"فورين آفيرز": أنقرة تأمل أن تغض روسيا وإيران الطرف عن ضمها أراضي سورية
كتب - عبدالعظيم قنديل:
أشارت مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية، اليوم السبت، إلى أن تحول سياسة تركيا إلى التخلي عن تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد استقبال أنقرة رئيس الأركان العامة الإيرانية محمد باقري، في منتصف الشهر الماضي، إضافة إلى استعدادها لاستضافة رئيس القوات المسلحة الروسية فاليري جيراسيموف لمناقشة الأمن الإقليمي.
من ناحية أخرى، رجح التقرير أن تمتلك تركيا نوايا لضم مدينة "عفرين"، وهي إحدى مدن محافظة حلب السورية، حيث تأمل أنقرة في أن تغض كل من روسيا وإيران الطرف عن الغزو التركي، متوقعًا أن تكون آمال أنقرة في غير محلها، لاسيما وأن موسكو تعتبر الأكراد ورقة مهمة للعب بها ضد كل من أنقرة وواشنطن، ومن غير المرجح أن يسمح الكرملين بتوغل عسكري تركي في عفرين.
كما ذكرت المجلة الأمريكية أن الآمال ارتفعت في تركيا ببداية حقبة جديدة في العلاقة بين البلدين، بعد انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولذلك تبنى الرئيس التركي موقفا قويا مناهضا لإيران في محاولة لجذب الرئيس الأمريكي الجديد وإظهار استعداد أنقرة للمساعدة في احتواء القوة الإيرانية في الشرق الأوسط الأوسع، ولكن في سوريا تحديدًا.
في المقابل، كانت تأمل تركيا في أن تقلل الولايات المتحدة من دعمها للميليشيات الكردية السورية، وهي وحدات حماية الشعب، والتي تعتبرها أنقرة تهديدًا وجودياً لمستقبل الجمهورية التركية، حيث أنها تعتبر من فصائل حزب العمال الكردستاني، وهي منظمة مسلحة من الأكراد الأتراك الذين حاربوا أنقرة منذ عقود.
ووفقًا للتقرير، فإن انقسام أنقرة وواشنطن حول أكراد سوريا شكل أكبر تهديد لتحالفهما، غير أن آمال أنقرة كانت متوقفة عندما قررت إدارة ترامب مضاعفة دعمها العسكري لوحدات حماية الشعب، ولكن بالنسبة لواشنطن، فوحدات حماية الشعب هي القوة المقاتلة الوحيدة التي ينظر إليها على أنها الخيار الأفضل لتوفير القوة البرية من أجل القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن أنقرة ترغب في صياغة استراتيجية مشتركة معادية للأكراد في العراق وسوريا، مما دفعها للتقارب مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن المحرك الرئيسي لتقارب تركيا مع روسيا وإيران هو خوفهم من المزيد من التقدم الكردي في سوريا.
وبحسب المجلة الأمريكية، تخشى كل من تركيا وإيران أن تؤدي حرية الأكراد العراقيين إلى مطالب مماثلة بين الأكراد، الأمر الذي قد يقود إلى موجة انفصال مزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأضاف التقرير أن تحول استراتيجية أنقرة في الشرق الأوسط يواجه عدة تحديات، والتي هي كالآتي:
أولًا: هناك انعدام ثقة عميق الجذور بين تركيا وإيران، لاسيما وأن الطرفان يتنافسان على بسط نفوذها في المنطقة، علاوة على أن ذلك التقارب يستدعي تغيير كامل لسياسة أنقرة الإقليمية. وهذا يعني تعريض نفسها لمزيد من الاحتكاك مع السعودية ودول الخليج الأخرى المعارضة لإيران والتخلي عن سياستها الرامية إلى كبح نفوذ إيران في العراق.
ثانيًا: توجهات أنقرة ستخلق أزمة ثقة مع حلفائها داخل المعارضة السورية، مما يقلل من نفوذ أنقرة عليها، وبدون هذا النفوذ، من الصعب على تركيا أن تضع حدا لاتفاقها وتضغط على المعارضة للانسحاب من الأراضي الواقعة تحت سيطرتها.
فيديو قد يعجبك: