أسوشيتد برس: الروهينجا يسلكون طريقا خطرا بحثا عن الأمان
كتبت- هدى الشيمي:
قالت وكالة "الأسوشيتيد برس" الأمريكية إن عشرات الآلاف من أقلية الروهينجا المسلمة فروا من أراضيهم في ميانمار "بورما"، هربًا من أحدث موجات العنف التي شهدوها خلال الأيام الأخيرة، ويقدمون مدخراتهم المتواضعة للمهربين البنجلاديشيين والبورميين، فرارًا مما وصفوه بـ"الموت المُحقق".
وأشارت الوكالة إلى أن المشاهد التي يُمكن رؤيتها هناك قاسية إلى أقصى درجة، بما في ذلك الأمة المُنهكة من حمل أطفالها لفترة طويلة، والأطفال المذعورين المتشبثبين بأبيهم، وهؤلاء الصغار الذين يحملون اشقائهم الأصغر منهم ولا يستطيعون التوقف عن البكاء.
ولفتت إلى أن نازحي الروهينجا عاشوا لحظات مرعبة خلال انتقالهم في قوارب عبر نهر "ناف"، الذي يفصل بين بورما وبنجلاديش، ومن بينهم عائلة لم تتوقف طوال الرحلة عن الاستنجاد بالله قائلة: "يا الله.. يا الله"، وسيدة أخرى وقعت في الماء بعد أن أعطت طفلها لرجل أطول منها حتى يتمكن من العبور به إلى الضفة الأخرى بسلام.
واجه مسلمو الروهينجا الذين يعيشون في ولاية راخين غرب ميانمار قمعا واضطهادا ليس له مثيل، ووصفته منظمة العفو الدولية بالإبادة العرقية، وذلك بعد أن جردتهم الحكومة من جنسيتهم، واعتبرتهم مواطنين بنجلاديشيين، فحرموا من كافة الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين البوذيين، الذين يمثلون الأغلبية.
وبالنسبة لهؤلاء الذين مروا بظروف لا يقوى عليها أحد، من بينها الاغتصاب الجماعي والقتل الوحشي، فإنهم يعتقدون أن مأساتهم لن تنتهي أبدا.
وبدأت أعمال العنف والاضطهاد تجاه الروهينجا في 25 أغسطس الماضي، عندما هاجم جيش أراكان خلاص الروهينجا على قوات حكومية، ما دفع القوات الأخيرة إلى ارتكاب مجازر في المنطقة بحجة القضاء على المتمردين.
ويروى اللاجئون المتدفقون على بنجلاديش قصصًا مختلفة حول استهداف واضطهاد القوات البورمية للمسلمين، والتي أجبرتهم على مغادرة أراضيهم إذا ارادوا البقاء على قيد الحياة، ما جعلهم يرحلون بالفعل.
وذكرت الوكالة أن الروهينجا يتركون كل شيء ورائهم، ولا يحملون معهم في رحلة نزوحهم سوى بعض أدوات المطبخ، وحقيبة أزر، وأكياس محشوة قطن لكي يناموا عليها.
وتأوي بنجلاديش، أحد أفقر دول العالم، ما يزيد عن 100 ألف لاجئ من الروهينجا، ووصل إليها بعد أحداث 25 أغسطس الماضية حوالي 123 ألف آخرين، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
ولا تستطيع منظمات الإغاثة الأممية والحقوقية توصيل المساعدات إلى مناطق العنف في بورما، ولا يتمكنّون من معرفة حجم المواد الغذائية والطبية الموجودة هناك.
فيديو قد يعجبك: