نيويورك تايمز: "كوريا الشمالية" أحد أسباب تجميد المساعدات الأمريكية لمصر
كتبت- هدى الشيمي:
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أمس، الثلاثاء، تجميد جزء من المساعدات السنوية التي تمنحها لمصر، ووصلت قيمتها إلى 96 مليون دولار، وتأخير تسليم 195 مليون دولار آخرين كمساعدات عسكرية، بسبب قلقها من سجل حقوق الإنسان في مصر، والعلاقات المصرية الجيدة مع كوريا الشمالية، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وذكرت الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن العديد من المحللين تفاجئوا من هذا الإجراء، خاصة وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشاد بالسيسي، في اجتماعهما بالبيت الأبيض في أبريل الماضي.
واقتبست الصحيفة الأمريكية ما قاله ترامب خلال الزيارة: "أنا فقط أريد أن أخبر الجميع، إذا كان هناك أن أي شك، إننا ندعم الرئيس السيسي". وتابع قوله: "إنه يقوم بعمل رائع في كل المواقف الصعبة، نحن ندعم مصر والشعب المصري. الولايات المتحدة، صدقوني، ستقدم دعم قوي".
وأوضحت نيويورك تايمز أن مصر تعد أحد أكبر الدولة التي تحصل على مساعدات أمريكية، ولكن وزارة الخارجية الأمريكية، قالت يوم الثلاثاء، تقليص المساعدات لمصر، لعدم تحقيقها أي تقدم في مجال حقوق الإنسان، وبسبب قوانينها الجديدة التي تقيد أنشطة المنظمات غير الحكومية.
وردا على سؤال ما إذا كانت العلاقات المصرية القوية بكوريا الشمالية لها تأثير على قرار تجميد المساعدات الأمريكية، أشار مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن القضايا ذات خلاف مشترك مع القاهرة تمت مناقشتها، دون ذكر أي تفاصيل عما جرى في هذه المحادثات.
وتشير الصحيفة إلى أن السيسي قد أقر قانون الجمعيات الأهلية قبل لقائه بترامب حوالي شهرين تقريبا، موضحة أن التقارب بين كوريا الشمالية ومصر ليس جديدا، وأن العلاقات بين البلدين كانت جيدة منذ سنوات.
وقال روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن قرار إدارة ترامب كان مفاجئ.
وأضاف: "من غير المعتاد أن تتخذ إدارة ترامب إجراءً عقابيا ضد مصر، بعد احتضان الرئيس الأمريكي للسيسي، وإعلانه دعم الحكومة المصرية"، مشيرة إلى أنه لا يتوقع أن تكون التقارير الصادرة عن أوضاع حقوق الإنسان، أو العلاقات مع كوريا الشمالية هي السبب، خاصة وأن هذه العلاقات ليست جديدة.
ولفتت الصحيفة إلى أن أهم أولويات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، هي تشديد العزلة الدبلوماسية والاقتصادية على كوريا الشمالية، وطلب القادة والمسؤولين في كل اجتماع جمعه بأحدهم تقريبا، قطع العلاقات مع بيونجيانج.
يُذكر، أن العلاقات المصرية الكورية الشمالية جيدة منذ عام 1970. وقام طيارون كوريون شماليون بتدريب طيارين مصريين قبل حرب 1973 مع إسرائيل. وقال دانيال ليون، من مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، إن مصر كانت متهمة بتزويد بيونجيانج بصواريخ سكود.
وفي عام 2015، قالت لجنة تابعة للأمم المتحدة إن شركات كورية شمالية تستخدم ميناء بورسعيد المصري في الشحن وتهريب الأسلحة.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى إثارة الإدارات الأمريكية لمسألة التقارب المصري الكوري الشمالية، إلا أنهم لم يحققوا أي نجاح يُذكر.
وتتوقع نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة تحاول الضغط على مصر من أجل قطع علاقاتها المدنية والعسكرية مع كوريا الشمالية.
وترى الصحيفة أن القرار الصادر أمس غير قاسي كما يبدو، فالإدارة الأمريكية ستحتفظ بالمبلغ حتى 30 سبتمبر المقبل، لذلك أمام مصر فرصة للحصول على المبلغ مرة أخرى إذا تحسنت أوضاع حقوق الإنسان.
فيديو قد يعجبك: