موقع أمريكي: أزمة مصر والسودان تُقوّض محادثات سد النهضة في القاهرة
كتبت- رنا أسامة:
سلّط موقع "كوارتز" الأمريكي، الضوء على زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي هيلماريام ديسالين، المُقرّرة الأسبوع الجاري إلى القاهرة، تزامنًا مع بدء الاجتماع المُغلق بين وزيريّ خارجية البلدين، اليوم الأربعاء، بمقر وزارة الخارجية بقصر التحرير.
وقال الموقع، في تقرير نشره عبر موقعها الإلكتروني، الأربعاء: "عندما سيزور رئيس الوزراء الإثيوبي مصر، هذا الأسبوع، لبحث أوجه التعاون الثنائية بين البلدين في قطاعات مثل الصحة والتعليم والزراعة، ستبرز قضية مثيرة للجدل وهي: الانتهاء من أضخم سد في أفريقيا، سد النهضة".
وأخذت فكرة بناء سد على النيل الأزرق تراود إثيوبيا منذ عام 1960، لكنها لم تبدأ في عمليات البناء على أرض الواقع حتى عام 2011. ورصدت مساحة واسعة من الأراضي له، حيث يمتد المشروع على مساحة تبلغ 1800 كيلو متر مربع، ليُصبح أضخم مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا.
وتخشى مصر من أن بناء السد وما يتبعه من خطوة تخزين للمياه، سيؤديان إلى تدمير مساحات من الأراضي الزراعية لديها، فضلًا عن عدم توفير مياه شرب كافية لسكانها الذين يتجاوز عددهم 100 مليون نسمة، ويعانون بالفعل نقصًا في الموارد المائية.
في المقابل، تقول إثيوبيا إن السد ضرورة لتطوير البلاد، وتؤكد أن للسد منافع لجميع الدول بما فيها دولتا المصبّ، مصر والسودان.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن زيارة المسؤول الإثيوبي للقاهرة تأتي في ظل أزمة جيوسياسية بين مصر والسودان، حول عدد من القضايا الخلافية، أبرزها "سد النهضة" و"حلايب وشلاتين". الأمر الذي من شأنه تقويض أي تقدّم في المحادثات حول السد الذي تعمل إثيوبيا على بنائه بكلفة 5 مليارات دولار.
واستدعى السودان، الأسبوع الماضي، سفيره من القاهرة ووجّه تحذيرًا رسميًا، مما وصفه بـ"تهديدات عسكرية مُحتملة" من جارتيه مصر وإريتريا، بعد مزاعم رصد تحركات عسكرية للقاهرة وأسمرة بالقرب من الحدود المشتركة مع إريتريا شرقي السودان.
ويبدو أن الموقف السوداني أقرب إلى إثيوبيا منه إلى مصر، إذ عبّرت الخرطوم أكثر من مرة عن اعتقادها أن السد سيكون له فوائد على دول المصب، بخلاف ما تخشاه القاهرة.
وفي هذا الصدد، يقول إيساندر العمراني، مدير مشروع شمال افريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، إن"انحياز السودان للجانب الإثيوبي في ملف سد النهضة، يقول يعود في جزء منه إلى قناة الخرطوم بأن السد سيُمكّنها من الحصول على إمدادات الكهرباء اللازمة ويقيها من أخطار الفيضانات خلال الفصول المُمطرة".
ورأى أن النزاع المصري السوداني حول ملف السدّ المُثير للجدل سيأخذ منحى جديدًا مع بدء الانتخابات الرئاسية في مصر في مارس المقبل.
وأكّد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الاثنين، أن "مصر لن تحارب أشقاءها أبدًا، وأنها لا تتآمر ولا تتدخل في شئون أحد، وأنها حريصة على علاقاتها الطيبة مع الجميع".
وقال السيسي، في كلمة لدى افتتاحه عددا من المشروعات التنموية بمدينة السادات، الاثنين، "أقول للأشقاء في السودان وإثيوبيا إن مصر لا تتآمر ولا تتدخل في شئون أحد .. ونحن حريصون على علاقتنا الطيبة ويكفي ما شهدته المنطقة خلال الأعوام الماضية".
وبالرغم من تحذير السيسي من استخدام وسائل الإعلام المصرية "لهجة هجومية" ضد السودان وإثيوبيا، يقول العمراني إن "غياب آلية واضحة للمفاوضات من شأنه أن يُساعد على تأجيج الأزمة".
وأضاف العمراني، بحسب الموقع، "قضية نهر النيل مهمة جدّا بالنسبة لمصر، والسؤال الأهم الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا الآن: إلى أين يقودنا ذلك؟"
فيديو قد يعجبك: