لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هآرتس: العالم خان إسرائيل عندما تجاوز عن أخطائها

12:02 م الأربعاء 17 يناير 2018

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو

كتبت – إيمان محمود:

اتهم مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، دول الداعمة لإسرائيل بالـ"خيانة"، بسبب تساهلهم مع أخطائها، وعدم وضع حدود لها كدولة لمنع التصادمات مع الفلسطينيين الذي يدافعون عن أرضهم، تركها بلا محاسبة على أخطائها تجاه الفلسطينيين، مشبهًا هذا الوضع بتدليل رئيس الوزراء الإسرائيلي لنجله يائير، ما أفسد أخلاقه وأضر بالطرفين في آن واحد.

سخرية المقال جاءت بعد أن تسرب تسجيل صوتي يعود لعام 2015، ليائير البالغ من العمر 26 عامًا، وهو يحاول إقناع أوري ابن قطب الغاز الإسرائيلي كوبي ميمون، كي يقرضه أموالا، قائلاً "يا صديقي، لقد رتب والدي لكم صفقة بقيمة 20 مليار دولار، وأنت ترفض أن تقرضني 400 شيكل؟"

ووجه كاتب المقال كلماته لنتنياهو قائلاً: "لو كنت مكانك لاختفيت تحت سجادة، وأنا متأكد أن كثير من الناس لديهم الشعور ذاته .. وكنت أوقفت الرحلة إلى الهند من أجل البحث الحقيقي، في محاولة لمعرفة كيف وصل ابني الحبيب إلى هذه المرحلة، إنه أمر فظيع بالنسبة لأحد الوالدين إساءة معاملة ابنه له، لا يقل بشاعة وخطورة عن والدين لا يضعان حدودًا لابنهما".

وقال الكاتب "على أي حال، من الصعب أن نتصور رئيس الوزراء يتعلم الدرس، وحتى لو كان سيفعل، فقد فات الأوان، فقد أصبح الصبي رجلًا ناضجًا، وما هو محفورًا فيه منذ الطفولة لا يتم محوه في مرحلة البلوغ".

وأضاف الكاتب أن "نتنياهو خان ابنه حينما تجاهل أخطائه وتجاوز عنها، وحين لم يضع له حدودًا لما هو مسموح به وما هو غير مسموح. إذا افترضنا أن نتنياهو الأب نفسه يعلم تلك الحدود".

وتابع "نتنياهو ليس أبًا باغيًا، لكنه تخلى عن ابنه حينما سلك سلوكًا بذيئًا وغير مستقيم، والآن يدفع ثمنًا باهظًا، وابنه يدفع ثمنًا أكبر".

وأشار الكاتب إلى أن هناك قاعدة علمية تقول "إذا لم تحدد حدودًا - ليس فقط لابنك، ولكن لجارك، ولمجتمعك بوجه عام، وذلك في الإطار السياسي و الاجتماعي الذي تعيش فيه" سوف تدفع ثمنًا باهظًا.

واستعان الكاتب في تشبيهه بمقولة عربية تعني أن "فرعون أصبح طاغية لأنه لم يجد من يتصدى له"، مؤكدًا أن العرب عانوا الكثير من البؤس وخيبة الأمل على أيدي قادتهم الطغاة.

كما قال إن حزب الليكود الحاكم في إسرائيل بأنه أصبح "دُمية نتنياهو"، تمامًا كما فشل في استنهاض ابنه، الأمر الذي جعل الحزب أكثر عدوانية في الفترة الأخيرة أكثر من أي وقت مضى.

ووصف المقال سلوك نتنياهو بأنه "عالمي"، موضحًا أن الشعب اليهودي عانى من نفس اللامبالاة من العالم بأكمله خلال الفترة التي عانى فيها اليهود من المحرقة، فكان العالم يعرف ما يجري لهم ولكنه ظل صامتًا، وحتى في الولايات المتحدة وبريطانيا التي لم تكن راغبة في مساعدتهم ورفضت أن تقبل اللاجئين اليهود في بلادها.

وفي حين أدان الكاتب صمت العالم حينما تجاهل معاناة اليهود وقت المحرقة، لكنه أشار إلى اختلاف الوضع اليوم بعد أن أصبح العالم يتعامل مع إسرائيل بمنطق التدليل وأصبح لها طابعًا انتقائيًا، بصرف النظر عن بعض الإدانات والشجب "الضعيفة" على حد وصفه، لكن العالم لا يملك شيئًا لإنهاء السنوات الخمسين التي يُعتقل فيها ملايين الفلسطينيين خلف الأسوار ونقاط التفتيش.

ويرى الكاتب أن هذه التصرفات "يخون العالم من خلالها إسرائيل والشعب اليهودي"، وأشار إلى أن المتعصبون الإسرائيليون يعتقدون أن العالم يحتضن إسرائيل، وأوروبا والهند وروسيا توطد علاقتها معها، وبالطبع الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها دونالد ترامب، كما أن "العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يحب بلادهم"، على حد قول الكاتب.

وتساءل الكاتب "إذا كان العالم صامتًا، لماذا لا نستمر؟ من سيكون غبي بما يكفي لتبديل الخيول فيما تركض بشكل جيد؟ نعم، العالم يخون إسرائيل بصمته، ويتخلى عنه للقوميين والمتدينين؟"، مُعتبرًا أن ما يحدث يمكن أن يكون ضمن "مؤامرة من غير اليهود على إسرائيل".

أما عن المُستقبل، فأشار إلى أن مُستقبل إسرائيل يتضح في تحويل وزير التعليم نفتالي بينيت، المدارس الإسرائيلية إلى قواعد عسكرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان