هآرتس: نهاية نتنياهو السياسية قريبة

كتبت- هدى الشيمي:

ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقطع فيديو على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، ورسم على وجهه ابتسامة عريضة، وحاول إظهار وجهه طبيعيا بوضع كمية كبيرة من مساحيق تجميل، والتي لم تخفِ انتفاخ عينيه، الذي أصابه ربما لقلة النوم، وأكد لمواطني إسرائيل أنه لن يصغى إلى الضوضاء التي تجري في الخلفية، وسيستمر في العمل من أجلهم.

هكذا استهلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تحليلها لحالة رئيس الوزراء اثر فضائح الفساد التي تلاحقه وضيقت عليه الخناق مؤخرا. قالت الصحيفة إن نتنياهو والجميع يعلمون أن هذه الضوضاء باقية، وإنه يواجه طريقًا طويلًا محفوفًا بالمشاكل والمخاطر، مثل سلفه إيهود أولمرت.

وأضافت أن نتنياهو قد يمر بظروف أسوأ من التي واجهها أولمرت، خاصة بعد موافقة آري هارو، المدير السابق لمكتبه ويده اليمنى وأمين أسراره لحوالي عشرة أعوام، على الإدلاء بأقواله بموجب اتفاق تسوية يتعلق باتهامات الفساد.

وترى "هآرتس" أن الأحداث التي تقع في إسرائيل، وأصابع الاتهام التي تشير إلى نتنياهو، تترك الجميع أمام ثلاثة افتراضات:

أولا: أنه شخص ذكي قد يتعلم من تجارب الآخرين، وأنه سيستفيد مما حدث مع أولمرت وسينجو بفعلته.

ثانيا: نتنياهو جبان، وتم استجوابه وملاحقته قضائيا بعد فترة ولايته الأولى، لذلك كان ينبغي أن يأخذ حذره.

ثالثا: نتنياهو ليس فاسدا، ولكنه متسلط، ويحب أن يعيش على حساب الآخرين، ولكنه يعرف حدوده.

وقالت الصحيفة إن قضايا الفساد التي تورط فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي، تؤكد أنه لم يتعلم أي شيء من تجارب الآخرين، وأنه سيموت سياسيا قريبا.

يُشار إلى أن نتنياهو متورط في قضيتين فساد، الأولى تتعلق بهدايا قدّمها رجال أعمال له ولأسرته، والثانية تتعلق بإجرائه محادثات مع ناشر إسرائيلي. وبحسب وثيقة قضائية إسرائيلية، فإن القضيتين تتعلقان بالاشتباه بارتكاب جنايات الرشوة والاحتيال وخيانة الثقة.

وذكرت هآرتس أن نتنياهو تعامل بحماقة ولا مبالاة مع الاتهامات الموجهة له، بينما كان يخسر كل شيء، وتنفلت الأمور من بين يديه.

وقالت إن تصرفاته الهوجاء وأسلوبه الملتوي للبقاء في السلطة سيقوده إلى نهاية واحدة وهي انتهاء مشواره السياسي، مشيرة إلى أن حالة الإثارة التي انتشرت في إسرائيل، والتوقعات بأن نتنياهو سيقدم استقالته في أقرب وقت ممكن، سابقة لأوانها.

وقالت إن وضع نتنياهو في إسرائيل ازداد سوءً، وإن سلطته ستضعف على الحكومة وأعضاء الكنيست.