد من الغارات الجوية، ما أودى بحياة الكثير من المدنيين، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وفي صيف 2016، تغيرت الظروف على الأرض بعد قرار إدارة أوباما بالسماح للطائرات الأمريكية باستهداف معاقل طالبان وغيرهم من المتشددين الآخرين.
وأشار الموقع إلى أن القوات الأفغانية ليست قوية بما يكفي، لردع المتمردين ومقاتلي طالبان، وغيرهم من المتطرفين بدون دعم الولايات المتحدة، بالرغم من إنفاق الولايات المتحدة أكثر من 70 مليار دولار على الحرب في أفغانستان.
ويرى الموقع البريطاني إن الفساد النظامي قد يكون جزءا رئيسيا من المشكلة، إذ أن هناك رواتب تُصرف لأشخاص لا وجود لهم. وقد توصل مكتب التحقيقات الاستقصائي إلى أن بعض القيادات المسؤولة عن الدفاع عن بعض المحافظات مثل هلمند انتهازيين، ويحاولوا الاستفادة من كل الظروف.
وقد أشار ترامب إلى أن الهدف من استمرار النشاط العسكري الأمريكي في أفغانستان، لا يقتصر على رغبتها في القضاء على طالبان فقط، ولكن لوجود حوالي 20 جماعة مسلحة أخرى بالمنطقة، فضلا عن ظهور تنظيم داعش في المنطقة، والذي أعلن وجوده في الأراضي الأفغانية في يناير 2016.
وأظهرت إحصائيات الأمم المتحدة ارتفاعا كبيرا في عدد الضحايا المدنيين في السنوات الأخيرة بأفغانستان، وأشارت تقارير صادرة عن المنظمة إلى أن الجماعات المناهضة للحكومة هي السبب الرئيسي في إصابات المدنيين، كما تسببت العمليات الانتحارية في حدوث 40% من الإصابات والقتلى من بين 5243 من المدنيين في النصف الأول من عام 2017.
فيديو قد يعجبك: