صحيفة أمريكية: التاريخ أثبت فشل واشنطن في استخدام ورقة المساعدات الخارجية
كتب - عبدالعظيم قنديل:
أكدت جيسيكا تريسكو، الأكاديمية والناشطة البريطانية، أن الإدارة الأمريكية عادة ما تلوح باستخدام ورقة المساعدات العسكرية لبسط نفوذها على العديد من البلاد حول العالم، ولكن التاريخ أثبت فشل ذلك النهج، خاصة مع البلدان التي لها ثقل استراتيجي مثل مصر وباكستان.
كما انتقدت جيسيكا، في تحليل لها بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قرار حجب المساعدات، مشيرة إلى أنه عادة ما يفشل في تغيير سلوك الحكومات، وذلك لأن أحد الأسباب هو أن واشنطن تعطي معظم معوناتها الخارجية للبلدان ذات الأهمية الاستراتيجية، حيث أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تحتاج إلى هذه البلدان في حل العديد من القضايا، ومن الممكن أن يؤدي الضغط على الدول من خلال المساعدات الخارجية إلى الابتعاد عن الولايات المتحدة.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في كلمة له بمناسبة عرض استراتيجيته الجديدة نحو أفغانستان: "قدمنا لباكستان مليارات ومليارات من الدولارات، وفي الوقت ذاته مازالت تقوم بإيواء الإرهابيين الذين نقاتلهم"، كما اتهم ترامب باكستان بدعم جماعة طالبان الإسلامية المتطرفة وزعزعة استقرار أفغانستان وإفشال المهمة الدولية في هذه البلد.
واستشهدت الناشطة البريطانية بما حدث في الفلبين، حيث اتخذ الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي سياسة قمع المخدرات في بلاده، الأمر الذي أدى إلى سقوط آلاف القتلى، متابعة بقولها: "قامت الولايات المتحدة بقطع ملايين الدولارات من المساعدات الخارجية، وذلك للضغط عليه لتحسين ظروف حقوق الإنسان، إلا أن المعونة لم تعد قادرة على شراء النفوذ السياسي في الفلبين".
على صعيد آخر، نوهت جيسكا إلى أنه قد يكون تأثير المعونة الأمريكية محدود للغاية، مستشهدة بما حدث في المكسيك، حيث تم حجب 5 ملايين دولار من المساعدات من المكسيك بعد إعدام العديد من أفراد العصابات خلال حرب المخدرات الجارية في البلاد، بيد أن ذلك بلغ 15 % من الدعم الأمريكي للشرطة والجيش المكسيكيين، على الرغم من ذلك يواصل الجيش المكسيكي دعم قوات الشرطة المحلية.
وكشفت الأكاديمية البريطانية عن أن قطع المساعدات لا يكون سبب كافي لتغيير الأوضاع، مضيفة أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما علقت نحو 70 مليون دولار، أي ما يقرب من نصف المساعدات الأمريكية للبلاد، وذلك بعد انقلاب عام 2012، وذلك بشرط استعادة الحكم الديموقراطي، ولكن الجيش المالي استمر في السلطة حتى التدخل العسكري الفرنسي في البلاد.
وأردفت الكاتبة أن ذلك كان مفيدًا خلال الحرب الباردة، عندما كان الاتحاد السوفيتي يتنافس بنشاط للتأثير في البلدان النامية، مؤكدة أن قطع المساعدات قد يدفع البلدان التي تحتاجها الولايات المتحدة إلى التحالف مع روسيا والصين والمملكة العربية السعودية، حيث تقدم الولايات المتحدة المساعدات الخارجية كـ"جزرة" لمكافأة الدول التي تتبنى الديمقراطية.
ونصحت جيسكا كل من الكونجرس وإدارة الرئيس ترامب بإعادة النظر في العلاقات القائمة منذ أمد طويل، مثل باكستان ومصر، مشددة على أن المعونة الأمريكية تحتاج إلى إصلاح لكي تخدم مصالح الشعب الأمريكي على نحو أفضل بدلاً من دعم البلدان التي تهدد الأمن القومي الأمريكي.
وكانت أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء الماضي، تجميد جزء من المساعدات السنوية التي تمنحها لمصر، ووصلت قيمتها إلى 96 مليون دولار، وتأخير تسليم 195 مليون دولار آخرين كمساعدات عسكرية، بسبب قلقها من سجل حقوق الإنسان في مصر.
فيديو قد يعجبك: