لماذا لا يملك الأكراد دولة حتى الآن؟
كتب - علاء المطيري:
يمثل الأكراد أكبر مجموعة بشرية من عرق واحد تعيش حياة منقسمة بين 4 دول هي العراق وإيران وتركيا وسوريا. فلماذا لا يملكون دولة حتى الآن. هذا السؤال طرحه موقع "جلوبال ريسيرش الكندي في تقرير نشره الأحد.
يقول الموقع إن عدم امتلاك الأكراد لدولة مستقلة يسمح للقوى الغربية باستخدام هذا الأمر كأداة لزرع الإنقسام وزعزعة استقرار المنطقة وغزو سوريا والعراق لتأمين مصالح القوى الاستعمارية النفطية في المنقطة.
وبحسب الموقع فإن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب تستخدم عناصر من الأكراد في سوريا ضد النظام السوري ودول أخرى، لكن الأكراد يرفضون هذا التفسير ويرفضون القول بأنهم آداة يحركها البعض ليخدم مصالحه.
ولفت الموقع إلى قول صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا: "إن أسلوب تفكير الأكراد يعتمد على مستوى التعليم والتنظيم الذي يتمتعون به"، مضيفا أنهم "يدافعون عن قيمهم الأخلاقية والفكرية ولا يمكن لأحد أن يستخدمهم".
ونوه الموقع إلى اتفاقية "سايكس بيكو" التي أبرمتها بريطانيا وفرنسا بموافقة الإمبراطور الروسي والتي رسمت حدود سوريا والعراق والأردن بصورة تضمن لها الاحتفاظ بالنفوذ في المنطقة، دون أن تشمل الأكراد الذين يقول الموقع أنهم حصلوا على وعد لم يكتمل بدولة في حينها.
الأكراد وتركيا الحديثة
ومنذ بداية القرن العشرين فقد الأكراد فرصة إنشاء دولة منذ إعلان الجمهورية التركية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك، لكن أكراد العراق كانوا الأوفر حظًا في التحرك في إتجاه إنشاء دولة لما يتمتعون به من حقوق توفر لهم الحماية.
وكانت معاهدة "سيفر" عام 1920 بين تركيا ودول الحلفاء عقب الحرب العالمية الثانية تمثل أملا في حصول الأكراد على دولتهم لأنها كانت تتضمن تنازل الدول العثمانية عن الأراضي التي يسكنها غير الناطقين بالتركية.
لكن الاتفاقية لم يتم تنفيذها وأعقبتها اتفاقية "لوزان" التي انتهت إلى رسم الحدود بين العراق وتركيا.
وتسببت الحدود القائمة بين مناطق تواجد الأكراد في الدول الأربع (سوريا والعراق وتركيا وإيران) في الحيلولة دون تمكن الأكراد من اتخاذ موقف موحد يمكنهم من تكوين دولة مستقلة.
ولفت الموقع إلى أن أماكن تواجد الأكراد جديرة بالملاحظة بداية من أماكن تواجدهم في المناطق الغنية بالنفط في العراق، وفي محافظة الحسكة السورية التي يزعمون أنها مقاطعات تابعة لهم في سوريا.
رواية الأكراد
وقال الموقع إن محاولة الأكراد الحصول على دولة ذات سيادة ربما تعيد رسم جغرافيا المنطقة، مشيرًا إلى أنه بينما استطاع الأكراد الذين هاجروا إلى عواصم الدول الأربع أن يندموجوا مع شعوبها فإن الأكراد الباقين في مناطقهم مازالو أكثر تمسكًا بهويتهم وغريزتهم القومية.
ويصل عدد الأكراد إلى 30 مليون شخص في الدول الأربع؛ فضلا عن مليونين اخرين في دول الشتات، يتواجد الجزء الأكبر منهم في أوروبا وخاصة ألمانيا التي يوجد بها أكثر من مليون كردي.
ولفت الموقع إلى أن الأكراد يحاولون كتابة تاريخهم زاعمين أن أرضهم تعرضت للغزو على مر التاريخ بداية من الفرس إلى الرومان والعرب المسلمين في القرن السابع عشر، مرورًا بالسلاجقة والمغول ووصولاً إلى العثمانيين في القرن السادس عشر وانتهاء بالولايات المتحدة الأمريكية التي احتلتهم عام 2003 بعد حرب العراق.
فيديو قد يعجبك: