جرائم إسرائيل في ميانمار وتجارب كوريا النووية في صدارة صحف الإمارات
أبوظبي- أ ش أ:
تناولت الصحف الإماراتية الصادرة اليوم، الخميس، في افتتاحياتها، عدد من القضايا والموضوعات التي تخص الشأن الإقليمي والدولي، والتي كان أبرزها جرائم إسرائيل ضد مسلمي الروهينجا في ميانمار، والخطر الذي تشكله كوريا الشمالية على دول العالم بتجاربها النووية.
وأكدت صحيفة "الخليج"، تحت عنوان "أصابع إسرائيل في ميانمار"، أن ما يتعرض له المسلمون الروهينجا من مجازر، يعتبر وصمة عار في جبين الإنسانية والعالم المتحضر والعالمين العربي والإسلامي، الذي يكتفي ببيانات الصمت أو بالشجب والإدانة، ولا يتخذ موقفا حاسما ضد نظام يمارس أبشع أشكال العنف العرقي والديني ضد بشر أبرياء، هم مواطنون لهم الحق بالحياة كبقية البشر لكن جريمتهم أنهم يتبعون الدين الإسلامي على خلاف أغلبية سكان ميانمار.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وسط الإدانات العارمة، التي صدرت عن أكثر من دولة ومنظمة دولية للمجازر التي يتعرض لها مسلمو ميانمار "الروهينجا" على يد الجهة العسكرية الحاكمة هناك منذ سنوات واستفحلت خلال الأشهر الأخيرة، يغيب عن البال أن إسرائيل لها باع طويل فيما يتعرض له المسلمون هناك وهو دور يتسق مع كل أدوارها الأخرى في إثارة الفتن والحروب والتخريب ودق أسافين الحقد والكراهية ضد العرب والمسلمين في العالم.
وذكرت أن الأرقام التي تتحدث عن حجم الكارثة الإنسانية وأساليب البطش والإرهاب، التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا تقشعر لها الأبدان ولا يصدق أنها تجري في القرن الواحد والعشرين وفي وضح النهار وتحت أنظار العالم، وأن 600 ألف شخص فروا من منازلهم وعبروا الأنهار باتجاه بنغلاديش، وتعرض المئات منهم للغرق ومئات القرى أحرقت بمن فيها من البشر وتم قتل الآلاف والاعتداء على الأطفال واغتصاب النساء، وأعلنت الأمم المتحدة أن نحو 30 ألفا محاصرين دون مؤن غذائية في الجبال والغابات شمال إقليم أراكان ويحتاجون إلى إغاثة عاجلة.
وتساءلت الصحيفة، وسط هذه المذابح التي ترتقي إلى جرائم الحرب والإبادة، ما دور إسرائيل التي تبدو آثار أصابعها واضحة على كل طلقة رصاص توجه إلى مسلمي الروهينجا جراء التعاون العسكري القديم والمتجدد بين النظامين العنصريين، لافتة إلى تقرير نشره موقع "واللاه" العبر، السبت الماضي، بعنوان "بسلاح إسرائيلي تباد الأقلية المسلمة في ميانمار" - كتب فيه "أن إسرائيل هي الدولة الأبرز التي تزود ميانمار بالسلاح، على الرغم من دور هذا السلاح في الجرائم التي ترتكب ضد المسلمين، ورغم الحظر الذي تفرضه الدول الأوروبية والولايات المتحدة".
وأكدت "الخليج" في ختام افتتاحيتها، على أن زعيم الجهة العسكرية في ميانمار الجنرال مين أونغ هلينغ زار إسرائيل عام 2015، والتقى معظم مسؤوليها وأبرم صفقة سلاح تتضمن أسلحة آلية ومدافع وزوارق حربية، وتدريب قوات ميانمار، وتعمدت تل أبيب التعتيم على الزيارة خشية الكشف عن صفقات السلاح التي تتعارض مع قرارات الحظر، لكن الجنرال تعمد نشر صورة له مع رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال يعالون - آنذاك - كما زار ميشيل بن باروخ رئيس قسم الدعم الأمني في وزارة الأمن الإسرائيلية ميانمار في يونيو 2016 والتقى الجنرال هلينج".
وفي سياق آخر .. وتحت عنوان "تهديد عالمي متفاقم"، دعت صحيفة "الوطن" العالم لإعداد آليات فاعلة تضمن عدم استخدام أسلحة الدمار الشامل وفرض منع القيام بها أو تجريبها، ووضع آلية للتعامل مع كل نظام يخالف القانون الدولي، الذي يؤكد على حظر استخدامها بالمطلق، لأن المفاوضات التي يتم الحديث عنها تأخذ سنوات دون نتيجة وخلال ذلك يفاجئ العالم تباعا بتجارب في مناطق مختلفة تعكس نوايا أنظمة مارقة تضع الاستقرار العالمي برمته في دائرة الخطر.
وأشارت إلى أنه مع إجراء كوريا الشمالية تجربتها النووية السادسة - وهي عبارة عن تفجير قنبلة هيدروجينية تعادل قوتها مائة ضعف القنبلة التي استخدمت في هيروشيما بالحرب العالمية الثانية وتسببها بزلزال قوته 6.3 درجة فضلا عن إمكانية تحميلها على صاروخ باليستي- تكون كوريا الشمالية قد وضعت الاستقرار العالمي برمته في دائرة الاستهداف فطبيعة نظامها وغطرسته وتهديده بالمزيد لا يدع أي مجال للمجتمع الدولي إلا أن يتحرك دون أي تأخير.
وتساءلت كيف يكون هذا التحرك ليكون فاعلا، خاصة أن المجتمع الدولي منقسم بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي من جهة، والصين وروسيا من جهة ثانية ..لافتة إلى أنه في حين تتجه الأولى للعقوبات والتهديد بإجراءات رادعة بما فيها العسكرية تبدو الثانية أكثر تخوفا وتدعو إلى الحل السياسي والحوار.
وأكدت أن التعامل مع كوريا الشمالية سواء عبر المفاوضات أو فرض العقوبات غير كاف لثني بيونج يانج عن تجاربها المرعبة والكارثية، وأن أزمة كوريا الشمالية لم تكن لتتفاقم وتصل إلى ما هي عليه اليوم إلا بفعل التعامل الأمريكي السلبي منذ سنوات طويلة، وهو ما جعل الأزمة تبدو وكأنها خارج السيطرة اليوم على غرار مواقف واشنطن من أزمات ثانية مثل سوريا، التي لم تشهد تحركا كما يجب وذهبت سنوات جعلت الملف تحت سيطرة جهات ثانية والأزمة تتفاقم والضحايا كثر.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: