إعلان

صحف الخليج: معضلة الدول الأربع في "كذب ومراوغة" قطر

12:15 م الأحد 10 سبتمبر 2017

 

كتبت- رنا أسامة:

أكّدت صحف الخليج، في أعدادها الصادرة الأحد، أن مُعضلة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب تكمُن في مِصداقية قطر التي تنتهج "سياسة الكذب والمراوغة". واعتبرت أن الوساطة الكويتية لحل الأزمة وصلت إلى محطتها الأخيرة دون تقدّم.

وأشارت إلى أن تصريحات وزير الخارجية القطري التي أعلن فيها رفض بلاده المطالب الـ13 كأرضية للحوار، تعكس أن هناك خيار رسمي في الدوحة لإفشال كل الوساطات وإغلاق باب الحل السياسي،. وقالت في الوقت نفسه إن الاتصال الذي جرى بين ولي العهد السعودي وأمير قطر بمثابة إشارة على "تراجع التوتر"، رغم تضارب الروايتين السعودية والقطرية.

"من يضمن قطر؟"

كتب عبدالرجمن الراشد على صحيفة "الشرق الأوسط": "معضلة الدول الأربع العربية، التي قررت التصدي لقطر، ليس في إجبارها على تلبية مطالبها الثلاثة عشر، بل في مصداقية قطر، في ضمان ما تقوله، وتوقع عليه، وتتعهد به". وتابع قائلًا إن "نقض العهود، والتحايل عليها، هي سياسة حكومة الدوحة، تعتبرها ذكاء للتخلص من الضغوط والتهرب من المواجهة المباشرة".

وأضاف مُستنكرًا: "كيف يمكن أن تثق بنظام يجمع كل هذه المتناقضات على أرضه؟ تستضيف القاعدة الأمريكية، والإخوان المسلمين، والجماعات السلفية المتطرفة، ومكتبا إسرائيليا، وقيادات تنظيمات عراقية وفلسطينية متطرفة. تدعو من محطاتها الإعلامية الرسمية للجهاد ضد الأمريكيين في العراق وأفغانستان، وفِي الوقت نفسه تنطلق الطائرات الأمريكية من أراضيها لقتال الذين يصغون لدعوات الجهاد".

وأنهى مقاله بالقول: "نظام يرعى مثل هذا الكوكتيل والتناقض، من الطبيعي أن يعتمد الاحتيال سياسة، ويوقع العهود وينكثها. ومن الطبيعي جدا ألا يثق به أحد، وهذا هو التحدي المقبل".

"وساطة أمريكية"

وتحت عنوان "أحيانا... (وساطة أمريكية)"، قال عبدالعزيز السويد: "يمكن القول إن الوساطة الكويتية في الأزمة القطرية وصلت إلى محطتها الأخيرة من دون تحقيق نجاح في إنهائها، استنادًا إلى تصريحات الشيخ صباح الأحمد في مؤتمره الصحفي مع الرئيس الأمريكي، ومع بيان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب الذي أشار إلى تقديرها لدور الكويت مع أسف على ذكر أميرها عن نجاح الكويت في تجنب خيار عسكري (لم يكن مطروحًا بأي حال)".

وأشار في مقاله، بصحيفة "الحياة" اللندنية إلى أن واشنطن عرضت الوساطة في الأزمة القطرية، وهي الأكثر علمًا بخفايا الدولة العميقة في قطر، قائلًا إن "بذور المشروع القطري نثرت في عهد بوش الابن، وازدهرت في عهد أوباما، ولم تكن واشنطن بعيدة عنه، بل إن كل ما تم كان تحت أنظارها، وهي تعلن محاربة الإرهاب وتمويله منذ أمد بعيد". مُضيفًا " والسؤال هو هل لواشنطن مصلحة في إنهاء الأزمة القطرية الخليج عربية، أم أن الإبقاء عليها متأججة يحقق لها مصالح أكبر وأطول أمدا؟ وهل يتطابق هذا مع مصالح الدول الأربع أم لا؟".

واختتم مقاله بالتأكيد على أنه "قبل الإجابة على هذا السؤال ينبغي الأخذ في الاعتبار ماذا فعلت واشنطن (وليس ما قالت) في العراق وسوريا؟".

"كذب الدوحة"

علّقت صحيفة "الخليج" على تحريف وكالة الأنباء القطرية مضمون الاتصال الذي جرى بين أمير قطر وولي العهد السعودي، قائلة "سقطت ورقة أخرى عن (تنظيم الحمدين) ليكتشف العالم سياسة الكذب والتضليل التي يعتمدها، وأثبت تحريفه الجديد ما كان ينفيه دائما". مُشيرة إلى أن هذا الأمر لم يكن مفاجئًا بالنسبة للمراقبين، بالنظر إلى السياسة القطرية المتبعة منذ أكثر من عقدين.

وتابعت: "قطر تسير إلى المجهول ولا زالت تغامر بمصلحة شعبها العربي الخليجي، ولم تدع القيادة القطرية مجالًا للحكمة نظرًا لافتقارها لأبسط مفاهيم الدبلوماسية ومبادئ العلاقات الدولية". واعتبرت أن هذه السقطة واحدة من سقطات كثيرة وقع فيها النظام القطري، ليتبين أنه نظام لا مصداقية له، ولا يمكن التوصل معه إلى تفاهم، فضلًا عن إنهاء دعمه المستمر للإرهاب.

"تراجع التوتر"

أما صحيفة "الرأي" الكويتية فأبرزت الروايتين السعودية والقطرية حول اتصال الشيخ تميم بن حمد بالأمير محمد بن سلمان. وقالت إنه بالرغم من تضارب الروايتين إلا أن الاتصال بين أمير قطر وولي العهد السعودي إشارة في حد ذاته على "تراجع التوتر". واعتبرت، نقلًا عن محللين، أن وقوع الاتصال وتقديم العرض لإجراء حوار "إجراء مهم في حذ ذاته"، و"إشارة بالعودة من شفير الهاوية".

"إفشال خطة قطر"

أما "أخبار الخليج" البحرينية فقالت إن كشف البيت الأبيض فحوى الاتصال بين ترامب والشيخ تميم أفشل حملة إعلامية بدأتها الدوحة للإيهام بأن الرئيس الأمريكي أطلع أمير قطر على فحوى لقائه بأمير الكويت، وأنه عرض وساطة أمريكية لحل الأزمة مع الرباعي، ما يعني إنجاح خطة الدوحة في ربح الوقت.

وأشارت إلى تأكيد مصادر خليجية مطلعة، أن تصريحات لوزير الخارجية القطري الذي استفاد من غموض في تصريحات أمير الكويت ليعلن رفض بلاده المطالب الثلاثة عشر كأرضية للحوار، تعكس "خيارًا رسميًا في الدوحة يعمل على إفشال كل الوساطات، وإغلاق باب الحل السياسي".

ولفتت إلى أن الدوحة ذاتها تشعر بأن الفرص أمامها قد ضاقت، وأن دبلوماسيتها لم تقدر على اختراق، ولو محدود، للمقاطعة المفروضة عليها.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان