"فورين بوليسي": روسيا توفر دعم قوي للمشير حفتر عن طريق مصر
كتب - عبدالعظيم قنديل:
نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، اليوم الخميس، تقريرًا أكدت فيه أن روسيا تسعى لفرض كلمتها على الساحة الليبية، حيث أشارت المجلة الأمريكية أن الكرملين يحاول إثبات واحدة من المقولات التي أخبرت بها العالم ومواطنيها في السنوات الأخيرة: "أن ما يمكن أن تفشل فيه الولايات المتحدة، يمكن لروسيا إصلاحه".
كما أشار التقرير إلى أن موسكو تتطلع إلى توفير دعم قوي للمشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة الليبية، واستغلال حفتر ليكون نقطة انطلاق في توسيع نفوذ روسيا بالمغرب العربي، لافتًا إلى أن المشاركة المتزايدة لروسيا في الفوضى داخل ليبيا أصبحت تمثل مصدر قلق لواشنطن.
وفي أعقاب التدخل العسكري الروسي في سوريا، يبدو أن الكرملين يريد تكرار سيناريو الرئيس السوري بشار الأسد في ليبيا عبر المشير خليفة حفتر، الذي تأمل روسيا أن يكون "رجل روسيا القوي" في الشرق الأوسط، لاسيما وأن الجنرال الليبي يضع نفسه كحصن ضد التطرف والارهاب في ليبيا، حيث لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية نشطًا في المشهد الليبي، وذلك حسبما ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
وألمح التقرير إلى أن الخيار العسكري في ليبيا، على غرار سوريا، ليس مطروحًا على طاولة القيادة الروسية، مرجحًا أن يكون تنامي الدور الروسي خارج نطاق التعاون مع المجتمع الدولي، حيث سيكون لتحقيق مكاسب موسكو في تعزيز نفوذها الدولي على حساب الغرب.
ووفقًا للمجلة الأمريكية، استثمرت روسيا في حفتر، حيث طبعت موسكو حوالي 3 مليارات دولار بالدينار الليبي بالنيابة عن مصرف ليبيا المركزي، كما أرسلت فنيين روس للمساعدة في تجديد وتطوير القدرات العسكرية للجيش الليبي، الذي يعتمد على الأسلحة السوفيتية، علاوة على الاستقبال الحار الذي تلقاه حفتر في روسيا، فضلًا عن ترتيب اجتماعات مع كبار الوزراء ومسئولي الأمن بمن فيهم وزير الخارجية سيرجى لافروف ووزير الدفاع سيرجى شويجو ووزير مجلس الامن نيكولاى باتروشيف.
وأًضاف التقرير أن روسيا لا تقوم بتسليح قوات حفتر بشكل مباشر، لكنه من المحتمل أنها ترسل أسلحة عبر مصر، وهي جارة مؤيدة لحفتر، لافتًا إلى أنه على الرغم من شراكتها مع حفتر، تواصل روسيا تأييدها رسميا لجهود الوصول إلى تسوية سياسية في ليبيا.
كما قالت المجلة الأمريكية إنه من المرجح أن تجد روسيا بعض الدعم الدولي في الخارج لجهودها لصنع السلام، بما أن سياستها تتفق مع سياسات مصر والإمارات العربية المتحدة، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي يعاني من تدفق المهاجرين عبر الشواطئ الليبية، لذلك هناك أدلة تشير إلى أن استراتيجية موسكو هي وضع نفسها كوسيط بين الشركاء المتنافسين الليبيين بدلا من إقحام نفسها كـ "مهندس النصر الكامل" لحفتر.
وبحسب التقرير، تتوقع روسيا الحصول على ثلاثة مكاسب رئيسة من دعمها لحفتر، وهي كالتالي:
أولا: تأمل موسكو أن تستفيد من قوة سياسية كافية لإعطاء روسيا مكانة رائعة في إجراء صفقات اقتصادية، مما يعوض الخسائر المالية التي تكبدتها بسبب سقوط معمر القذافي، حيث يسعى الكرملين في تجديد عقود الطاقة المبرمة في عهد القذافي.
ثانيًا: يتطلع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى زياده تواجده العسكري في مياه البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من الشواطئ الأوروبية، حيث ستكون عقبة قوية أمام الغرب للحد من الأطماع الروسية، لاسيما مع ظهور تقارير، في عام 2008، عن مساعي روسية لإنشاء قاعدة عسكرية في مدينة بنغازي الليبية.
ثالثًا: تسعى روسيا إلى تحقيق مكاسب سياسية تتمثل في القدرة على تسوية الأزمات الإقليمية، ولتحقيق هذه الغاية، ستكون مقامرة هائلة إذا اعتمدت روسيا حصرًا على حفتر، الذي لا تزال قدرته على توطيد سيطرته على البلاد كلها موضع شك، خاصة وأن حفتر ليس لديه نفس المزايا التي يتمتع بها الرئيس السوري بشار الأسد، لذلك، اعتمدت روسيا استراتيجية للتحوط على رهاناتها.
فيديو قد يعجبك: