صحف الخليج: "مسرحية" عودة تميم تعكس ارتباك القصر الأميري في قطر
كتبت - رنا أسامة:
وصفت صحف الخليج في أعدادها الصادرة اليوم، الإثنين، مراسم عودة تميم بن حمد آل ثاني إلى الدوحة قادمًا من جولته الأوروبية، بـ"المسرحية" التي تكشف ارتباك القصر الأميري في قطر، مُشيرة إلى أن تميم واجه إخفاقًا كبيرًا في نيويورك بعد فشله في عقد لقاءات مهمة وواسعة مع قادة العالم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما يُعمّق عُزلة "تنظيم الحمدين" السياسية.
وأكّدت الصحف أن قطر تعيش أعلى حالات ما وصفته بـ"الهلوسة السياسية" في الوقت الذي تواصل فيه الدوحة نفيها الاتهامات الموجّهة إليهات إليها بدعم وتمويل الإرهاب والتدخّل في الشؤون الداخلية للدول، بينما يعتقد مسؤولوها بأن قطر بكل بما فعلته طوال السنوات الماضية إنما كانت تقوم بدور إقليمي وعالمي عظيم.
"مسرحية موكب تميم"
تحدّثت صحيفة "عُكاظ" عن مراسم استقبال عودة تميم بن حمد آل ثاني إلى الدوحة، الأحد، والتي نقلتها وسائل إعلام بلاده الرسمية، وكتبت تقول "يبدو أن الارتباك أضحى سيد الموقف في القصر الأميري بقطر، إذ جال موكب أميرها شوارع العاصمة القطرية مع وسائل إعلامه المحلية في رسالة تبدو موجّهة للداخل"، مُشيرة إلى أن جولة تميم أثارت انتقادات واسعة بين رواد التواضل الاجتماعي، إذ اعتبروا أن "حرسه الشخصي فاق عدد من حضر لمشاهدة موكبه".
وأضافت الصحيفة، في تقرير بعنوان (مسرحية "موكب تميم".. زحام الحرس والسيارات المُصفّحة!)، أن تميم لم يخرج في رحلته إلى نيويورك بنتائج تُذكر، حتى أن مراقبين رأوا في اللقاءات "مزيدًا من الإحباط" في خانة المسؤول القطري الذي يحمل تبعات "مراهقة" حكومة والده الانقلابية، التي خاضت مغامرات غير محسوبة منذ منتصف 1995، بحسب قولها.
"عُزلة سياسية نفسية"
أما "البيان" الإماراتية فأكّدت أن تنظيم الحمدين يُعمّق عزلته السياسية في نيويورك، ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن أمير قطر واجه إخفاقًا كبيرًا في نيويورك إثر فشله في عقد لقاءات مهمة وواسعة مع قادة العالم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت الصحيفة "رغم أنه من العادة أن يغادر رئيس الدولة نيويورك بعد إلقاء خطاب الجمعية العمومية، بيوم أو بيومين، إلا أن تميم ذهب إلى أبعد من ذلك لتطول إقامته أسبوعاً. وهذا الموقف، وفق مراقبين، تجسيد عالي المستوى للعزلة السياسية النفسية التي تسيطر على تنظيم الحمدين"، مُشيرة إلى أن خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدا هشًا ضعيفًا. كما لفتت إلى أنه تحاشى بشكل تام أي ذكر للملف النووي الإيراني -المعشوقة الأولى للدوحة- في دليل واضح على العلاقة المشبوهة مع إيران.
"ماذا بعد كلمة تميم!؟"
فيما تطرّق الباحث الإماراتي عبدالله محمد الشيبة، في صحيفة "الاتحاد"، إلى كلمة أمير قطر خلال الدور الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدًا أنها حوت الأكثير من الأكاذيب والادعاءات، مُثيرًا السؤال "ماذا بعد كلمة تميم؟!".
وقال الكاتب إن "ما أعلنه تميم أمام الرأي العام الدولي يمثل في رأيي درجة متقدمة من درجات الإحباط والتوتر الذي بلغته الدوحة أمام الضغط الإقليمي والدولي بضرورة وقف دعم الإرهاب والانصياع للمطالب المشروعة للدول الأربع وهو الأمر الذي يجب أن يعيه تميم جيدا قبل فوات الأوان".
"الهلوسة السياسية"
فيما قال السيد زهرة، في مقاله بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، إن قطر تعيش أعلى مراحل ما وصفه بـ"الهلوسة السياسية"، والتي تعني في جوهرها توهّم وجود أشياء لا وجود لها في الواقع، بمعنى، التعلق بأوهام ليس لها وجود إطلاقًا، والتعامل معها على أنها حقائق مؤكدة، والتصرف على هذا الأساس.
وذكر زهرة، في مقاله بعنوان (قطر وأعلى مراحل الهلوسة السياسية)، أن "أكبر وأغرب الأوهام التي تتعلق بها قطر على الإطلاق، وفيما يمكن اعتباره أعلى مراحل الهلوسة السياسية، هو اعتقاد المسؤولين القطريين بأن قطر بكل بما فعلته طوال السنوات الماضية إنما كانت تقوم بدور إقليمي وعالمي عظيم، وتقوم بدعم الشعوب العربية وقضايا الحرية".
وأضاف، قائلًا "على الرغم من مرور أكثر من مائة يوم على الأزمة وما تؤكده كل التقارير من ثمن فادح تدفعه قطر على كل المستويات من جراء مكابرتها وتعنتها، يتصور المسؤولون القطريون، في تصريحاتهم العلنية على الأقل أنهم لم يتأثروا بالأزمة. ليس هذا فحسب، بل يتوهمون أن الدول العربية الأربع المقاطعة لقطر هي التي تعاني. وقد وصل الأمر إلى حد أن وزير خارجية قطر قال في تصريحات صحفية مؤخرا: إن الدول الأربع وصلت إلى (مرحلة اليأس)".
فيديو قد يعجبك: