إعلان

السفير الإماراتي بواشنطن: "تميم" لا يملك القرار لحل أزمة مقاطعة قطر

11:22 م الإثنين 28 أغسطس 2017

السفير الاماراتي لدي واشنطن

كتب - عبدالعظيم قنديل:
صرح السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة، اليوم الاثنين، أن القيادة القطرية ليست جادة في الجلوس والتفاوض حول كيفية حل الأزمة الخليجية بعد ثلاثة أشهر من اندلاعها، مشيرًا إلى أن المقاطعة الحالية جاءت بعد نقض الدوحة لاتفاق 2014، لاسيما وأن مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تشبه مطالب دول مجلس التعاون الخليجي في اتفاق أغسطس 2014- على حد قوله.

وفي عام 2014، كانت قد قامت كل من السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفراءها من قطر احتجاجًا على ما وصفته بتدخل قطر في شؤونها الداخلية، ولكن نجحت جهود الوساطة الكويتية ، في أغسطس 2014، في عقد اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون في مدينة جدة، لتعلن عن إيجاد حلول للأزمة الموجودة وإمكانية لعودة سفراء الدول الثلاث إلى الدوحة.

وأكد العتيبة، في تصريحات لمجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، أن الحياة لم تتأثر في قطر نتيجة المقاطعة، قائلًا: "لا أحد يجوع أو يموت في قطر، جميع مطارات وموانئ وفنادق الدوحة مفتوحة، الناس تعيش بشكل طبيعي، لكن كل ما فعلناه أن طائراتنا لا تدخل المجال الجوي القطري وكذلك سفننا".

وأشار العتيبة إلى أن قطر مستعدة لتحمل تبعات قرار قطع العلاقات وغلق المجال الجوي والبحري، لافتاً إلى التقرير الذي نشرته وكالة "بلومبرج"، الذي نقل عن اقتصاديين قولهم إن قطر استوعبت الصدمة الاقتصادية الناجمة عن الأزمة الخليجية"، مؤكدة أن معدل نموها الاقتصادي في العام المقبل، من المتوقع أن يكون الأعلى بين دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك يرجع إلى وديعة الغاز التي اتفقت عليها مع إيران.

يشار إلى أن كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين أعلنت، في مطلع يونيو الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، بعد أن اتهمت الدول الأربع قطر بدعم الإرهاب والتدخل في شئون الدول الداخلية واستهداف أمن واستقرار المنطقة.

وقدمت الدول الأربع قائمة بـ 13 مطلبا للدوحة، لكن الحكومة القطرية لم تسجل أي رد إيجابي على هذ المطالب.

كما أشار الدبلوماسي الإماراتي إلى أن الدوحة تعتبر ثاني أكبر مضيف للعناصر الإرهابية في العالم بعد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من بينهم 59 شخصا حددتهم دول المقاطعة من المدرجين في القوائم الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة، مضيفًا: "انهم ليسوا في السجن، انهم ليسوا تحت الإقامة الجبرية، انهم يتحركون بحرية لجمع الأموال لجبهة النصرة والقاعدة والميليشيات الليبية".

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، صنفت أفرادا وكيانات ترعاها قطر على قوائم الإرهاب المحظورة في بيان مشترك أصدرته تلك الدول، في مطلع يونيو الماضي، وضمت القوائم 12 مؤسسة و59 فردا منهم شخصيات مطلوبة دوليا.

وألمح العتيبة إلى أن قرار المقاطعة لا يهدف إلى عزل أو تهميش قطر، ولكنه لحماية بلداننا من قطر، متابعًا قوله: "أرى أن الأمير تميم لا يملك القرار بشكل مطلق، وأن والديه مازال لهما الكلمة والقرار في قطر".

وفي رده حول تسريبات رسائل بريده الإلكتروني، أوضح السفير الإماراتي أن صحيفة " نيويورك تايمز" تجاهلت النصف الآخر من قصة رغبة أبوظبي استضافة سفارة "طالبان" بدلاً من الدوحة، منوهًا إلى أن بلاده وضعت شروط مسبقة على طالبان، والتي كان أهمها أن تتوقف عن استخدام السلاح والقبول بالدستور الأفغاني، كما أفصح العتيبة أن قطر لاتضع شروطًا على أحد.

جدير بالذكر، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في الأسابيع الماضية، أن السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة تلقّى "مكالمة هاتفية غاضبة" من وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، يشتكي فيها من أنّ مكتب "طالبان" سيفتتح في قطر وليس في الإمارات، وفقاً لرسائل مسربة من البريد الإلكتروني للسفير.

ووفقًا لـ "ذا أتلانتيك"؛ توقع الدبلوماسي الإماراتي أن تطول المقاطعة العربية ضد الدوحة إذا لم تغير القيادة القطرية من سلوكها، لافتًا إلى أن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران وقطر يمثل دليل قوي على موقف دول المقاطعة والتعنت القطري للتجاوب مع مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، حيث قال عتيبة: "إذا أعطوا الأولوية لعلاقتهم مع إيران، وعلاقتهم مع حماس، وعلاقتهم بالميليشيات الإسلامية في ليبيا وسوريا، فإننا نتمنى لهم حظًا سعيدًا".

واتهم الدبلوماسي الإماراتي قناة "الجزيرة" القطرية ببث محتوى تحريضي، معتبرًا أن اغلاقها هو مطلب واحد من ١٣ طلبا اغلبها يتعلق بالأمن والتدخل بشؤون الدول الأخرى، في الوقت نفسه، أشار عتيبة إلى أن مصر والسعودية هما الدولتان الأكثر أهمية في المنطقة، وذلك بسبب ما يعنياه للإسلام من خلال الأزهر الشريف ومكة والمدينة المنورة.

أوضح عتيبة أن البلدان العربية تواجه تهديدين رئيسيين، هما الأطماع الإيرانية والجماعات المتطرفة، لافتًا إلى أن دعم إيران للميليشيات المتفرقة في المنطقة يزعزع استقرار الشرق الأوسط، في المقابل، يرى السفير الإماراتي أن هناك العديد من الفصائل السنية التي تختبئ وراء الدين للحصول على المزيد من السلطة، مثل الإخوان المسلمين في مصر وحركة حماس في فلسطين.

وفي إشارة إلى موقف الإدارة الأمريكية، أضاف عتيبة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يأخذ مواقف أكثر جدية من سلفه باراك أوباما تجاه قضايا المنطقة، مشيرًا إلى أن اتفاق الرؤية الأمريكية والعربية حول اعتبار إيران جزء من مشاكل الشرق الأوسط.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان