بعيدا عن ميانمار وبنجلاديش .. الروهينجا في باكستان يعيشون ظروفا قاسية
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن مئات الآلاف من مسلمي أقلية الروهينجا في ميانمار (بورما) يتعرضون للهجوم على أيدي قوات الأمن مرة أخرى، وتتواصل أعداد الوفيات في الازدياد يوما بعد يوم.
وأشارت الصحيفة، على موقعها الإلكتروني، إلى أن الروهينجا الموجودين خارج ميانمار، يعيشون الآن في بنجلاديش، وباكستان، ولدى كل شخص منهم فرد أو ربما عائلة هناك يتعرضون للعنف، والاضطهاد.
وذكرت أن خروج الروهينجا من أراضيهم سجّل أعلى معدلاته، منذ نزوحهم من بورما في السبعينات والثمانينات، حيث انتقلت أعداد كبيرة إلى مدينة كراتشي الباكستانية.
وتسيطر على الروهينجا في كراتشي حالة من الغضب الشديد، لأن الحكومة الباكستانية لم تفعل أي شيء للتصدي لأعمال العنف التي تحدث هناك، وإيقاف عمليات القتل، التي وصفتها الأمم المتحدة بـ"التطهير العرقي".
تقول نور حسين الأركاني، والتي تترأس جمعية خيرية لمساعدة الروهينجا في باكستان، إن الحكومة الباكستانية عليها أن تفعل المزيد، مثل إرسال المزيد من المساعدات والطعام، أو حتى قطع العلاقات مع بورما.
وتتابع: "نحتاج إلى المزيد من الضغط العالمي لكي ننهي العنف الذي يحدث هناك، لأن إصدار بيان لإدانة ما يحدث غير كافي".
بحسب الصحيفة الأمريكية، فإن باكستان واحدة من بين أوائل الدول التي أدانت الحكومة الباكستانية على اضطهاد الروهينجا، وهجوم القوات على المواطنين الذين يعيشون في منطقة راخين الشهر الماضي، بعد هجوم مجموعة من المدافعين عن حقوق الأقلية الإسلامية على أفراد من قوات الأمن.
ورغم اهتمام الساسة والمسؤولين في المجتمع المدني بما يواجهه الروهينجا في بورما، وتنديدهم الدائم بالمعاملة السيئة التي يتلقونها من الأغلبية البوذية، تشير الصحيفة إلى أن الآلاف من المهاجرين الروهينجا ما زالوا يعيشون حالة من اليأس والإحباط.
يعيش حوالي 100 ألف من الروهينجا في أحياء أركان آباد الفقيرة، إلا أن منازلهم مكونة من جدران مُتهالكة، ولا يوجد فيها نوافذ أو أبواب، وأسقفها غير ثابتة.
يعمل أغلب الرجال هناك في الصيد، بينما تعمل أعداد صغيرة في صناعة السجاد اليدوي، أو يعملون في مصانع الملابس، كما ينتشر سوء التغذية والإسهال بين الأطفال، ولا يستطيع الطلاب الوصول إلى المدارس، وعوضا عن ذلك يقضون أيامهم أمام تلال القمامة المنتشرة حول منازلهم.
وبحسب العائلات التي تعيش هناك، أحيانا تتشارك 30 عائلة في صنبور مياه واحد، وأحيانا تنقطع المياه لأكثر من أربع ساعات في اليوم الواحد.
وتخلو مناطق الروهينجا في باكستان من المستشفيات، وتحدثت تقريبا ستة أو خمسة سيدات عن وفاة قريباتهن خلال إنجابهن لأطفالهن، نظرا لعدم وجود أي إمكانيات طبية، ورفض المستشفيات الحكومية استقبالهن.
ومع هذا، أكثر ما يشكو منه الروهينجا هناك هو اعتداء قوات الأمن والشرطة عليهم باستمرار، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على تجديد أوراقهم الرسمية.
وفي بعض الأحياء، يمنع رجال الشرطة الروهينجا من الصيد، ومن بينهم محمد يونس، صياد في العقد الثالث من عمره، والذي يقول إن لم يعمل منذ حوالي ستة أشهر، وتقلص راتبه من 600 دولار إلى أقل من 60 دولار، فتدهورت أوضاعه إلى درجة كبيرة.
ويقول: "سوف نموت، نحن محتجزين هنا ولا نستطيع مزاولة أي مهنة لكسب قوت يومنا".
وفقا للاجئي الروهينجا في باكستان، فإن من تعتقله الشرطة لعدم امتلاكه لأوراق رسمية، يصبح مضطرا لدفع غرامة كبيرة، أو دفع رشوة إلى الضباط.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن أغلب الروهينجا الذين يعيشون هناك لا يستطيعون الإعلان عن أصولهم الحقيقية، تجنبا للاضطهاد والاعتقال، وحتى يتقبلهم المجتمع الباكستاني بشكل طبيعي.
ورغم أنهم لا يملكون ولا يحصلون على الكثير، تقول الصحيفة إن الروهينجا في باكستان يحاولون مساعدة أهلهم في بورما.
فيديو قد يعجبك: